قطع الأشجار بديل لنقص الغاز والوقود في اليمن... وخبراء يحذرون من مخاطر بيئية

لجأ الكثير من اليمنيين إلى استخدام الأشجار كمصدر بديل للطاقة، في البلد الغارق في الحرب والذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
Sputnik
فعلى مشارف مدينة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن تتعالى أصوات المناشير الكهربائية التي تستخدم في قطع الأشجار، بحسب وكالة "فرانس برس".
الجيش اليمني يعلن صد هجوم لـ "أنصار الله" غرب مدينة تعز
حسين عبد القوي أحد الأشخاص الذين لجأوا إلى تقطيع الأخشاب من الغابات وبيعها للسكان الذين يقبلون على شرائها لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز والوقود.
ويقول عبد القوي من أمام شاحنة صغيرة يستخدمها في نقل الأخشاب: "بدأنا في قطع الاشجار وبيعها لأنه ليس لدينا وسيلة أخرى للعيش".

ويؤكد المواطن اليمني أنّه مضطر لبيع هذه الأخشاب "مثلما لا خيار أمام الناس سوى شرائها".

وتستعين بعض المخابز بجذوع وأغصان الأشجار في تسوية الخبز بعد حرقها في الأفران في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الغاز والوقود.
يقول عبد السلام دابوان صاحب مخبز في مركز تسوق في تعز إنه اضطر لاستخدام الأخشاب جراء الزيادة الكبيرة في أسعار الغاز والوقود.
ودعا الحكومة اليمنية إلى مساعدة التجار في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.
وأدى الانتعاش العالمي بعد جائحة كورونا والعملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي.
مسؤول يمني: الحرس الثوري يدير غرفة عمليات واحدة من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن
وتشير أرقام رسمية إلى أن أكثر من 6 ملايين شجرة تم تقطيعها منذ بداية الحرب في اليمن، خاصة في العاصمة صنعاء حيث تستخدم على نطاق واسع في المخابز والمطاعم، بحسب الخبير البيئي أنور الشاذلي.
وأشار الشاذلي إلى أنه في اليمن وخاصة في تعز يتم قطع الأشجار على مستوى سطح الأرض.
وحذر من أن هذه الطريقة في قطع الأشجار تؤثر على المياه الجوفية الزراعية والتنوع البيولوجي وتتسبب في تآكل التربة.
ومنذ أيلول/سبتمبر 2014، يشهد اليمن حربا بعد سيطرة جماعة أنصار الله، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء. وأطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة