رئيس "الإثيوبي للدبلوماسية" لـ"سبوتنيك": نجاح مفاوضات سد النهضة يتطلب تنازلات من الأطراف الثلاثة

أكد ياسين أحمد، رئيس "المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية"، أن الحرب في غزة، كان لها دور في عدم تحقيق الجولة الثالثة من مفاوضات سد النهضة، بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى.
Sputnik
وأضاف أحمد في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن "القضايا العالقة بين الأطراف الثلاثة تتطلب مواقف أكثر مرونة من كل الأطراف، لكن إصرار كل طرف على مواقف ثابتة سوف يجعل التقدم في عملية الحل بطيئة وقد تستغرق وقتا طويلا، الأمر الذي يزيد من تعقيدات المشهد".
وقال أحمد إن "الجولة الثالثة من المفاوضات المتعلقة بسد النهضة، والتي جاءت بتوافق بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي عقدت بالقاهرة، لن تحرز تقدما كبيرا لأن الأطراف الثلاثة لم تقدم تنازلات بخصوص القضايا العالقة في ملف سد النهضة، كما أن الحرب في غزة طغت على أجواء المفاوضات في القاهرة".
وأشار رئيس المعهد الإثيوبي إلى أن "الجولة الأخيرة من المفاوضات في القاهرة، خرجت ببعض النقاط والتي تم الإعلان عنها، بما في ذلك إجراء مناقشة في أديس أبابا للتوصل إلى اتفاقات بين وفود الأطراف الثلاثة في مجال مبادئ وقواعد التشغيل لسد النهضة، مع التأكيد على العودة للمفاوضات، في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بالعاصمة الإثيوبية".
الجولة الثالثة من مفاوضات "سد النهضة"... ما الذي تحقق؟
ولفت أحمد إلى أن "وزارة الخارجية الإثيوبية أكدت بأن أديس أبابا، ملتزمة بالتوصل إلى النتائج المربحة للبلدان الثلاثة على أساس الاستخدام العادل والمنصف، والذي يقود إلى نتائج معقولة للاستفادة من نهر النيل العظيم".
وكانت وزارة الري والموارد المائية المصرية، قد أكدت أمس الأول الثلاثاء، انتهاء جولة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، والتي عُقدت على المستوى الوزاري، لمدة يومين، في العاصمة المصرية القاهرة.
وذكرت "بوابة الأهرام"، أن "جولة المفاوضات التي عُقدت في القاهرة بشأن سد النهضة، شاركت فيها الوفود المعنية من مصر والسودان وإثيوبيا".
الري المصرية: انتهاء جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة في القاهرة
ونقلت البوابة عن المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية، أنه "تم التوافق على عقد الجولة المقبلة للمفاوضات نفسها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بهدف استكمال العملية التفاوضية، التي امتدت، طوال الشهرين الماضيين".
وأوضح مسؤول المصري أنه "تم التوافق أيضا على التوصل بلا إبطاء، لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بناء على توافق الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، في أعقاب لقاء قيادتي مصر وإثيوبيا الذي جرى، في 13 يوليو/ تموز الماضي".
يشار إلى أنه في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، كانت قد انتهت فعاليات الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة، الذي عُقد في أديس أبابا، على مدار يومين، بمشاركة وفود التفاوض من الدول الثلاث.
آبي أحمد: من حق إثيوبيا الوصول إلى البحر الأحمر بالطرق السلمية
وذكرت الوزارة المصرية، في بيان وقتها، أن "الجولة التفاوضية المنتهية لم تسفر عن تحقيق تقدم يُذكر، إذ شهدت توجهًا إثيوبيًا للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث، في إطار العملية التفاوضية، مع الاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، والترتيبات الفنية المتفق عليها دوليا".
وتجدر الإشارة إلى أن جولات تفاوضية بدأت في القاهرة، يومي 27 و28 أغسطس/ آب الماضي، بناء على توافق الدول على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، في غضون 4 أشهر، في أعقاب لقاء قيادتي مصر وإثيوبيا، في 13 يوليو الماضي.
وعلى الرغم من توقيع اتفاق مبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، عام 2015، لتحديد آليات الحوار والتفاوض لحل كل المشكلات المتعلقة بالسد بين الدول الثلاث، فشلت جولات المفاوضات المتتالية في التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث على آلية تخزين المياه خلف السد، وآلية تشغيله.
مناقشة