ومع ذلك يصر ستولتنبرغ على أن الاستراتيجية الغربية ذاهبة إلى دعم وإشعال الأزمة أكثر، وعدم الخشية من التضرر الحاصل في الاقتصاد والأسعار والغذاء، بل ويوضح أن الرسالة السياسية من دول الناتو هي تقديم الدعم طالما كان ذلك ضروريا.
تأتي تصريحات ستولتنبرغ بينما تتغير المعادلة السياسية في الولايات المتحدة خلال الانتخابات النصفية التي كسبها الجمهوريون، وهذا يعني تغيرا في المواقف الأمريكية، بما أنهم سيسيطرون على البرلمان.
في هذا الموضوع، قال سمير أيوب، المحلل السياسي المختص في الشأن الروسي:
إن الدول الغربية تتأثر باستمرار بالأزمة في أوكرانيا، على عكس ما كان الأوروبيون يرغبون به من استنزاف روسيا اقتصاديا وحدث عكس ما تم التخطيط له.
وذكر أن الدول الغربية تخشى من استنزافها عسكريا بعدما نبضت مخازن السلاح فيها ما يزيد الهيمنة الأمريكية عليها.
وأكد أن الأمور بدأت تتركز في الذهاب للتفاوض بين الأطراف حتى مع التزاماتها لدى حلف الناتو، ولكن هناك مسائل اقتصادية معيشية ضرورية للشعب الأوروبي.
من جهتها، أشارت ليليان معروف، الباحثة السياسية، الخلافات الأوروبية على وقع العملية العسكرية في أوكرانيا إضافة إلى التظاهرات في مناطق أوروبية مختلفة تطالب بحل للأزمات المختلفة من ارتفاع الأسعار على نطاق واسع بسبب الدعم الغربي لأوكرانيا.
وأوضحت أن الدعم الغربي انعكس بشكل سلبي على الدول الأوروبية وأدى إلى زيادة في ارتفاع الأسعار، مشددة أن المتضرر الوحيد من استمرار الأزمة هي الدول الأوروبية.
الأستاذ في جامعة السوربون، كميل الساري، أكد أن التحول في الدعم الغربي لأوكرانيا سيكون قريبا بعد الكلفة الكبيرة للأوروبيين بسبب هذا الدعم المستمر لكييف.
ولفت إلى الأصوات الأمريكية – خاصة في الحزب الجمهوري- والتي تنادي بتخفيض الدعم لأوكرانيا بعد الأزمة الخانقة التي تتعرض لها بلادهم.
وذكر أن الناتو يعمل على استراتيجية التهديد فقط، لتعبئة الحلفاء، ولكن خلف الستار ستكون هناك مطالبات بالتفاوض ودفع النظام الأوكراني للجلوس على طاولة التفاوض.
وتوقع المختص في الشؤون الأمريكية، عمرو عبدالعاطي، أن تكون هناك مراجعة للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا خاصة بعد نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس التي أدت إلى فوز الجمهورين بالأغلبية في مجلس النواب.
وأوضح أن هناك توجه بتخفيض المساعدات الأمريكية لكييف، ولن يعطي المشرعون الجمهوريون الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لزيادة الدعم أو استمراره.