هل تنجح الوساطة العراقية في وقف الحرب اليمنية؟

إعلان العراق استعداده للوساطة لإنهاء الحرب في اليمن، طرح الكثير من التساؤلات حول مدى قدرة بغداد على لعب دور فاعل في تلك الحرب، التي دخلت عامها التاسع، وتناوبت الوساطات الإقليمية والدولية لإنهائها لكنها لم تصل لنتائج حاسمة.
Sputnik
فماذا بيد العراق أن يقدمه لإنهاء الحرب ومدى تقبل أطراف الصراع لوساطته، وهل تحمل تلك الوساطة أدوات خاصة تجعلها أكثر فاعلية وقدرة على النجاح؟
قال عبد القادر النايل، عضو الميثاق الوطني العراقي، إن "السلطات الحكومية في العراق تمتلك تأثيرا في العديد من ملفات المنطقة بسبب قربها من المحور الإيراني".

الأكثر فعالية

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "السلطات الحكومية في العراق بسبب قربها من المحور الإيراني وأذرعه المنتشرة في المنطقة، ولا سيما سوريا واليمن ولبنان، يمتلك تأثيرا واضحا على الساحات الخارجية، ولا سيما الحوثيين (أنصار الله) في اليمن".
وأشار النايل إلى أن الوساطة العراقية تتميز بأنها الأفضل والأكثر فعالية نظرا للعلاقات التي تربطها بالفاعلين في الحرب اليمنية.
العراق يبدي استعداده للتوسط في حل الأزمة اليمنية

الدعم الخارجي

وأوضح عضو الميثاق الوطني أن "وضع السيولة المالية التي يمر بها العراق في تلك الفترة قد تؤثر على دعمه لصنعاء، وهذا الضعف في السيولة بسبب العقوبات الأمريكية المستمرة التي طالت أخيرا 14 مصرفا عراقيا في مقدمتهم مصرف "العالم" التابع للسيد علي العلاق، مدير البنك المركزي العراقي، ما شكل ضغطا على السلطات الحكومية العراقية للتخلص من الملفات العالقة التي استنزفت ميزانية العراق"،على حد قوله.
وتابع النايل: "الفدرالي الأمريكي والسفيرة الأمريكية وضعا شرطا على حكومة السوداني للتخلي عن الدعم الخارجي مقابل الدعم الاقتصادي، ما يجعل العراق يلعب دورا مهما في الضغط للوصول إلى حلول بين السعودية والحوثيين بإشراف إيراني قبل أن يضعف الحوثيون، وبالتالي تقل فرص الحصول على امتيازات من السعودية، الساعية لإيجاد حل دائم في اليمن نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، ما سيجعل السعودية تغلق صفحة اليمن".

ضامن دولي

وأكد عضو الميثاق الوطني، قائلا: "وفق كل المعطيات السابقة وامتيازات العراق بأن يكون ساحة للحوار لكنه ليس ضامنا، وهذا ما حدث بين السعودية وإيران اللذان اتخذوا من الأرض العراقية ساحة حوار، لكن عند الوصول للاتفاق خرج التنين الصيني ليكون الضامن على تنفيذ الاتفاقات وعدم خرقها، لذلك ما يحدث هو حوار على الأراضي العراقية، لكنه يحتاج في النهاية إلى ضامن لتحقيق هذه الاتفاقات، التي ستنتج عن تلك اللقاءات التي تشهدها الساحة العراقية".
رئيس مجلس القيادة اليمني يدعو لفرض عقوبات على "أنصار الله"

تشابك المصالح

من جانبه، يقول إياد العناز،المحلل السياسي العراقي: "تسعى بغداد للعودة بشكل منتظم وهادئ لدورها العربي وتأثيرها على مجمل الأوضاع العربية القائمة، والأزمات السياسية التي تعاني منها المنظومة العربية في غياب أي دور ريادي للجامعة العربية لإنهاء الخلافات بين الأقطار العربية، والتأسيس لعمل عربي مشترك ينهي الأوضاع المأساوية التي تشهدها الأمة العربية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، قائلا: "الخلاف اليمني متجذر وله أبعاد إقليمية ودولية وتتشابك فيه المصالح العليا للدول الكبرى على حساب حياة ووجود شعبنا العربي اليمني، ولهذا فمعظم الوساطات الدولية لم تتمكن من تحقيق أي تقدم لإنهاء القتال وإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، وحتى الدور الأممي للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص وكذلك الاتحاد الأوروبي لم يصل إلى حلول جذرية لإنهاء القتال في اليمن"، بحسب قوله.

صعوبة المفاوضات

وأكد العناز أن صعوبة المفاوضات تكمن في الممانعة التي يبديها دائما الحوثيون (أنصار الله)، وطبيعة الشروط التي يقدمونها والأسس التي يرتكزون عليها في أي عملية جلوس على طاولة المفاوضات.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن الدور السياسي للعراق سيكون عبر العديد من الأبواب الرئيسية، منها وزارة الخارجية وطبيعة العلاقة مع الشرعية اليمنية، والتي أدت إلى توقيع صيغة تفاهم جديد بعد زيارة وزير الخارجية اليمني لبغداد، قبل أيام.
المسؤول الإماراتي ضاحي خلفان يلمح إلى تقسيم اليمن لدولتين
ولفت العناز إلى أن هناك أطرافا سياسية وفصائل مسلحة ترتبط بعلاقات جيدة مع الحوثيين، وسبق وأن زار وفد منهم بغداد للمشاركة في أحد الاحتفالات، والتي قد تساهم في مساندة الحكومة العراقية في سعيها لإيجاد وساطة تساهم في احتواء الأزمة اليمنية وإيجاد الحلول المناسبة لها، على حد قوله.
وأعلن العراق، الأحد الماضي، استعداده لأداء دور الوساطة لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، للعام التاسع على التوالي.
وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في مؤتمر صحفي مع نظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، في بغداد، إن "العراق يدعم أي جهد سياسي يدفع لاستقرار الأوضاع في اليمن"، حسب وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأضاف: "العراق مستعد للتحرك ليكون جزءًا من الحل للمشاكل في المنطقة وحل الأوضاع في اليمن"، مؤكدًا أن "الحوار في اليمن سيؤدي إلى تحسن الوضع الاقتصادي فيها".
وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن "هناك توجه لإرسال وفد إلى اليمن لمتابعة أوضاع الجالية العراقية".
اليمن.. "أنصار الله" تعلن توقف المفاوضات مع السعودية وتتهم واشنطن بعرقلتها
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني إنه "تمّ التوقيع على مذكرة للتشاور السياسي مع العراق"، مشددا على "الاستعداد لتحقيق متطلبات السلام في اليمن".
واعتبر وزير الخارجية اليمني أن "زيارته إلى بغداد هي مقدمة للارتقاء في العلاقات الثنائية"، مشيرًا إلى أن "هناك علاقات تاريخية تربط اليمن مع العراق".
ويشهد اليمن، للعام التاسع تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة