راديو

بعد نهائي استثنائي لمونديال قطر.. لماذا اختلفت البطولة هذه المرة؟

أسدل الستار في قطر على فعاليات مونديال 2022، الأحد، بفوز مستحق للأرجنتين على فرنسا بعد مباراة مثيرة، واستثنائية كحال باقي المونديال.
Sputnik
وتوجت الأرجنتين، للمرة الثالثة في تاريخها بكأس العالم، بعد فوزها على فرنسا بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3.

وشهدت منافسات كأس العالم 2022 خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول العديد من اللحظات الخاصة والمشاهد البارزة، فقد تخللت مرحلة المجموعات والأدوار الإقصائية العديد من المفاجآت كان أبطالها فرق عربية وأفريقية، إذ حققت السعودية فوزا غاليا على الأرجنتين، فيما صعقت تونس فرنسا بفوز عزيز، وأطاح الكاميرون بالبرازيل في سقوط نادر لفريق السامبا في الأدوار الأولى سقطت معه دموع النجم العالمي نيمار.

أما الماكينات الألمانية فقد ودعت البطولة من الدور الأول، فيما فجر المغرب مفاجأته الكبرى بالوصول إلى المربع الذهبي، بعد هزيمة مدوية للبرتغال أمام أسود الأطلس، سالت معها أيضا دموع رونالدو، الذي فقد حلم الوصول إلى المونديال بعد مسيرة ملحمية، لينهي ميسي في الختام حلم فرنسا، ويرفع كأس العالم في قطر مرتديا عباءة خليجية في مشهد فريد اختتم بطولة استثنائية تخللتها المفاجآت ولفها الكثير من الجدل وأحاديث السياسية.
وفي حديثة لـ"سبوتنيك قال الصحفي الرياضي، محمد الجزار "هذه الدورة كانت بنكهة عربية، تم التركيز خلالها على تقديم صورة مميزة عن الثقافة العربية والتقاليد الخليجية، وقد كانت استثنائية في كل شيء حيث تميزت من الناحية التنظيمية، والجماهيرية، والفنية، و شاهدنا مستويات قوية للفرق التي حققت الكثير من المفاجآت، وكان آخرها المبارة النهائية التي أمتعت الجماهير، وقد حاولت قطر خلالها إظهار التقاليد والعادات الخليجية بشكل لم يكن يعرف عنه الكثيرين، وكسبت الرهان من خلال إظهار البطولة بهذا الرونق".
وأوضح الناقد الرياضي أمين بيروك أن "خصوصية البطولة هذه المرة أنها أقيمت في بلد عربي مسلم، مما أعطي طابعا مميزا لها، وقد لاحظنا أنه تم منع تقديم الخمور أمام الملاعب ما ساهم في الناحية التنظيمية حيث لم يكن هناك عنف، كما ساهم البعد الجغرافي وصغر المسافات في تحسين التنظيم، فضلا عن إنجازات المنتخبات العربية والأفريقية خاصة أن الكرة العربية جاءت هذه المرة للمونديال بدون مركبات النقص، ولا ننسى التتويج النهائي لميسي ولمساره كلاعب استثنائي فضلا عن الإقبال الجماهيري الذي فاق التوقعات، كل هذا جعل مونديال قطر بأرقامه وأهدافه، بلحظات أحزانه وأفراحه دورة استثنائية بجميع المقاييس".
من جانبه، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي د.سعيد صادق أن "هذه الدورة، شهدت صراعا ثقافيا منذ البداية تمثل في رفض استضافة دولة عربية صغيرة، ثم توقعات بالفشل، بعد ذلك بدأ تسييس المونديال، وشهدنا محاولة فرض موضوعات معينة مثل قضية المثليين، شهدنا أيضا رفع علم فلسطين في الملعب، ورفض منتخب إيران تحية العلم، كما شهدنا لقاء السيسي مع أردوغان، وهذه الصراعات الثقافية جعلت المباريات مشحونة بما هو أكثر من التفاصيل الفنية للعب، وقد سمح نجاح هذه الدورة بتغيير الصورة النمطية للعرب التي تتضمن متطرفين وداعش وغيرها، وأظهر أنها دول يمكنها استضافة مهرجانات كبرى بهذا الحجم"
واعتبر أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د. صفوت العالم أن "تنوع الجماهير المشاركة في تشجيع كرة القدم عبر عشرات القنوات يمثل رؤية مهمة في التنوع المعرفي والثقافي، حيث تعددت الجماهير واختلفت في أساليب تشجيعها واهتماماتها باللاعبين، ما يمثل روافد ثقافية ومعرفية جديدة أثرت حتى في التعامل مع الشعب القطري، وارتداء العباءة التي حرص أمير قطر على وضعها على كتفي ميسي، وهذه الممارسات أحدثت تنوعا معرفيا وثقافيا يجدد سبل الحياة في الرياضات المختلفة".
إعداد وتقديم : جيهان لطفي
مناقشة