رئيس الأخبار الأسبق في التلفزيون المصري: الإعلام "ليس رسالة" بل "أداة" لتنفيذ سياسة المالكين

قال الصحفي والإعلامي المصري عبد اللطيف المناوي، إن مؤتمر الكونغرس الإعلامي العالمي المنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، هو "عرس إعلامي"، وينطوي على العديد من المزايا بينها التنوع الكبير في صانعي الإعلام والمحتوى.
Sputnik
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، اليوم الخميس، على هامش أعمال الكونغرس العالمي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، الذي يستمر لثلاثة أيام، بمشاركة 172 دولة تمثلهم 257 علامة تجارية، بزيادة 22% عن النسخة السابقة.
وقال المناوي إن أحد المزايا في الكونغرس العالمي للإعلام هي "التنوع الكبير في صانعي الإعلام وصانعي المحتوى"، معتبرًا أن المنتدى "عرس إعلامي كبير".
وأضاف أن "هناك الكثير من الموضوعات المهمة المطروحة في المنتدى مثل الإعلام البيئي وهو موضوع جدير بالنقاش والاهتمام".
مستشار وكالة الأنباء السعودية: الكونغرس العالمي للإعلام إنجاز غير مسبوق للإمارات
وأكد رفضه لدعوات أطلقها البعض لتأجيل المنتدى لما بعد انتهاء الحرب في غزة، وقال: "أنا ضد هذه الفكرة ومع فكرة الاستمرار لأن غزة مشكلة كبيرة وحاضرة ومؤثرة لكن تظل فكرة التغير المناخي مشكلة مؤثرة ومستمرة وبالتالي استمرار المؤتمر ونقاشه لهذا الموضوع يتماشى مع هذا الاتجاه".
وأوضح أن النقطة الثانية الملحوظة في النسخة الثانية من المؤتمر، هي الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، والذي أصبح أمرًا واقعًا بغض النظر عن كيفية معالجته في المؤتمر، لكن حضور هذا الموضوع يعد نقطة مهمة ودلالة على أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا يجب التعامل معه.
وأشار المناوي إلى أن النسخة الثانية من المنتدى هي ذات ملامح أوضح وأقوى من سابقتها، معربًا عن أمله في أن "تجيب النسخة المقبلة عن سؤال كيفية الربط بين العناصر المختلفة بين صانع المحتوى الإعلامي بمستوياته وأشكاله المختلفة، وإيجاد تقاطع بين الأطراف المختلفة للعملية الإعلامية".
رئيس الكونغرس العالمي للإعلام لـ"سبوتنيك": النسخة الثانية تحمل جوانب هامة ومشاركة دولية أكبر
وقال إن هذا المنتدى الحالي "يجمع جميع الأطراف الإعلامية في مكان واحد في ظل الاختلافات التي يشهدها العالم، وهذه نقطة مهمة، ومرتبطة في الأساس بسياسة الدولة الحاضنة للمؤتمر التي تتبنى فكرة الاختلاف والتعدد".
وتابع الإعلامي المصري: "ما يضاف إلى التقاء الأطراف المختلفة للعملية الإعلامية هو التقاء المذاقات والاتجاهات الإعلامية المختلفة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا".
وحول عدم تعامل بعض وسائل الإعلام مع الأحداث العالمية بمهنية، وإمكانية أن يساعد ذلك في تأجيج الصراعات، قال المناوي إن "الإعلام أداة لمن يملكها، وليس عملا تطوعيا، وإن كل وسيلة إعلامية تُخَدم على السياسة التي تتبناها الجهة المالكة لها، لكن الأساس هو الممارسة المهنية والحفاظ بقدر الإمكان على الأخلاق المهنية".

ومضى قائلا: "يؤسفني أن أصدمك، الإعلام ليس رسالة، بل أداة لتنفيذ سياسات الجهات المالكة له، فبالتالي مثلما هناك ميكانيكي جيد وآخر سيء، هناك إعلام جيد وآخر سيء، وبالتالي النقطة هي كيف يمارس المهنة هل يمارسها بمهنية وبحرفية، أم بقدر من الفجاجة أوالغلظة، وهذا يعتمد على رؤية واستراتيجية المالكين وطبيعة العاملين".

واعتبر المناوي أن "هناك فجوة بين الإعلام العربي والغربي، في القدرة على استخدام الأدوات المتاحة وفهمها، وفجوة في الممارسة بمهنية عالية، وفجوة في فهم المالك لطبيعة الدور الذي يمكن للإعلام أن يقوم به".
مناقشة