جاء ذلك في في كلمة ألقاها أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي ناقشت الوضع في أفغانستان، اليوم الأربعاء، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
وقال إيرواني: "على الرغم من أن طالبان فشلت في الوفاء بالتزاماتها بالكامل، فمن الضروري الحفاظ على المشاركة البناءة معهم، حيث أن هذا النهج يفيد الجميع من الشعب الأفغاني إلى جيران البلاد والمنطقة بأسرها والمجتمع الدولي".
وأضاف: "حافظت سلطات الأمر الواقع (طالبان) على الاستقرار الداخلي وأدارت الاقتصاد الأفغاني. ومع ذلك، لا يزال حجم الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان كبيرا".
واعتبر أن "الاستيلاء على الأصول الأجنبية لأفغانستان والعقوبات الأحادية أدت إلى تفاقم الوضع الحالي بشكل كبير، مما وضع عقبات خارجية كبيرة أمام معالجة الوضع الإنساني في البلاد بشكل فعال".
ودعا المندوب الإيراني الدائم إلى ضرورة أن تبقى المساعدات الإنسانية محايدة وغير مشروطة، وضمان وصولها إلى المحتاجين دون أي تدخل من العوامل السياسية أو الخارجية.
ومضى في هذا الصدد: "من الأهمية بمكان أن يفي المجتمع الدولي بالتزاماته وتعهداته الإنسانية، وأن يظهر التضامن والتعاطف مع الشعب الأفغاني ويمنحه الأمل والطريق إلى مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا".
واستدرك إيرواني بقوله: "وبالمثل، فإن الإفراج عن الأصول المجمدة ورفع العقوبات الأحادية أمر حيوي لدعم وتعافي الاقتصاد الأفغاني".
وأكد أن إيران بصفتها دولة مجاورة لأفغانستان ذات حدود مشتركة وتستضيف ملايين الأفغان "فإننا نشعر بقلق بالغ إزاء الانعكاسات المحتملة للوضع الحالي على أمن واستقرار المنطقة بأكملها".
وشدد على أنه "على الرغم من بعض التحسينات النسبية في الأمن، لا يزال الوجود المستمر للجماعات التابعة لـ"داعش" و"القاعدة" (إرهابيين محظورين في روسيا والعديد من الدول) في أفغانستان، جنبًا إلى جنب مع تهريب المخدرات، يشكل تهديدًا كبيرًا وفوريًا ليس فقط لأفغانستان ولكن أيضًا للبلدان المجاورة والمنطقة بأكملها، وكذلك المجتمع الدولي ككل".
وقال المندوب الإيراني: "على الرغم من الدعوات الدولية المتكررة لتشكيل حكومة شاملة، لم تحرز سلطات الأمر الواقع أي تقدم نحو الاندماج العرقي والسياسي الحقيقي. وبدلاً من ذلك، فرضوا قيودًا أكثر صرامة على النساء والفتيات الأفغانيات، مما حد بشدة من حصولهن على التعليم".
واتهم إيرواني حركة "طالبان" بمحاولة "تقويض الروابط الثقافية واللغوية والتاريخية للأفغان باللغة الفارسية، بينما تحاول أيضا ممارسة هيمنة ثقافة البشتون على المجموعات العرقية الأخرى وتغيير الهيكل الديموغرافي للمجموعات العرقية الأخرى".