الجمود يسيطر على ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان

يسيطر الجمود على الملف الرئاسي في لبنان، وتدخل أزمة الفراغ الرئاسي شهرها التاسع.
Sputnik
وفي حين لم تتمكن القوى السياسية المحلية من إيجاد نقاط التقاء على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، أنهى المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، زيارته الى بيروت التي استمرت عدة أيام، مستشرفا مواقف القوى السياسية من ملف الانتخابات الرئاسية، على أن يعود مجددا إلى بيروت منتصف شهر يوليو/ تموز المقبل، لاستكمال المهمة الموكلة إليه.
في وقت، ما زال الخلاف قائما ما بين فريق سياسي يتزعمه "حزب الله" اللبناني، ويؤكد أنه من دون حوار وتوافق داخلي لا يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبين فريق المعارضة السياسية إلى جانب التيار الوطني الحر، الذي يصرّ على عدم السير بمرشح "حزب الله" وحلفائه الوزير السابق سليمان فرنجية.

قال الكاتب والمحلل السياسي، بشارة خير الله، لـ"سبوتنيك" إن "البلاد دخلت في مرحلة الجمود القاتل والخطير، جمود كوما ما قبل الموت يعني غيبوبة قاتلة، لأن البلد والناس لم يعد باستطاعتهم التحمل، الاقتصاد لا يتحمل، رأس المال الذي يريد الاستثمار في لبنان وغيره، هذا الجمود قاتل للاقتصاد وقاتل لمستقبل الأجيال في لبنان".

"حزب الله" ينشر مشاهد إسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية جنوبي لبنان... صور وفيديو

ورأى أنه "في كل المبادرات الخارجية لا يوجد رئيس، جولة لودريان تعني إعادة نظر فرنسية في المقاربة التي كان يقاربها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تجاه لبنان على قاعدة سليمان فرنجية مقابل نواف سلام، كان هناك سوء تقدير من قبل الفريق المكلف بالملف اللبناني من قبل رئيس فرنسا، وتغيير الموفد وتبديله باسم مثل لودريان، عمليًا فرنسا اعترفت أنها كانت مخطئة حتى لو لم تقل، إلا أنه بالشكل يظهر للرأي العام بأنها قامت بإعادة النظر".

واعتبر خير الله أن "هذه الجولة لا تأتي برئيس، هي جولة استطلاعية، الموفد الفرنسي سيذهب باستنتاجات لبنانية، هناك اصطفاف سلبي حاد كل فريق متمترس خلف مرشحه، فريق الممانعة متمسك بسليمان فرنجية وينادي بالحوار من أجل انتخاب فرنجية، والفريق الآخر يقول أنا منفتح على الحوار لكن الحوار غير مشروط، أما حوار بكيفية إقناعكم بفرنجية فهو ليس بحوار إنما محاولة فرض أمر واقع على كل اللبنانيين".
وتابع: "حزب الله" كل مرة يكرر هذا الأمر، وكررها سنتين ونصف مع ميشال عون، واليوم يكررها مع مرشح آخر".
ولفت إلى أنه في هذا الاتجاه البلد سيبقى من دون رئيس حتى إشعار آخر.
وذكر أن "كل الدول تتطلع إلى لبنان أكثر مما نحن نتطلع بأنفسنا، كل الدول قلبها علينا وكل المقاربات الأجنبية هي أكثر من المقاربات اللبنانية للملف الرئاسي، وكل الدول قلبها على لبنان وقلب لبنان المخطوف على حزب الله".
مناقشة