خطأ محاسبي كشف المستور.. بايدن يدير حرب معلومات ضد الأمريكيين لتمويل الصراع في أوكرانيا

تسببت المساعدات العسكرية الهائلة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى كييف بالفعل في مخاوف كبيرة وسط الأمريكيين، حيث أنفق البيت الأبيض المليارات لتمويل حربه بالوكالة ضد روسيا.
Sputnik
وفقًا للتقارير الأخيرة، أدى خطأ محاسبي كشف المستور إلى قيام الولايات المتحدة بالمبالغة نحو 3 مليارات دولار في تقدير الإمدادات المرسلة إلى أوكرانيا، حيث استخدم البنتاغون تكلفة الاستبدال لتقييم الأسلحة بدلاً من قيمة السلاح عند شرائه واستهلاكه.
اكتشف مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية القضية بالفعل منذ شهرين، لكنهم أبلغوا الكونغرس الآن فقط، مما أثار حفيظة المشرعين.
ظهرت التقارير وسط مأزق سقف الديون في الولايات المتحدة، حيث أن "تحرير" عدة مليارات من الدولارات يسمح لبايدن بعدم مطالبة الكونغرس بتمويل إضافي للمساعدة العسكرية الأوكرانية.
"عواقبها كارثية"... كل ما تريد معرفته عن أزمة "سقف الدين" في أمريكا
ولكن ما الذي يكشفه هذا "الخطأ الصغير" عن مساءلة واشنطن وعن أولوياتها عندما يتعلق الأمر بأموال دافعي الضرائب وسط تعثر وشيك؟.
أوضح ديفيد تي باين، الباحث في فريق عمل EMP والضابط السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، ما وراء هذا الاكتشاف المقلق بالضبط في مقابلة مع سبوتنيك.
وقال باين "بالنظر إلى حقيقة أن أوكرانيا تبلغ عن أن الولايات المتحدة قدمت 196 مليار دولار كمساعدات حتى الآن، وهو مبلغ يزيد بمقدار 33 ضعفًا عن ميزانية الدفاع الأوكرانية لعام 2021، وهو مبلغ أكبر بكثير من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022، أعتقد أنه من الممكن ارتكاب خطأ في حساب هذا المقياس".
وأضاف أن هناك القليل من المساءلة بشأن المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا حتى الآن، حيث لم يقم الكونغرس الأمريكي بالكثير على الإطلاق لمراقبة كيفية استخدام المساعدات.
وأشار لما نشرته شبكة سي بي إس نيوز أن حوالي 30% فقط من المساعدات العسكرية الغربية تصل إلى قوات الخطوط الأمامية في أوكرانيا مع بيع الكثير من المساعدات المتبقية في السوق السوداء لإثراء جيوب البيروقراطيين الأوكرانيين الفاسدين بمن فيهم الرئيس زيلينسكي الذي وفقًا لأحد التقارير ربما يكون قد سرق ما يصل إلى مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الأمريكية لنفسه.
الكونغرس الأمريكي يوجه إنذارا لبايدن بشأن أوكرانيا
لماذا تأخر إخطار الكونغرس؟
وحول سبب تأخر البنتاغون في إخطار الكونغرس بالخطأ المحاسبي يقول باين: "أعتقد أننا رأينا الكثير من التصريحات الخادعة الصادرة عن إدارة بايدن والمحسوبة لخداع الشعب الأمريكي بشأن حقيقة حربها بالوكالة ضد روسيا لأنهم كانوا يعرفون الحقائق المزعجة حول أصول الحرب و حقيقة أن أوكرانيا ليس لديها فرصة للفوز بها بغض النظر عن مقدار الدعم العسكري الذي ترسله الولايات المتحدة، وفقًا لذلك، لا يفاجئني على الأقل أن البنتاغون حاول إخفاء هذا الخطأ المحاسبي الجسيم عن الكونغرس لمدة شهرين".
