خبراء عرب يشرحون خطورة قذائف اليورانيوم المنضب بالإشارة إلى آثارها في ليبيا والعراق

شرح اختصاصي السياسات الإشعاعية والباحث في مركز البحوث النووية في ليبيا، الدكتور نوري الدروقي، المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن استخدام قذائف اليورانيوم المنضب، مقدماً أمثلة من التلوث الإشعاعي المستمر في ليبيا، لتوضيح التداعيات البعيدة الأمد لاستخدام هذا النوع من السلاح.
Sputnik
موسكو- سبوتنيك. وقال الدروقي، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "استخدام قذائف محملة أو مبطنة بمادة اليورانيوم المنضب، خطير وسوف يسبب مشاكل صحية وبيئية كبيرة في المناطق التي سيتم استخدامها فيها".
وربط الخبير الليبي، بين نسبة ازدياد حالات الإصابة بالسرطان واستخدام قنابل اليورانيوم المنضب، مشيراً إلى أن هذه النسب تشهد ارتفاعاً ملموساً في المناطق التي تم قصفها بصواريخ محملة أو مبطنة بالمادة الإشعاعية.
وتابع الدروقي حديثه في هذا الصدد، قائلاً: "حتى الآن في الأماكن والمدن التي تم استهدافها، نعم، وطبعا نسبة (الأمراض السرطانية) أكبر".
لافروف: إمداد بريطانيا كييف بقذائف اليورانيوم المنضب خطوة نحو تصعيد كبير
وفي هذا السياق، أشار الخبير إلى مدينة طرابلس الليبية، التي شهدت عمليات قصف باليورانيوم المنضب، قائلاً: "اليورانيوم، أثناء التفجيرات، يصدر انبعاثات غازية أو مشعة وغبار ومواد كيميائية، تطايرت في مدينة طرابلس،... وتم استنشاقها من العديد من سكان المدينة، وهذا ممكن أن يعزى إليه نسبة ازدياد الأمراض السرطانية الحالية".
وفي وقت سابق، أكدت الباحثة العراقية في مجال هندسة البيئة، الدكتورة سعاد ناجي العزاوي، في مقابلة لـ"سبوتنيك"، وجود صلة مباشرة بين التلوث الإشعاعي الناتج عن استخدام قذائف اليورانيوم المنضب وتزايد حالات السرطان والتشوهات في المناطق المتضررة في العراق، جراء حرب 1990 وغزو 2003.
تقرير: الناتو استخدم ذخيرة مع يورانيوم منضب أثناء الغارات على ليبيا في 2011
و قالت الخبيرة في هذا الصدد، إن قوات التحالف "استخدمتها (قذائف اليورانيوم المنضب) في بغداد وفي كربلاء وفي النجف وفي بعقوبة وفي الفلوجة، وفي 2004 استخدمتها بكثافة في الفلوجة، ولحد الآن التشوهات الخلقية للأطفال تطال تقريبا 15 بالمئة من أطفال الفلوجة، وهذه النسبة جداً كبيرة، لديهم تشوهات خلقية و5 بالمئة منهم يموتون من هذه التشوهات".
الغزو الأمريكي للعراق عام 2003
خبيرة عراقية: أكثر من مليون عراقي يعانون من آثار "اليورانيوم الأمريكي المنضب"
وأكدت الخبيرة العراقية، خطورة انتشار التلوث الإشعاعي إلى أجسام المواطنين وعبر السلسلة الغذائية، قائلة: "لديك مناطق مثلا كالفلوجة، لقد دمروا الفلوجة بالكامل بهذه الأسلحة وبغيرها، وهناك تلال من البيوت والمؤسسات التي تهدمت، جمعوها في مواقع وتلال لكي يتسنى للناس البناء من جديد، وهذه كلها ملوثة ولا يجب أن تبقى مصدراً كلما هبت عاصفة رملية، ترابية، مطرية، لتنتقل إلى مصادر المياه ويستنشقها الناس، وحيوانات الرعي تأكل مواداً مشعة وتنتقل للبشر".
وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني، أنابيل غولدي، أعلنت في وقت سابق، أنه إلى جانب توفير الدبابات القتالية لأوكرانيا، ستزود كييف بالذخيرة، بما في ذلك الذخيرة الخارقة للدروع التي تحتوي على اليورانيوم المنضب.
مناقشة