اليمن.. حكومة "الإنقاذ" تحمل التحالف العربي مسؤولية "الكارثة" الإنسانية في البلاد

أعلنت حكومة "الإنقاذ الوطني" المشكلة من جماعة "أنصار الله" اليمنية، رفضها أي تخفيض في المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. التقى وزير الخارجية في حكومة "الإنقاذ" اليمنية، هشام شرف عبد الله، اليوم الأربعاء، في صنعاء، مع المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، كورين فلايشر.
المبعوث الأممي إلى اليمن: هناك حاجة لتسوية سياسية طويلة الأمد للصراع في البلاد
وقال شرف عبد الله إن "حكومة الإنقاذ الوطني تؤكد رفضها القاطع لأية أفكار أو مقترحات ذات صلة بتخفيض المساعدات للشعب اليمني"، مضيفا أن "تداعيات الكارثة الإنسانية التي أوجدتها دول العدوان زادت من حالة الفقر بين مختلف فئات الشعب وبالأخص الفئات الأكثر احتياجًا من النساء وكبار السن والأطفال، وأنه كان من المتوقع أن يزيد برنامج الأغذية العالمي من أنشطته ومساعداته الإنسانية والعمل على حث المانحين للإيفاء بالتزاماتهم المالية بدلًا من الخفض المعلن".
وشدد شرف على أن "قرار خفض المساعدات لليمن غير صائب ويأتي تنفيذا لرغبة دول العدوان [يقصد دول التحالف العربي بقيادة السعودية] على حساب المحتاجين من أبناء الشعب اليمني، كما أن اليمن لن يوافق على خفض المساعدات باعتبارها التزاما من برنامج الأغذية العالمي للمستفيدين المستحقين".
ونادى بـ"أهمية اضطلاع برنامج الأغذية العالمي بدوره في زيادة المساعدات"، مشيرا إلى أن "أي عملية خفض للمساعدات يتعارض جملة وتفصيلًا مع ما أعلنته الأمم المتحدة أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية من صنع البشر في العصر الحديث".
وكان وزير الخارجية في حكومة "الإنقاذ" اليمنية، قد حث برنامج الأغذية العالمي على "تبني برنامج المساعدات النقدية بدلا من العينية لأنه سيخفض من نفقات عديدة يتحملها البرنامج"، داعيا البرنامج إلى "إصدار بيان رسمي يوضح فيه أنه هو من قام بخفض المساعدات، وعلى البرنامج متابعة دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بدفع العجز في التمويل كونها من تحارب وتحاصر الشعب اليمني وتسببت في معاناته"، على حد قوله.
ومن جهتها، قالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، إن "البرنامج يُولي الوضع الإنساني في اليمن أهمية قصوى ويطالب بسهولة وصول المواد الغذائية والإنسانية بغير تأخير أو عرقلة، رغم ما يعانيه من عجز في اعتمادات التمويل نتيجة عدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها كاملة، ما ينعكس سلبًا على خططه وأنشطته".
الإمارات: الاتفاق بين إيران والسعودية أفضل فرصة لاستقرار الوضع في اليمن
وتسبب الصراع الدائر في اليمن، منذ أواخر 2014، وفقا لإحصائيات الحكومة اليمنية، في ارتفاع نسبة الفقر إلى نحو 80%، وانكماش الناتج المحلي بأكثر من 50%، وارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى أكثر من 60%، وتشرد أكثر من 4.3 مليون نازح، فضلا عن تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية.
ويوم الاثنين الماضي، انتقدت جماعة "أنصار الله" اليمنية، آلية العمل الإنساني للأمم المتحدة في اليمن، معتبرة أنها غير فعالة في التعامل مع الأزمة الناجمة عن الصراع، متهمة إياها بتخفيض المساعدات بضغط من الإدارة الأميركية.
ويشهد اليمن للعام التاسع على التوالي، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات في وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة