بعد خطوة البحرين... ما مستقبل العلاقات بين إسرائيل والمغرب؟

تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم 31 على التوالي، فيما بدأت بعض الدول بسحب سفرائها من تل أبيب، إلى جانب مطالب أخرى بإلغاء التطبيع بشكل كامل مع إسرائيل.
Sputnik
جاء موقف مملكة البحرين بتجميد العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، ومطالب البرلمان بإلغاء الاتفاقية الإبراهيمية بشكل نهائي، ضمن أبرز المواقف العربية حتى الآن على مستوى العلاقات مع إسرائيل، فيما تظل تساؤلات بشأن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول الأخرى التي تربطها علاقات مع إسرائيل محل ترقب، من بينها المغرب ومصر والإمارات والأردن.
إنهاء "الاتفاقية الإبراهيمية" وقطع علاقات البحرين مع إسرائيل نهائيا.. ضغوط برلمانية لاتخاذ القرار
وبشأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، يقول محمد الطيار، الخبير الأمني المغربي، إن وضعية بلاده تختلف عن البحرين والإمارات في علاقتها مع إسرائيل، حيث استأنفت المملكة علاقاتها مع إسرائيل التي كانت معلقة منذ فترة، كما وقعت على اتفاقية ثلاثية تضم واشنطن وإسرائيل والمغرب، ما يعني أنها ملتزمة مع طرفين.
ولفت الطيار إلى أن العديد من الاتفاقيات تربط المغرب بإسرائيل وفي المقدمة منها المعنية بتوطين الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى وجود مليون مغربي يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ويشير الطيار في حديثه مع "سبوتنيك"، إلى أن هذه العلاقات لم تمنع المغرب من القيام بدوره تجاه القضية الفلسطينية، والإصرار على الحق الفلسطيني في إقامة دولته.
ووفق الخبير المغربي، فإن المغرب دأب على إدانة العمليات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، كما أنه يفرق بين سياسات نتنياهو المتطرفة وعلاقته مع المؤسسات، التي تحكمها الاتفاقيات.
ويرى محمد الطيار أن ما يحدث في غزة أثر بشكل كبير على توقيت فتح السفارة التي كانت تسعى لها إسرائيل في الرباط.

زيارة نتنياهو للمغرب

في يوليو/ تموز الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس وجه دعوة إلى نتنياهو لإجراء زيارة رسمية إلى المغرب، وجاءت الدعوة عقب اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
الخبير المغربي محمد الطيار، يرى أن ما يحدث في غزة قد يحول دون زيارة نتنياهو إلى المغرب بشكل نهائي، كما يمكن أن يؤخر افتتاح السفارة التي كانت تسعى إسرائيل لافتتاحها في وقت قريب.
نائب رئيس "النواب البحريني": مطالب البرلمان مستمرة لإلغاء "التطبيع" مع ‏إسرائيل بشكل نهائي ‏
ومن ناحيته، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بالمغرب، إن الملف مرتبط بجانبين في كل المسارات التي ربطت بين بعض الدول العربية وإسرائيل من ناحية الاتفاقية.
ويضيف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هناك ما يسمى بالشروط الأصلية، وأخرى موضوعية، موضحا أن أي علاقات مع إسرائيل يجب ألا تتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني، والمواقف التاريخية لهذه الدول من القضية الفلسطينية.
ووفق الشيات، فإن بعض الدول كانت تستعد لتوقيع اتفاقيات جديدة مع إسرائيل، وكانت هناك مستويات متقدمة مرتقبة بين المغرب وإسرائيل.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن مدى تأثر"المصالح" بالمعايير "الأخلاقية"، مرتبط بالتهديد الذي قد يحدث داخليا، خاصة أن انغماس بعض الحكومات مع إسرائيل قد يكون له ثمن على المستوى الداخلي.

مخرجات الأزمة

وتابع: "هناك بعض المخرجات تظل مطروحة أمام الحكومات، تتمثل في استدعاء السفراء أو قطع العلاقات الدبلوماسية".
وأشار خالد الشيات إلى أن الخيارات التي يمكن أن يلجأ إليها المغرب، سواء ما كانت قطع العلاقات الدبلوماسية، أو الدخول في مسارات غير التقارب، الذي كان بين البلدين، تظل محل ترقب.
وفي وقت سابق، اليوم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع تجاوزت 10 آلاف قتيل، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى، منذ بداية التصعيد في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ارتفاع حصيلة قتلى العسكريين الإسرائيليين منذ تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، إلى 347 جنديا.
ويستمر التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، عملية "طوفان الأقصى"، لوقف ما وصفته بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، ومنذ ذلك الحين تنفذ إسرائيل قصفا عنيفا ضد القطاع مع قطع الماء والكهرباء والوقود ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية.
كما تقوم إسرائيل بقصف العديد من المستشفيات واستهداف أطقم الدفاع المدني مما جعل حياة الأطقم الطبية والعاملين في المنظمات الإغاثية في خطر، حيث قتل منهم العشرات، مع رفض إسرائيل كل الدعوات الدولية لحماية المنشآت المدنية وخاصة الطبية والإغاثية.
مناقشة