محلل سياسي: ليس هناك أي إشارة تعني ملف لبنان في الاتفاق السعودي الإيراني

دعا الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين للتريث بالحكم على تداعيات حجم انعكاسات الاتفاق السعودي الإيراني ومردوده على الساحة اللبنانية.
Sputnik
وفي تصريحات إلى "سبوتنيك" قال شاهين إنه كان واضحًا أن التفاهم على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران لم يكن مفاجئًا، وقد كتبت مقالًا في مايو/أيار العام الماضي، أن الجلسة الثالثة من المفاوضات السعودية الإيرانية في بغداد انتهت إلى تفاهم على إحياء العلاقات الدبلوماسية، وكان مقررًا بعد اللقاء الخامس بينهما في بغداد الانتقال مباشرة إلى نقل المفاوضات على المستوى الدبلوماسي.
ولفت إلى أنه من الواضح أن اتفاقًا لإحياء العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران لا يعني أن هناك تفاهمًا جرى على مختلف الملفات المطروحة على البلدين، وأضاف واضح أن هناك ملفات شائكة ومعقدة تتصل بعدد من الأزمات التي تتصادم فيها إيران مع المملكة العربية السعودية باستتثناء التفاهم الذي بدأت ترجمته منذ عام تقريبًا في اليمن.

وأشار إلى أنه ليس هناك من اتفاق واضح بين السعودية وإيران يعني باقي الدول، هناك بوادر تفاهمات بشأن العراق وبوادر تفاهمات بشأن الوضع في سوريا إلا أنه وحتى هذه اللحظة ليس هناك أي إشارة تعني ملف لبنان.

وكشف شاهين أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة المتبادلة على أعلى المستويات تؤكد أن إيران رفضت أن يطرح ملف لبنان في مفاوضات الصين حتى هذه اللحظة، والمملكة العربية السعودية لم تبدي اهتمامًا بالغًا في الوضع اللبناني، فهي تراهن على قرار يتخذه اللبنانيون قبل أن تتدخل لدعم أي تفاهم ممكن أن يتم التوصل إليه، هذه المعادلة لا تعيد التوازن إلى الساحة اللبنانية.
وأضاف: "لذلك سيبقى منطق الثنائي الشيعي وحزب الله تحديدًا هو المسيطر على الأجواء السياسية في لبنان، ومن الممكن أن يؤزم الأمور أكثر إن لم يتراجع حزب الله والثنائي الشيعي عن بعض الشروط الداخلية وخصوصًا المتصلة بانتخابات رئاسة الجمهورية".

كما رأى أن أمام هذه الصورة المعقدة وغير الواضحة أنصح ومن الضروري أن نتريث قليلًا في الحكم على نتائج التفاهم وحجم تردداته على الساحة اللبنانية والأخطر من ذلك كله أن يكون قد استثني لبنان من ملف العلاقات بين الطرفين ويبقى على حاله من الانهيارات المتتالية من قطاع إلى قطاع.

مسؤول سعودي: الاتفاق مع إيران سينعكس بشكل إيجابي على لبنان

وحول زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى بيروت، أشار شاهين إلى أن الملفت في الزيارة التعميم الذي عممته السفارة الأمريكية بقرار ليف بعدم التصريح بعد أي لقاء، ويرتقب أن تصدر السفارة الأمريكية في بيروت بيانًا رسميًا في نهاية الجولة.

وقال إن ليف خبيرة في شؤون الشرق الأوسط وفي العلاقات السعودية الإيرانية لها تاريخ من التعاطي مع الملف الإيراني، من الطبيعي أن تنقل الثوابت في السياسة الأمريكية وهي تلخص بأربعة أو خمسة عناوين، بداية ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبغير انتخاب الرئيس لن يكتمل عقد المؤسسات الدستورية، وانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة جديدة يشكل بوابة إلى استئناف المفاوضات المجمدة مع صندوق النقد الدولي من أجل التوصل إلى تفاهم يقود إلى إحياء علاقات لبنان الدولية مع الخليج ومع الدول والمؤسسات المانحة، التشديد على مكافحة الفساد والتهرب المالي وكل مقتضيات القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701.
وأضاف شاهين أنه من المرجح أن تكون قد أكدت أن للولايات المتحدة الأمريكية مواصفات للرئيس وليس لديها اسم أو مرشح رئاسي، إنما المواصفات تدل بأن ما هو مطروح حتى الساعة لا يتلاقى وحجم المواصفات المطلوبة أمريكيًا.
مناقشة