العواصف الرملية... أنواعها وطرق الوقاية منها

تعتبر العواصف الرملية من الظواهر المناخية الكارثية لما تسببه من أضرار وآثار سلبية على صحة الإنسان والتنمية الاقتصادية، والتي زاد حدوثها في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية، ما هي العواصف الرملية وما أنواعها ومخاطرها على صحة الإنسان وعواقبها وكيف نمنع حدوثها.
Sputnik
سنتعرف في هذا المقال بشكل تفصيلي على كل ما يتعلق بهذه الظاهرة التي أصبح تكرار حدوثها يسبب أرقا للعلماء والدول بسبب نتائجها السلبية التي باتت تلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة.

العواصف الرملية

تعرف العواصف الرملية على أنها إعصار تزيد فيه سرعة الريح عن 10 م / ث، لتتسبب بنقل كميات كبيرة من الرمال والغبار وجزئيات من التربة إلى الغلاف الجوي لارتفاع لا يقل عن 1.8 متر.
يتسبب الاختلاف المفاجئ في كثافة الهواء بين المناطق الحارة والباردة لحدوث رياح قوية ترفع من غبار الصحراء لطبقات الجو العليا.
يمكن أن تتسبب الأعاصير والعواصف الرعدية بحدوث العواصف الرملية وذلك في المناطق القاحلة والمسطحة، والتي يمكن أن تستمر من بضع دقائق لعدة ساعات.
تحدث أغلب العواصف الرملية في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وفي المناطق السهلية في فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

أسباب العواصف الرملية

تقسم أسباب حدوث العواصف الرملية إلى عوامل طبيعية تتمثل بالرياح القوية ومصادر الرمال والغبار، حيث تعتبر الأساس في حدوث هذا النوع من العواصف بالإضافة للظروف الحرارية غير المستقرة التي تؤدي لجذب المزيد من الرمال والغبار وحملها للأعلى، وعوامل بشرية تتسبب بزيادة انبعاثات الغبار.

كما أن الجفاف وقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة هي الخلفية الجوية والمناخية الخاصة لتشكل هذا النوع من العواصف، بالإضافة لدور التضاريس الموجودة في مكان حدوث هذه العواصف.

عاصفة ترابية تخيّم على أجواء ولاية آريزونا الأمريكية، مايو 16 عام 2016
ويتسبب احتكاك حبيبات الرمل في توليد مجال كهروستاتيكي، لتكتسب جسيمات هذه الحبيبات شحنة سالبة مساهمة بإطلاق المزيد من الجسيمات في الهواء.

أنواع العواصف الرملية

- حسب مصدر الغبار:

ينقسم بحسب المصدر إلى قسمين:
- أسباب طبيعية: تعود للمناخ وتتعلق بسرعة الرياح ودرجة حرارة الهواء والتربة بالإضافة للغطاء النباتي وشكل التضاريس.
أنشطة بشرية: تتسبب الأنشطة البشرية في زيادة حجم ونسبة الغبار في الجو، الأمر الذي يؤدي لحدوث عواصف رملية سببها الإنسان، ويعود أغلب هذه العواصف للإنتاج الصناعي الذي يتسبب بتطاير مخلفات صناعية في الهواء مؤديةً لزيادة حجم الغبار في الهواء، بالإضافة لتدمير الغطاء النباتي الذي يسهم بانتشار هذه العواصف وتنقلها من مكان لآخر.
وسائط متعددة
عاصفة رملية تجتاح مدينة البصرة جنوبي العراق

- حسب الحجم:

ينقسم الطقس الغباري أو الرملي لأربعة أقسام حسب حجم حبات الغبار أو التربة في العاصفة إلى:
الغبار العائم: ظاهرة جوية يطفو فيها الغبار والرمال الناعمة بشكل متساو في الهواء، مما يجعل الرؤية الأفقية أقل من 10 كيلومترات.
رمال عاتية: تعمل الرياح على إثارة الغبار والرمال الموجودة على الأرض، مما يجعل الهواء عكراً تماماً، وتكون مدى الرؤية الأفقية في حدود 1 كم إلى 10 كم.
عاصفة رملية: ظاهرة جوية تعمل فيها الرياح القوية على إثارة كمية كبيرة من الغبار والرمال من الأرض، مما يجعل الهواء عكراً جداً وتقل مدى الرؤية الأفقية عن كيلومتر واحد.
عاصفة رملية القوية: ظاهرة جوية تعمل فيها الرياح القوية على إثارة الغبار والرمال على الأرض، مما يجعل الهواء ضبابياً وعكراً، ليقل مدى الرؤية الأفقية عن 500 متر.
عاصفة رملية شديدة الشدة: ظاهرة جوية تؤدي فيها الرياح القوية إلى إثارة الأتربة والرمال على الأرض، مما يجعل الهواء عكراً للغاية ويؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية لأقل من 50 مترا.
عاصفة ترابية تصل إلى الصين، مايو 24 عام 2022

