مع زيادة التوتر وبعد عملية تل أبيب.. هل يشهد شهر رمضان حربا جديدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل؟

رمضان في فلسطين
وسط زيادة معدل الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة والقدس، يحذر مراقبون من دخول المقاومة الفلسطينية ‏في قطاع غزة على خط المواجهة، مع إمكانية اندلاع حرب مفتوحة على مشارف شهر رمضان.‏
Sputnik
وأعلنت حركة "حماس"، أن "الهجوم الذي وقع في مدينة تل أبيب، أمس الخميس، وأسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، قام به قيادي في كتائب القسام، وهو المعتز بالله صلاح الخواجا (23 عاما)، وأن الهجوم جاء ردا على جرائم إسرائيل".
والأربعاء الماضي، استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، "موقعا عسكريا لحركة "حماس" على الحدود الشرقية لقطاع غزة".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن "الجيش قصف أهدافا في قطاع غزة ردا على إطلاق الصاروخ الليلة الماضية"، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي طلب من المزارعين الإسرائيليين إخلاء الحدود مع قطاع غزة.
وقال مراقبون إن المواجهة الإسرائيلية مع المقاومة في غزة بات متوقعا، وقد تكون هناك حرب مفتوحة وطويلة في ظل الاستفزازت الإسرائيلية المتكررة.
مقتل أحد الجرحى في هجوم تل أبيب متأثرا بإصابته
احتمالات مفتوحة
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، مصطفى الصواف، أن "الوضع الحالي وتطوراته في فلسطين بشكل عام، ومدن الضفة والقدس وقطاع غزة يجعل الأمر مفتوحًا على كل الاحتمالات بما في ذلك مواجهة مفتوحة ما بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "المسألة مرتبطة أكثر بسلوك إسرائيل على الأرض، وسط مواصلتها لجرائمها وإرهابها وقتلها وتدميرها للمنازل، والاعتداءات المتكررة بكل السبل، والتعدي على القدس، وما يحدث داخل المعتقلات الإسرائيلية من عوامل التفجير الممكنة".
ويرى الصواف أنه

"من المتوقع أن تزيد إسرائيل من انتهاكاتها وهو ما سيفتح الباب على مصراعية أمام المواجهات، ويجعل من المحتمل اندلاع مواجهة كبيرة جدا مع المقاومة الفلسطينية"، مؤكدا أن "حركة حماس مستعدة بشكل كامل، ولها حساباتها الخاصة"، مستبعدا أن "تنجرّ الحركة أو المقاومة بشكل عام خلف أي استفزاز تسعى له إسرائيل".

ولفت إلى أن "حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يراكمون قواهم، حتى يكونوا على استعداد لبدء أي معركة مع إسرائيل"، مشيرا إلى "وجود احتمالات كبيرة للمواجهة العسكرية، خاصة في شهر رمضان، والذي يزيد فيه الاحتلال من الاستفزاز وإشعال فتيل الحرب والانفجار".
وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقيل قائد شرطة تل أبيب
مواجهة كبيرة
بدوره، قال القيادي في حركة "فتح"، الدكتور أيمن الرقب، إن "حركة "حماس" منذ فترة طويلة لم تتبنّ أي عملية في الضفة والقدس ولا حتى في قطاع غزة، ولكن بعد عملية معتز الخواجا أمس، وتبنّي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عملية في قلب تل أبيب، يعتبر تغييرا في موقف الحركة، وفي أدوات اللعبة كذلك".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن
"دخول غزة على الخط قد يسهّل على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الهروب من أزمته الداخلية والهجوم على قطاع غزة، والعمل على أن تكون الحرب طويلة ليضمن تمرير ما يريد من قرارات وتوحيد جبهته الداخلية في وسط كل الأزمات التي يواجهها والاحتجاجات التي تشعل إسرائيل".
وتابع: "رغم ترحمنا على معتز الذي انتقم لرفاقه الذين اغتالهم الاحتلال في جنين، إلا أن توقيت ومكان العملية لم يكن موفقا، وكأن "حماس" تعطي طوق نجاة لنتنياهو، الذي يضيق عليه طوق المعارضة من خلال زيادة عدد المتظاهرين ونوعيتهم، وانضمام ضباط احتياط من معظم وحدات الجيش الإسرائيلي للمعارضة".
ويرى الرقب أن "هذه العملية ستعطي نتنياهو مبررا للهجوم على قطاع غزة، وليس على إيران أو جنوب لبنان كما كنا نتوقع"، مؤكدا أن "شهر رمضان المقبل أو قد يكون قبله، سنشهد مواجهة مفتوحة، ولكنها ستبقى تحت السيطرة، وطويلة في الزمن بين قطاع غزة وإسرائيل".
ومنذ أيام، تتفاقم الأوضاع في مدينة القدس، وخاصة في المسجد الأقصى، الذي ينتظر فيه المقدسيون شهر رمضان بعيون معلّقة تجاهه، بعد الاقتحامات المتزايدة.
وكانت ما تُسمى "جماعات الهيكل"، طلبت رسميا إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين في الأسبوع الثالث من رمضان؛ لإفساح المجال لاقتحامات عيد الفصح العبري، الذي يصادف شهر رمضان للعام الحالي 2023.
مناقشة