مؤتمر "المصالحة الوطنية" في ليبيا... هل يحسم الخلاف بين الأطراف المحلية

تقرر انعقاد مؤتمر "المصالحة الوطنية" الذي يعد له المجلس الرئاسي الليبي منذ فترة طويلة، نهاية أغسطس/ آب الجاري، برعاية الاتحاد الأفريقي.
Sputnik
وفي يوليو/ تموز الماضي، استضافت الكونغو اجتماعات بشأن "المصالحة الوطنية"، توصلت خلالها الأطراف المشاركة إلى عدد من البنود والتوافقات المهمة.
وتقرر حينها عقد اجتماعات اللجنة التأسيسية في الداخل الليبي، بمشاركة قادة وشخصيات من مختلف المدن الليبية.
وينحصر عمل اللجنة التأسيسية على التحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية، على أن يعقد في مدينة بنغازي أو مدينة البيضاء.
وفق مصادر ليبية مطلعة لـ "سبوتنيك"، تعمل اللجنة في الوقت الراهن على إعداد الآليات والأهداف والترتيبات الخاصة بانعقاد المؤتمر، والبنود التي يجب أن تقر بمشاركة الأطراف الليبية كافة.
غياب المعايير
وفي فبراير/ شباط الماضي، كشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، أن المنظمة القارية ستنظم مؤتمرا بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا.
وتغيب حتى الآن التفاصيل الخاصة بشأن المعايير والآليات التي يعقد المؤتمر بناء عليها، وما يجب أن يتمخض عنه، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن إسهام المؤتمر في حلحلة الوضع السياسي المعقد بين الأطراف الليبية على الساحة.
تساؤلات الشارع
وقال المحلل السياسي الليبي، حسين مفتاح، إن المجلس الرئاسي منذ تشكيله أوكلت له مهمة تحقيق المصالحة الوطنية، لكن التحركات السابقة كافة لم تسفر عن نتائج على أرض الواقع حتى الآن.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هناك اختلاف على ماهية المصالحة، بشأن الأطراف المعنية بالمصالحة، أو الأحداث التي تجرى بشأنها المصالحة، سواء التي وقعت في العام 2011، أو ما بعد 2014.
تقارير: ليبيا تتعهد بعدم الاعتراف بالحكم العسكري الجديد في النيجر

الأطراف التي كانت ضمن صفوف واحدة في العام 2011، انقسمت بشكل متعدد خلال الأحداث التي وقعت في طرابلس، ودرنة وبنغازي، ما أوصلها إلى حالة التشظي.

غياب الأدوات الحاكمة
ولفت مفتاح إلى أن الاتحاد الأفريقي يحتاج الأدوات التي تتيح له إمكانية تحقيق المصالحة، وعدم الاكتفاء بالنوايا الحسنة أو المساعي الصادقة التي تحتاج لأدوات غير متوفرة.
وأشار إلى غياب الإرادة الحقيقة بشأن تقييم الخلافات، ووضع خطة حقيقية لحلها، والعمل على تنفيذ رؤية ليبية - ليبية بعيدا عن التأثيرات الداخلية.
وفق المحلل السياسي، فإن جوانب إيجابية تترتب على عقد مثل هذه اللقاءات، تتمثل في فتح باب الحوار بين الليبيين، حتى وإن لم تأت بالنتائج المنشودة كاملة.
هل يدفع المؤتمر نحو الاستقرار؟
فيما قال محمد السلاك، المتحدث باسم المجلس الرئاسي السابق، إن المصالحة الوطنية هي ركيزة أساسية للانطلاق نحو الاستقرار المنشود.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن العديد من التفاصيل تغيب عن الرأي العام حتى الآن، بشأن المعايير التي تعقد على أساسها المصالحة والأطراف المشاركة.
الرئيس النيجيري يرسل وفدا إلى الجزائر وليبيا لمناقشة أزمة النيجر
الأمر يكتنفه الكثير من الغموض، في ظل حالة الانسداد السياسي والدستوري، وتباين مواقف الأطراف السياسية.
ويرى السلاك أن تحركات الأطراف السياسية الفترة المقبلة، ربما تحدد السيناريوهات أو المسارات التي يمكن العمل عليها، وهي فترة قصيرة قبل انعقاد المؤتمر.
معوقات أمام المصالحة؟
ولفت إلى أن بعض المعوقات تتمثل في حالة الانسداد السياسي الحالية والغموض في المشهد بشأن الترتيبات المؤدية للانتخابات، مع وجود رئاسة جديدة للمجلس الأعلى للدولة، لم تتضح رؤيتها بشأن التوافق مع مجلس النواب.
حال انعقاد المؤتمر ونجاحه يمكن أن يؤثر إيجابا في المشهد، لكن الواقع يفرض تساؤلات بشأن قدرته على معالجة النقاط التي يترتب عليها الاستقرار الدائم.
وفي يونيو/ حزيران 2022، أعلن المجلس الرئاسي الليبي عن الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية.
برلمانيان: عرقلة مسار التوافق بين "البرلمان" و"الأعلى للدولة" ‏يقود للسيناريو الأسوأ في ليبيا

وخلال مؤتمر في العاصمة طرابلس، بحضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبه موسى الكوني، وعدة شخصيات سياسية وبمشاركة رئيس البرلمان، عقيلة صالح، ومجلس الدولة، خالد المشري، دعا المنفي حينها الليبيين إلى التسامح والتصالح.

وفي فبرايرالماضي، كشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، أن المنظمة القارية ستنظم مؤتمرا بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا.
مناقشة