مخاطر العواصف الرملية على صحة الإنسان

تؤثر العواصف الرملية بشكل خطير على صحة الإنسان، حيث تهيج جزئيات الغبار الجهاز التنفسي لتؤدي لتفاقم الأمراض المرتبطة بالتهاب الشعب الهوائية والربو وأمراض القلب وانتفاخ الرئة والتهابات العين وتهيج الجلد.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حجم جزيئات الغبار يلعب دورا في التأثير على صحة الإنسان بشكل سلبي، فالجسيمات التي يبلغ قطرها أقل من 10 ميكرون، تستطيع التغلغل عميقا في الرئتين والترسب فيها، أما الجسيمات التي يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرون، فإنها تستطيع الوصول للرئتين والدورة الدموية.

حيث تتسبب جسيمات الرمل باحتقان في الأنف لتؤدي لحدوث سيلان أو انسداد في الأنف، ويعاني المصابون بمرض الربو من عوارض أكبر ويلاحظ صدور صوت صفير أشد من المعتاد عند تنفسهم بالإضافة لضيق في التنفس.

منع العواصف الرملية

يعتبر من الصعب إيقاف هذه الظاهرة والسيطرة عليها بشكل مباشر، حيث إن الجفاف وإزالة الغطاء النباتي من جزء في العالم قد يؤدي لعواصف رملية في طرف آخر.
تعتبر زراعة الأشجار إحدى الطرق الفعالة لمنع العواصف الرملية لأن الأشجار يمكنها الاحتفاظ بالتربة، وتقليل فقدان الموارد وموت المحاصيل، وبالتالي التقليل من طاقة انتشار العواصف الرملية الأفقية والرأسية.
وبشكل عام، فإن التشجير يشكل في واقع الأمر إجراءً مهماً لمنع العواصف الرملية والترابية والسيطرة عليها. فهو لا يؤدي إلى تحسين البيئة والمناخ فحسب، بل إنه قادر أيضاً على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
عاصفة رملية تضرب الرياض وعدة مناطق سعودية والرؤية شبه منعدمه.. فيديو
ونظرا للترابط بين تغير المناخ والتصحر، فإنه يتعين على العالم أن يتحد لخفض الانبعاثات الغازية الدفيئة التي تزيد من أزمة المناخ، حيث ارتفعت حرارة العالم بمقدار1.1 درجة مئوية، عما كان عليه قبل عصر الثورة الصناعية.

كما تعتبر أنظمة الإنذار المبكر من الطرق التي تقلل من أضرار هذه العواصف وآثارها على الإنسان، حيث يمكنها تنبيه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية قبل حدوثها الأمر الذي يضمن لهم اتخاذ الإجراءات الاحتياطية.

عاصفة ترابية شديدة في مدينة فروتال البرازيلية، يوليو 26 غام 2021
قدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقريرا نصح من خلاله باتباع عدد من الطرق التي تقلل وتحد من ظهور هذه العواصف، من خلال تجنب الرعي الجائر وحرق الأعشاب، وحماية الغطاء النباتي في السهوب الطبيعية والصحاري، ومحاصرة الكثبان الرملية من خلال الأشجار والعمل على زيادة مقاومة التربة للتآكل بفعل الرياح وإنشاء أحزمة وقائية في المدن لتقليل سرعة الرياح وحبس ذرات الغبار.

عواقب العواصف الرملية

تتسبب العواصف الرملية بعدد من العواقب التي تكمن مخاطرها في الجوانب الآتية:
تلوث بيئي: فعند انتشار هذه العواصف تنتشر الرمال والحجارة والغبار في كل مكان لترتفع نسبتها عن النسبة المتوسطة الموجودة في الحالة العادية للطقس.
تدمير طبقة التربة الخصبة.
خسائر في الأرواح والممتلكات.
التأثير على السلامة المرورية، ما يتسبب بالحوادث وعرقلة حركة المواصلات.
تآكل التربة، حيث تقوم الرياح القوية باقتلاع طبقة من التربة السطحية بالإضافة للتقليل من خصوبتها.
دفن الأراضي الزراعية والمنازل بكميات كبيرة من الرمال.
التقليل من كمية ضوء الشمس الواصلة للأرض.
آثار ضارة على الجهاز التنفسي للكائنات الحية.
عواقب اقتصادية مختلفة.
مناقشة