بعد فشل القبة الحديدية... هل ينجح "مقلاع داوود" في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية؟

تستخدم إسرائيل 4 منظومات دفاعية في سلاحها للدفاع الجوي، أهمها والمعروف منها هو "القبة الحديدية" التي تستخدمها في الشمال والجنوب من البلاد، خاصة أمام قطاع غزة، لمواجهة الرشقات والقذائف الصاروخية المنطلقة من القطاع.
Sputnik
فيما كشفت وسائل إعلام عبرية، أول أمس الأربعاء، العاشر من الشهر الجاري، أن الجيش الإسرائيلي استخدم منظومة دفاعية لأول مرة في تاريخ المواجهة مع قطاع غزة.
إسرائيل تستخدم منظومة دفاعية لأول مرة في تاريخ المواجهة مع غزة
في وقت ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش استخدم للمرة الأولى في تاريخ المواجهة مع غزة المنظومة الدفاعية المسماة بـ"مقلاع داوود"، أو ما يطلق عليها أحيانا "العصا السحرية/ماجيك واند"، مؤكدة تفعيل منظومة "مقلاع داود" للمرة الأولى، ضد القذائف والرشقات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة على الداخل الإسرائيلي.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عسكري له نجاح "مقلاع داوود" في التصدي لصاروخ انطلق من قطاع غزة كان موجها نحو مدينة تل أبيب، رغم أن تكلفة الصاروخ الواحد من هذه المنظومة الدفاعية الإسرائيلية يقدر بمليون دولار، مقابل 150ألف دولار فقط لصاروخ واحد من المنظومة الدفاعية "القبة الحديدية"، وهو ما يعني فشل المنظومة الأخيرة في التصدي للرشقات والقذائف الصاروخية المنطلقة من القطاع نحو الداخل الإسرائيلي.
والغريب أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي تفاصيل أخرى عن استخدام النظام الدفاعي خلال الحرب الدائرة على غزة، لأول مرة في عمليات قتالية، بعد تجارب عسكرية سابقة فاشلة. رغم أن إسرائيل استخدمت دوما "القبة الحديدية" على نطاق واسع لاعتراض الصواريخ والقذائف والرشقات الصاروخية المنطلقة على الداخل الإسرائيلي من غزة.
ومع عدم اعتراف السلطات الإسرائيلية بفشل "القبة الحديدية" في التصدي لمجرد عشرات الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة، وهي صواريخ قصيرة المدى، فإن مفهوم استخدام "مقلاع داوود" وهي المنظومة الدفاعية التي تستخدم للتصدي لصواريخ ذات مديات متوسطة، أن هناك تطورا نوعيا في المواجهة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، يصب في صالح الأولى، رغم عدم تدخل حركة "حماس" في الحرب الدائرة على القطاع، واكتفاء مشاركة "الجهاد الإسلامي" وحدها.
رغم مقتل 5 من كبار قادة "الجهاد الإسلامي".. هل تستمر إسرائيل في سياسة "الاغتيالات الانتقائية"؟
أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير مطول لها يوم الأربعاء الماضي، أن "مقلاع داوود" أو "العصا السحرية" منظومة دفاعية خاصة بالتهديدات متوسطة المدى، وهي أعلى في الجودة والمستوى الجوي من المنظومة الدفاعية الأخرى، والمعروفة باسم "القبة الحديدية"، الخاصة بالتهديدات قصيرة المدى، وذات مدى منخفض فقط، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتفعيل منظومة "مقلاع داوود" من أجل اعتراض صاروخ أطلق من القطاع باتجاه تل أبيب، حيث تم إطلاق صاروخ من داخل غزة قابله صاروخ من تلك المنظومة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن منظومة "مقلاع داوود" هي منظومة دفاعية وسط، أي نظام مخصص أو تم تصميمه لإسقاط الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة 100- 200 كيلومتر، بين "القبة الحديدية" وهي المخصصة للمدى المنخفض، وبين منظومة "حيتس 2" أو "آرو 2" و"حيتس 3" أو "آرو 3"والمخصصة للمدى الطويل، مثل الصواريخ بعيدة المدة المنطلقة من إيران، والتي تتحرك خارج الغلاف الجوي.
ومن المعروف أن "مقلاع داوود" منظومة دفاعية من تطوير وتصنيع شركة "رافائيل" الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة للدولة نفسها، بالشراكة مع شركة "رايثيون" الأمريكية، وتم الإعلان عن تشغيلها بشكل كامل في العام 2017، في وقت جرى تصميمها لاعتراض صواريخ "كروز".
خوفا من "صواريخ غزة".. إسرائيل تستعد لإجلاء آلاف السكان في مستوطنة سديروت
ويفترض أن تقوم منظومة "مقلاع داوود" بالتصدي للصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، فضلا عن الطائرات والطائرات المسيرات، إضافة إلى صواريخ "كروز"، بما في ذلك صواريخ "سكود".
وتتكون "مقلاع داوود" من صواريخ يطلق عليها اسم ستانر "Stunner" متعددة النبضات، تستخدم أجهزة استشعار وأنظمة تحكم متطورة، فضلا عن مصفوفات للمسح الإلكتروني النشط، ورادار متعدد المهام للاستهداف والتوجيه، ومع ذلك فإن صاروخ "ستانر" لا يحتوي على رأس حربي، ولكنه يدمر التهديدات بقوة الاصطدام الكبيرة.
ويذكر أنه في العام 2020، قام الجيش الإسرائيلي بإجراء مناورات دفاع جوي ضخمة استخدم خلالها نسخة جديدة من منظومة "مقلاع داوود"، وسبقها في العام 2018، تجارب فاشلة للجيش الإسرائيلي في إسقاط الصواريخ من سوريا باستخدام نظام "مقلاع داوود".
الجيش الإسرائيلي: إطلاق 686 قذيفة صاروخية من غزة على الداخل منذ بدء العملية العسكرية في القطاع
وتنقل منظومة "القبة الحديدية" بسهولة سواء في الشمال أو الجنوب الإسرائيلي، وتكلفة الصاروخ الواحد منها ما بين 50-150ألف دولار، وتستخدم لمواجهة صواريخ فلسطينية لا تتخطي قيمة الواحد منها 100 دولار، في حين تقدر قيمة صاروخ "مقلاع داوود" بمليون دولار.
ومع استخدام الجيش الإسرائيلي لمنظومة "مقلاع داوود" خلال الحرب الجارية في قطاع غزة، وعدم تحقيق منظومة "القبة الحديدية" لأهدافها المرجوة منها، فإنه يعني فشل الأخيرة في التصدي للرشقات والقذائف الصاروخية المنطلقة من غزة تجاه الداخل الإسرائيلي.
مناقشة