استمرار الحصار الإسرائيلي لمدينة نابلس... تحذير من انتفاضة فلسطينية شاملة

لليوم الرابع عشر على التوالي، لا يزال الحصار الإسرائيلي المفروض على مدينة نابلس الفلسطينية مستمرا، وسط مخاوف من تزايد التوتر، واندلاع انتفاضة شعبية جديدة هناك.
Sputnik
ويأتي الحصار الإسرائيلي للمدينة في خضم عمليتها العسكرية المعروفة باسم "كاسر الأمواج"، التي تمكّن خلالها الجيش الإسرائيلي من قتل عدد من أفراد مجموعة "عرين الأسود"، كان آخرها اغتيال القيادي تامر الكيلاني، 33 عاما، في مدينة نابلس.
وقتل الكيلاني، فجر أمس الأحد، بانفجار دراجة مفخخة، داخل البلدة القديمة من مدينة نابلس، واتهمت مجموعات "عرين الأسود"، في بيان لها، إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله بعبوة متفجرة لاصقة وتوعدت برد قاس ومؤلم.
ورغم المطالب الفلسطينية والعربية، ترفض إسرائيل رفع الحصار عن المدينة، الأمر الذي قد يدفع إلى حرب شاملة تنتقل إلى باقي المدن الفلسطينية، وفقا للمراقبين.
مع تصاعد عمليات "عرين الأسود" واغتيال تامر الكيلاني.. هل تعود إسرائيل لسياسة "القتل الانتقائي"؟

انفجار متوقع

بدوره اعتبر مصباح أبو كرش، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن الحصار الإسرائيلي على المدن الفلسطينية لم يتوقف منذ الاحتلال، لكن وتيرة استخدام هذا الأسلوب تفاوتت من منطقة لأخرى.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، اعتادت إسرائيل الضغط بشكل أكبر من خلال استخدام أسلوب الحصار أينما تواجدت المقاومة الفلسطينية، وكلما أثبتت قدرتها على الفعل، كما هو الحال في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.
وتابع: "تقدم نابلس اليوم واحدة من أروع صور البطولة والتحدي، ومن الطبيعي أن تحاول إسرائيل استخدام كل الأساليب بهدف النيل من إرادتها الأبية على الانكسار، فنابلس كانت وما زالت عرينا للأسود الفلسطينية المقاومة".
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يعيش بكل شرائحه حالة غليان حقيقية، وهو في مرحلة متقدمة كثيرا تسير باتجاه الانفجار الشامل في وجه كل "الجرائم البشعة التي ترتكب بحقه، وأبرز هذه الجرائم عمليات الاغتيال والاعتقال اليومية التي يتعرض لها خيرة أبنائه".
وعن موقف المجتمع الدولي، يرى أبو كرش، أنه بتركيبته الحالية هو نفسه الداعم والمساند لإسرائيل، وكان سببا رئيسيا في مساعدتها على احتلال الأرض الفلسطينية، والتغطية على كل جرائمها العنصرية في فلسطين.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني لا يراهن على هذا "المجتمع الدولي المنحاز والظالم"، ويعي جيدا حقيقته، ويدرك أيضا أنه يدفع ثمن رضوخ المستوى السياسي الرسمي الأول في فلسطين ممثلا بقيادة السلطة الفلسطينية لسياسات هذا المجتمع، الأمر الذي تسبب في إضعاف الحالة الفلسطينية برمتها.

مواجهة شاملة

بدوره اعتبر شرحبيل الغريب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الحصار الإسرائيلي لنابلس نابع من عجزه وفشله الأمني الكبير جراء تصاعد الفعل الفلسطيني المقاوم في الضفة أخيرا، حيث يعتقد أنه بهذا الحصار يستطيع خنق المجموعات المقاومة وإيجاد حلول أمنية.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، سيزيد الحصار من تصاعد التوتر وعمليات المقاومة الشعبية والمسلحة، أمام تهديدات مجموعة "عرين الأسود" بتنفيذ رد قاسي، وكل التجارب أثبتت أن الحلول العسكرية لم تفلح في تثبيت حالة الاستقرار في مدن الضفة.
ويرى الغريب أن سلوك الشباب المقاوم في الضفة من الواضح أنه تعبير عن حالة يأس وإحباط من فشل كل الحلول السياسية، وانعدام الثقة فيها لاستعادة الحقوق الفلسطينية، وبالتالي لم يبق أمامهم سوى خيار المقاومة للرد على حالة التغول الإسرائيلي غير المسبوق على الفلسطينين.
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان القيادي في "عرين الأسود" تامر الكيلاني بمدينة نابلس
وعن ردة فعل المجتمع الدولي، أشار إلى أنه منشغل بقضايا كبيرة في المنطقة في ظل الأزمة الأوكرانية، ولم يعد المشهد الميداني في الضفة يحتل أولوية كبيرة، وأن أمريكا منشغلة ولديها انتخابات الكونغرس النصفية، وقضايا أخرى.
وتوقع المحلل الفلسطيني أن تضييق الخناق على مدن الضفة أمام ارتفاع لهجة التهديد والوعيد للمجموعات المقاومة، سيقلب المعادلة وسيفجر لحظة مواجهة قد تمتد إلى كل المدن الفلسطينية.
واطلع وفد وزاري مؤلف من 5 وزراء، اليوم الاثنين، على احتياجات المواطنين، ومحافظة نابلس والبلدات والقرى المحيطة بها في ظل الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي منذ أسبوعين، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وعقد الوزراء سلسلة اجتماعات مع مؤسسات المحافظة وفعالياتها الوطنية، للاطلاع على احتياجات المواطنين في ظل الظروف الحالية، وسيرفع تقرير إلى مجلس الوزراء من أجل توفير متطلبات "تعزيز صمود" أهالي المحافظة وتلبية احتياجاتهم.
برز اسم "عرين الأسود" خلال الأيام الأخيرة، على خلفية تنفيذ عناصرها العديد من عمليات إطلاق النار ضد القوات الإسرائيلية في الضفة.
وظهرت المجموعة في نابلس شمالي الضفة، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، عبر عرض عسكري لعناصرها المنتمين لمختلف الفصائل الفلسطينية.
مناقشة