المبعوث الأممي لليمن يحذر من عدم تمديد الهدنة: قد لا نحظى بهذا النوع من الفرص مجددا

أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الجمعة، أن تجديد الهدنة السارية في اليمن وتوسيعها ضرورة إنسانية وسياسية، محذراً من تضييع الفرصة التي تتيحها الهدنة في البناء عليها لتحقيق السلام في اليمن.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وذكر مكتب المبعوث الأممي، عبر حسابه على "تويتر"، في ختام زيارته إلى صنعاء، أن "غروندبرغ أجرى خلال الزيارة مناقشات مكثفة حول القضايا المتعلقة بدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، والمسائل المتعلقة بالموانئ والمطار والحفاظ على هدوء الجبهات الأمامية".
ونقل عن غروندبرغ، القول إن "تجديد الهدنة وتوسيعها هو ضرورة إنسانية وضرورة سياسية. كما أنها فرصة لا يمكن أن نضيعها".
وزير الخارجية اليمني يؤكد الاستعداد للدخول في عملية سلام مع "أنصار الله" لإيقاف الحرب
وأضاف المبعوث الأممي: "الهدنة أحدثت أثراً ملموساً على حياة اليمنيين. لدينا الفرصة للبناء على هذه الفوائد وتوسيعها، فالسعي لتحقيق السلام على الحرب يتطلب شجاعة وقيادة من جميع الأطراف".
وتابع: "إذا كان هناك عودة للحرب، فإننا قد لا نحظى بهذا النوع من الفرص مرة أخرى مجدداً لفترة طويلة".
يأتي ذلك في ظل تحركات دولية وأممية لتمديد الهدنة السارية في اليمن منذ مطلع أبريل/ نيسان الماضي، والتي تنتهي يوم الأحد المقبل، في ظل وضع طرفي الصراع الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، شروطاً لتجديد الهدنة المستمرة منذ 6 أشهر.
وتشترط الحكومة اليمنية تنفيذ "أنصار الله" بنود الهدنة السابقة، من بينها فتح الطرق في تعز ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة من إيرادات دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
فيما تضع "أنصار الله"، شرط دفع رواتب الموظفين في مناطقها من إيرادات النفط الخام والغاز المنتج في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، ورفع التحالف العربي بقيادة السعودية القيود التي يفرضها على الموانئ والمطارات في مناطق الجماعة، مقابل الموافقة على تمديد الهدنة.
وفي الثاني من أغسطس/ آب الماضي، أعلن غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مؤكداً التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.
منظمات إنسانية دولية ومحلية في اليمن تشدد على ضرورة تمديد الهدنة
وتتضمن بنود الهدنة الأممية التي تشارف على الانتهاء، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، خلال كل شهرين، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة