مدير موقع التراث العالمي لـ"سبوتنيك": أضرار جسيمة لحقت بالتراث الإنساني السوداني بسبب الحرب

قال د. محمود سليمان مدير موقع التراث العالمي التابع لليونسكو في جزيرة مروي التاريخية بالسودان، إن الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع أدت إلى تدمير العديد من المباني التاريخية ومن بينها القصر الرئاسي.
Sputnik
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن استمرار عمليات القتال لم تتح للقائمين على التراث الإنساني في البلاد فرصة لحصر أو تحديد الأماكن التراثية والتاريخية المتضررة بشكل دقيق، خصوصا ما يتعلق بمنطقة آثار مروي.
وزير الخارجية الجزائري: نؤيد جهود السعودية لوقف إطلاق النار في السودان
وتابع سليمان، الشىء المؤكد أن هناك العديد من المباني التاريخية قد تضررت بالفعل في قلب العاصمة الخرطوم، والحمد لله أن المناطق الغنية بالآثار والشاهدة على الحقب التاريخية بعيدة بعض الشىء عن ساحة المعارك، ورغم ذلك لا نستطيع القول أنها لم تتضرر كليا، فقد تتعرض لعمليات استهداف وتدمير تنفيذا لخطط ليست من الداخل.
وأكد مدير موقع التراث أن الأوضاع العسكرية منعت الناس والموظفين من القدرة على التحرك أو الخروج خارج منازلهم أو عمل خطط شعبية مدنية لحماية التراث والأماكن التراثية والتاريخية القريبة جدا أو تقع في قلب الأحداث، وكما حدثت عمليات التدمير للمباني تحدث أيضا للمتاحف وأماكن الزيارات التاريخية.
وأضاف: "بصفتي مديرا لموقع التراث العالمي في جزيرة مروي والذي تعرض جزء منه (المدينة الملكية) العام الماضي لمخاطر الفيضانات، وفي نفس وقت الفيضانات العام الماضي تمت عمليات كثيرة لمعالجة الآثار التي نتجت عن تلك المياه المتراكمة، وتم وضع خطة من أجل أن تكون هناك حماية دائمة ضد أخطار الفيضان في المستقبل.
وأوضح أن: "موقع التراث العالمي في مدينة مروي، هو أحد المواقع التاريخية التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي تحت مظلة منظمة اليونسكو، ولدينا في السودان موقعين تم تسجيلهم كتراث عالمي، الموقع الأول هو موقع جبل البركل في شمال السودان، تم تسجيله ضمن التراث العالمي في العام 2003."
وذكر أن الموقع الثاني هو موقع جزيرة مروي والذي أتشرف بإدارته، تم تسجيله في العام 2011، حيث تتولى لجنة التراث في اليونسكو عملية الترويج والرعاية والحفاظ على تلك المواقع، وهناك الكثير من الشركات السياحية التي تقوم بالترويج لمواقع التراث العالمي، وهنا يصبح الموقع عالميا وليس محليا، وتتابع لجنة التراث باليونسكو كل ما يتعلق بالموقع، فقد كانت هناك استجابة سريعة جدا من المنظمة بمجرد حدوث الفيضان العام الماضي.
السودان: مجموعات تسعى للحصول على السلاح لنقل المعارك إلى المدن
وكانت حصيلة قتلى المدنيين جراء الحرب الطاحنة التي يشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاع المعارك في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، قد ارتفعت إلى 822 شخصا.
جاء ذلك وفق ما أعلنته نقابة أطباء السودان (غير حكومية)، أمس الثلاثاء، على وقع استمرار المعارك، دون أن يقود اتفاق مبدئي وُقّع أخيرا بين طرفي القتال في جدة السعودية إلى تخفيف حدة التوترات، وانعكاساتها على المدنيين العزل.
وتوصل وفدا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال المفاوضات، التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، الخميس الماضي، إلى اتفاق مبدئي لحماية المدنيين في السودان من الاشتباكات المسلحة.
وينص إعلان جدة، وهو الاتفاق المبدئي الأولي الموقع بين طرفي الصراع المسلح في السودان، على تعهد الطرفين بالامتناع عن أي هجمات قد تلحق الضرر بالسكان المدنيين.
ويلتزم طرفا الصراع بموجب الاتفاق باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، كما يلتزمان بالسماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال القتالية والمناطق المحاصرة، والالتزام بحماية العاملين في القطاع الصحي والمؤسسات العامة في السودان.
مناقشة