باحث سياسي يقول إن زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية إلى لبنان رباعية الأهداف

شددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية في 31 أوكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
Sputnik
وفي مستهل زيارتها إلى لبنان اليوم الجمعة، أجرت وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتأتي زيارة الوزير الفرنسية بالتزامن مع الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واقتراب الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
في هذا الإطار، قال الكاتب والباحث السياسي بشارة خير الله لـ"سبوتنيك"، إن زيارة الوزيرة الفرنسية إلى لبنان رباعية الأهداف.

وأضاف أن "زيارة بهذا المستوى لها قيمتها بهذا التوقيت، لأننا على مقربة أيام من انتهاء الولاية الرئاسية، وعلى مقربة أيام من توقيع اتفاق يعتبر تاريخيًا بين بلدين عدوين بوساطة أمريكية وتسهيل فرنسي، ونحن في ظل صراع سياسي حاد على أهلية حكومة تصريف الأعمال أو عدم جواز تسلمها مهام رئيس الجمهورية".

وأوضح خير الله أن "توقيت الزيارة مهم، ومن الواضح أن أهداف الزيارة رباعية، الهدف الأول تحفيز كل القوى المعنية تأليف الحكومة، والثاني تشجيع جميع المعنيين والكتل الناخبة على ضرورة انتخاب رئيس وعدم إدخال لبنان في شغور خاصة أنه يوقع اليوم اتفاقية تاريخية، والهدف الثالث تثبيت الجهد الفرنسي الذي دار بمساعدة الأمريكيين على تسهيل عملية الاتفاق ما بين لبنان وإسرائيل وهو جهد قائم وموجود بأوامر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".

وأشار إلى أن "الهدف الرابع بالنسبة لفرنسا تثبيت الحصة الفرنسية من عملية الاستخراج والاستفادة من بعد الاستخراج، يعني من دور شركة "توتال" في الاستكشاف والاستخراج ومن بعدها عندما يصبح لدينا غاز بعد عدة سنوات، وتثبيت حصة فرنسا من الغاز في ظل الشرخ القائم على أثر الحرب الروسية الأوكرانية وحاجة كل أوروبا للغاز، واضطرار فرنسا وألمانيا إلى البدء بالتقنين بهذا الموضوع، لذلك اليوم ملف الغاز حيوي".

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد أبلغ وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن موافقة لبنان على الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ستشكل مدخلا أساسيا لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، وستساهم في النهوض الاقتصادي اللبناني من جديد والانطلاق في ورشة إعادة الإعمار.
بالمقابل أعلنت كولونا أن "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب منها نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية"، موضحة أن "الرئيس الفرنسي يسعى لدى كل الدول الصديقة لمساعدة لبنان".
فيما أشارت إلى أنه "بعد انتهاء مفاوضات الترسيم، باتت زيارتها الى لبنان تدور في أجواء أكثر إيجابية، وبعد موافقة لبنان ستبدأ شركة "توتال" عملها في الكشف والتأكد من نوعية النفط الموجود، وأن الأمور ستسير على الطريق الصحيح".
وزيرة الخارجية الفرنسية تؤكد من بيروت أنها تحمل "رسالة بسيطة"
كما تمنت أن "يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي".
مناقشة