وفيما يتعلق بمدى إمكانية تكرار هذا الخطأ مرات عدة في السابق، قال الضابط السابق بوزارة الدفاع الأمريكية: "لم أعمل في البنتاغون منذ عام 2005، لذا فأنا لست متأكدًا من مدى طبيعية أو مدى تكرار هذا الخطأ المحاسبي، لكن دون شك من المهم أن يستخدم الكونغرس هذا الحادث لتمرير قوانين لجعل البنتاغون أكثر عرضة للمساءلة أمامه مما هو عليه اليوم لضمان عدم حدوثه مرة أخرى".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
تقرير يكشف معلومات "صادمة" عن تصرفات المرتزقة الأمريكيين في أوكرانيا
مبالغة مقصودة
وكان مسؤول كبير بالبنتاغون قد صرح لإحدى الوكالات الغربية بأن هذا الخطأ "قد يمهد الطريق لإرسال مزيد من الأسلحة إلى كييف لاستخدامها ضد القوات الروسية، ما حدا بمراقبين للقول إنه من الممكن أن يكون شخص ما في البنتاغون قد بالغ عن قصد في تقدير المساعدة من أجل إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وحول إمكانية حدوث ذلك قال باين: "أعتقد أن هذا ممكن جدًا. أعربت إدارة بايدن عن قلقها من أن مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون قد لا يوافق على حزم مساعدات مقترحة لأوكرانيا، لذا فقد يبحث عن طرق لخداع الكونغرس لتقديم مساعدات عسكرية مباشرة بمليارات الدولارات والتي تتجاوز الآن 37 مليار دولار وفقًا لوزارة الدفاع".
وأكد الضابط الأمريكي السابق أن كبار مسؤولي إدارة بايدن يشنون حربًا معلوماتية وتضليلًا وحملة لإدارة التصورات ضد الشعب الأمريكي لحملهم على دعم الحملة في أوكرانيا التي تخوضها الولايات المتحدة ضد مصالح الأمن القومي الأمريكي.
ومضى بقوله: "أعتقد أنه من الشائع جدًا أن تقوم الحكومات في جميع أنحاء العالم بممارسة الدعاية تجاه مواطنيها لدعم الحروب ضد مصالحهم الخاصة عبر التاريخ، لذا فإن حملة الدعاية الحربية المخادعة التي تقوم بها إدارة بايدن ليست فريدة من نوعها في هذا الصدد".
استطلاع: صبر الأمريكيين على دعم أوكرانيا آخذ في النفاد
هل ستكون للواقعة تأثيرات مستقبلية
السؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة، هو ما إن كانت تلك الواقعة سيكون لها انعكاسات على الإمدادات المستقبلية لأوكرانيا.
يقول باين ردا على ذلك: "آمل أن يمنح هذا الحادث أعضاء الكونغرس وقفة في إرسال أي مساعدات إضافية إلى أوكرانيا إلى أن تصبح المساعدة التي أرسلناها لهم حتى الآن خاضعة للمساءلة الكاملة".
إلا أنه استدرك بالقول: "لكن، نظرًا لحقيقة أن الديمقراطيين ما زالوا يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي وأن العديد من كبار أعضاء مجلس النواب ما زالوا يدعمون شحن آلاف أنظمة الأسلحة الأكثر تقدمًا إلى أوكرانيا، فأنا أشك في أن ذلك سيحدث".
وكانت الولايات المتحدة قد ارسلت 37 حزمة من المعدات المتنوعة إلى أوكرانيا، بما في ذلك قاذفات نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS) وصواريخ جافلين المضادة للدبابات ونظام صواريخ باتريوت أرض – جو.
وسبق أن أعلن البنتاغون أن هناك ما يزيد قليلا عن 2.3 مليار دولار متاحة لتقديم مساعدات لأوكرانيا، بيد أنه بعد اكتشاف هذا الخطأ المحاسبي أصبح هناك نحو 5.3 مليار دولار، وهو مبلغ يعد أكبر من أي حزمة مساعدات مقدمة إلى أوكرانيا.
مناقشة