رئيس المجلس السياسي لـ "أنصار الله" يتهم واشنطن بعرقلة جهود السلام ويدعو الرياض لعدم الرضوخ لضغوطها

اتهم رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" اليمنية مهدي المشاط، اليوم الخميس، أمريكا بممارسة ضغوط على دول التحالف العربي بقيادة السعودية لإعاقة جهود السلام في اليمن، محذراً من تداعيات الرضوخ لتلك الضغوط على تلك الدول.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال المشاط خلال كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر، حسب تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم "أنصار الله": "خلال المفاوضات مع الجانب السعودي بوساطة عُمانية تمسكنا بحقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال وحقه في وقف العدوان [في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية] ورفع الحصار وتسليم الرواتب من عائدات ثرواتنا السيادية".
وأضاف: "الولايات المتحدة تسعى لعرقلة جهود السلام ولا تريد حلحلة الملفات الإنسانية وليس من مصلحة الرياض والمنطقة الرضوخ للضغوط الأمريكية.
ورأى أن "الرضوخ للضغوط والمساعي الأمريكية سيكون على حساب دول العدوان وسيجلب لها الدمار وعدم الاستقرار".
رئيس الوزراء اليمني: نرحب بجهود السلام وندعم جهود السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية
واعتبر المشاط، أن "مأساة ضحايا حادث التدافع خلال انتظار مساعدات شاهد حي على آثار العدوان والحصار الغاشم على اليمن".
وقال إن "سنوات العدوان الثمان لم تجلب لليمن والمنطقة سوى الخراب والدمار وما ترتب على ذلك من زعزعة الاستقرار".
وتعهد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء لـ "الأسرى الذين لا يزالون خلف القضبان ببذل قصارى الجهد حتى تحرير آخر أسير مهما كان الثمن والتحديات".
وعاهد المشاط، الموظفين المدنيين، بـ "عدم التنازل عن حقوقهم وعدم السماح للأعداء بتجاهل استحقاقاتهم"، مضيفاً "سنعمل على انتزاعها منهم".
"أنصار الله" تعلن وصول وفد سعودي إلى صنعاء
وأكد "مناصرة الشعب الفلسطيني والوقوف مع كل الأحرار"، معتبراً ذلك "موقفاً إنسانياً ودينياً لا يمكن أن يتغير"، مباركاً "العمليات الأخيرة للمجاهدين الفلسطينيين".
وحث شعوبَ الأمة على "مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ودعم وإسناد المقاومة الفلسطينية لاستعادة حقوقها وتحرير كل شبر من فلسطين
ودعا المشاط، الدول المطبعة مع إسرائيل إلى "أن تراجع حساباتها وتبادر إلى قطع هذه العلاقات".
ويوم السبت الماضي، أعلنت الخارجية السعودية، أن "فريقها عقد مجموعة من اللقاءات في صنعاء شهدت نقاشات مُتعمّقة بشأن الوضع الإنساني؛ وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن، اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية".
وأضافت أنه "نظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات؛ فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت؛ بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية".
"أنصار الله": حضور الوفد السعودي إلى صنعاء خطوة شجاعة وعليه الاعتراف بـ"العدوان"
وسبق ذلك إعلان جماعة "أنصار الله" يوم الجمعة الماضي، انتهاء أعمال التفاوض مع الوفد السعودي في صنعاء بعد نقاشات وصفتها بـ "الجدية والإيجابية"، مؤكدة "التقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق".
وكان وفد سعودي غادر صنعاء يوم الخميس قبل الماضي، بعد زيارة استمرت 6 أيام أجرى خلالها محادثات مع قيادة "أنصار الله" بحضور وفد عُماني، بشأن الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمن وبدء عملية سياسية يمنية شاملة.
وحسب مصدر دبلوماسي يمني لـ "سبوتنيك"، فإن الجانبين حددا موعداً لجولة أخرى عقب عيد الفطر المبارك، خاصة مع وجود نقاط خلافية لم تحسم بعد.
ارتفاع عدد ضحايا التدافع في العاصمة اليمنية صنعاء إلى 80 قتيلا و120 مصابا
وفي الثامن من أبريل/نيسان الجاري، وصل وفدان رسميان سعودي وعُماني إلى صنعاء، وذلك بعد إعلان "أنصار الله" توصلها إلى تفاهمات مع السعودية في كافة الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وملف تحقيق السلام، خلال مفاوضات استضافتها سلطنة عُمان الفترة الماضية، مؤكدة أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين؛ مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة