"أنصار الله": دول التحالف عادت لاستخدام الملف الإنساني لمكاسب سياسية

اتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، يوم السبت، السعودية التي تقود التحالف العربي، باستخدام الملف الإنساني ورقة للحصول على مكاسب سياسية، معتبرةً المملكة طرفا لا وسيطا في الصراع الدائر في اليمن، مهددةً باستئناف عملياتها العسكرية.
Sputnik
القاهرة- سبوتنيك. وقال نائب رئيس حكومة "الإنقاذ الوطني [غير معترف بها]" المشكلة من جماعة "أنصار الله" الفريق الركن جلال الرويشان، حسب ما نقل تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، إن "الملف الإنساني استحقاق شعبي لا علاقة له بالتفاوض العسكري ولا السياسي لكن المجتمع الدولي لازال يستخدم الملف كورقة تفاوضية حتى الآن".
وأضاف: "لم نلمس جدية واضحة في فصل الموقف السعودي عن الرغبة الأمريكية وهذه المراوحة لن تؤدي إلى نتيجة"، وذكر الرويشان أن "دول التحالف عادت لاستخدام الملف الإنساني كورقة للحصول على مكاسب سياسية".
"أنصار الله" تتهم واشنطن بالسعي لتكثيف وجودها العسكري قبالة سواحل اليمن
واتهم نائب رئيس حكومة "الإنقاذ" لشؤون الدفاع والأمن، أمريكا باستغلال الصراع في اليمن لخدمة مصالحها، بقوله: "الأجندة الأمريكية تنظر لليمن ضمن المشهد الدولي ويبدو أن أهدافها في اليمن لا تخرج عن منظورها للصراع في أوكرانيا وغيرها وتسعى لتوظيف العدوان [في إشارة إلى عمليات التحالف العربي] على اليمن".
واعتبر الرويشان أن "من غير الوارد أو المنطقي تقديم السعودية نفسها كوسيط بعد كل جرائمها وعدوانها" على حد قوله، مضيفا: "أن يتحول المعتدي إلى وسيط هذه مسألة لا يقبلها الدين ولا المنطق ولا العقل، وبالتالي على السعودية أن لا تتقمص دورا لا يناسبها"، داعيا السعودية إلى "رفع الحصار وإخراج قواتها، للخروج من المأزق".
وختم نائب رئيس حكومة "الإنقاذ الوطني" بالتهديد بالعودة إلى الخيار العسكري، بالقول: "نؤكد على جهوزية القوات المسلحة للموقف المطلوب في حال استمرار المماطلة السعودية الأمربكية ".
ويأتي تصعيد "أنصار الله" خطابها ضد السعودية غداة إعلان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أن سلطنة عُمان تقود وساطة وجهوداً مكثفة بين الجماعة والسعودية لإيقاف الحرب في اليمن، محذراً دول التحالف بأن "الصبر سينفد إن لم تبادر للتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي"، مؤكداً "عدم القبول بحرمان الشعب اليمني من ثروته الوطنية [يقصد النفط والغاز اليمني] في استحقاقات المرتبات والخدمات".
الجيش اليمني يعلن إحباط هجمات لـ "أنصار الله" في تعز
وتشترط "أنصار الله" منح الملف الإنساني الذي يشمل رواتب الموظفين الحكوميين ورفع قيود التحالف على الموانئ والمطارات التي تديرها الجماعة، أولويةً على ما دونه من أجندة، مؤكدة أن الملف الإنساني مفتاح عملية السلام في اليمن.
ويشهد اليمن تهدئة هشة بين أطراف الصراع، منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
مناقشة