مجتمع

الاستعداد لمرحلة "ما بعد النفط"... السعودية تبدأ الاستثمار في الرياضة كقوة ناعمة بصفقة رونالدو

تسعى المملكة العربية السعودية إلى فتح آفاق استثمارية جديدة لتوفير موارد اقتصادية استعدادا لمرحلة ما بعد النفط، فجاءت صفقة انضمام اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالد إلى نادي "النصر" السعودي مثالا على تلك الاستراتيجية.
Sputnik
لفتت قناة "فرانس 24" الأنظار إلى أن لتلك الصفقة أبعاد تتجاوز الرياضة في خضم سعي المملكة لتنويع مصادر دخلها ضمن رؤية 2030 الاقتصادية وتحويل المملكة إلى وجهة سياحية جذابة.
واعتبر محللون أن حضور رونالدو إلى السعودية ضربة تسويقية وسياحية مضمونة النجاح للمملكة، فرغم الحجم الضخم للصفقة للاعب بعمر 37 عاما، والتي قدرتها مصادر صحافية أوروبية بـ200 مليون، إلا أنها تسمح للمملكة في ترويج سياحتها أمام العالم أجمع.
تتفق تلك الرؤية مع تقارير تحدثت عن أن عقد رونالدو يتضمن راتبا سنويا يقدر بـ70 مليون يورو، لكنه يتضمن الاتفاق على صرف باقي المبلغ ضمن عقود رعاية وإعلانات من المؤكد أنها ستكون ضمن مساعي الترويج للمملكة.
يرى الناقد المختص في الشأن السعودي سمير الحمادي أن "الجانب الترويجي هو الأهم في صفقة رونالدو، حيث تمر السعودية بمرحلة انتقال وإصلاح اقتصادي وخلق قطاعات حيوية جديدة بعيدا عن النفط، كما تهدف إلى استقطاب 100 مليون سائح بحلول سنة 2030، ورونالدو يعد واجهة لهذا المشروع مع صديقته جورجينا اللذان يملكان مئات الملايين من المتابعين على وسائل التواصل، ستكون يومياتهما محل انتظار ومتابعة من الشركات الكبرى والملايين".
رونالدو قد ينضم في الصيف إلى فريق إنجليزي مملوك للسعودية بموجب شرط في العقد
يشار إلى أن أول صفقة رياضية كبيرة للمملكة، كانت استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي "نيوكاسل يونايتد" الإنكليزي العام الماضي.
وفي السياق ذاته، منح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حق السعودية تنظيم كأس أمم آسيا لسنة 2027 للمرة الأولى في تاريخ المملكة، إلى جانب فوز السعودية بشرف تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 بمنطقة نيوم، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة الصحراوية.
يأتي ذلك في ظل حديث عن رغبة لدى المسؤولين السعوديين للترشح لتنظيم الألعاب الأولمبية لسنة 2036 وتلميحات للترشح لتنظيم كأس العالم 2030.
ولفت الحمادي إلى تشابه بين صفقة رونالدو مع النصر وصفقة مارادونا مع نابولي حيث يضيف: "رئيس نابولي توجه إلى رئيس بلدية المدينة لإقناعه بجلب مارادونا ومنافسة ميلان ويوفنتوس وتحويل المدينة المهمة إلى وجهة جذابة، وبالفعل تحولت نابولي إلى وجهة سياحية وفتحت مؤسسات كبيرة فنادق وأماكن ترفيه في نابولي.
مناقشة