"رفيق درب قاسم سليماني"... من هو رضي موسوي الذي قتل في سوريا وكيف سترد إيران؟

تلقت إيران صدمة كبيرة إثر مقتل القيادي العسكري البارز في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، أثناء غارة إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق.
Sputnik
وحسب ما أعلنت السلطات الإيرانية، قُتل موسوي في منطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق، الاثنين الماضي، بعد استهداف منزله بثلاثة صواريخ إسرائيلية، وبعدما دمر المبنى وجد جثمانه بين الركام.
فمن هو رضي موسوي؟ وما المتوقع من جانب إيران بعدما هدد كبار مسؤوليها بـ"الرد في المكان والزمان المناسبين"؟.

رفيق قاسم سليماني

يلقب موسوي بـ"السيد رضي"، وهو القيادي الإيراني الأول الذي يقتل خارج الحدود بعد قائد "فيلق القدس" سابقا، قاسم سليماني، الذي قضى بضربة أمريكية قرب مطار بغداد، مطلع عام 2020.
وحسب تقرير لوكالة "تسنيم" الإيرانية، كان موسوي أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ومسؤولاً عن دعم جبهة المقاومة.
ووفقا للمتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، فإن موسوي كان مسؤولاً عن تقديم المشورة والدعم لمحور المقاومة في سوريا ولبنان منذ أكثر من 25 عامًا.
وأوضح شريف أن موسوي لعب دورًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب وخاصة ضد تنظيم داعش، بالإضافة إلى إجراء أنشطة استشارية ودعم محور المقاومة، لافتًا إلى أنه كان له الفضل في نقل الخبرة والتكنولوجيا إلى فصائل المقاومة.
رئيس الأركان الإسرائيلي يلمح إلى مسؤولية بلاده في اغتيال مستشار الحرس الثوري في سوريا

رد إيران

وحول الرد الإيراني على اغتيال رضي موسوي، قال العميد شريف، إن "الرد سيكون مزيجًا من الإجراءات التي سوف يعتمدها كل من محور المقاومة والحرس الثوري".
وحول ما إذا كان الرد على هذا الاغتيال سيكون هو الرد نفسه على اغتيال الشهيد قاسم سليماني أم لا، أجاب: "ملابسات اغتيال القائد سليماني تختلف عن اغتيال الشهيد موسوي، والحقيقة أن هناك صراعًا ميدانيًا قائمًا اليوم، ولكن هذا لا يعني أنه لن يتم القيام بأي أمر في هذا الخصوص".
وقال الحرس الثوري، في بيان له، إن "النظام الصهيوني الغاصب والوحشي سيدفع ثمن جريمة اغتيال أحد رفاق الجنرال قاسم سليماني"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في برقية عزائه، أن "الكيان الصهيوني سيدفع حتمًا ثمن جريمته بحق العميد السيد رضي موسوي"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وهدد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بقوله على موقع "إكس": "على تل أبيب أن تنتظر العد التنازلي الصعب".
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، بهادي جهرمي: "إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا. إن هذا النظام الصهيوني ومؤيديه، بما في ذلك الولايات المتحدة وإنجلترا، لا يستطيعون التستر على هزيمتهم التاريخية في حرب غزة".
الدفاع الايرانية: الرد على اغتيال إسرائيل لأحد مستشاري الحرس الثوري سيكون "فعالا ومؤثرا"
فيما اعتبرت وزارة الدفاع الإيرانية، "اغتيال مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضي موسوي، انتهاكًا واضحًا لسيادة سوريا، ويأتي في إطار زعزعة أمن المنطقة".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، العميد رضا طلائي، إن "هذه الجريمة تستحق العقاب وعلى الصهاينة أن ينتظروا دفع الثمن"، مؤكدًا أن إيران "سترد على الكيان الصهيوني في المكان والزمان المناسبين، لكنه سيكون ردًا قاطعًا وفعالاً ومؤثرًا وذكيًا".
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن "إسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجيًا باغتيال مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوري،ا رضي موسوي".
وأضاف أن "التطورات الأخيرة أوصلت النظام المنبوذ إلى مرحلة لن يؤدي فيها أي عمل إرهابي وجنوني إلى إعادة أسسه المهتزة فحسب، بل سيجعل محور المقاومة ضده أكثر إحكامًا من ذي قبل"، مؤكدًا أن "جرائمه لن تمر دون رد".
وفي السياق ذاته، شددت وزارة الخارجية الإيرانية على أن "هذا الاغتيال يأتي استمرارًا لجميع الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، منتهكًا جميع القوانين الدولية".
وأكدت أن "إيران ستحتفظ بحق الرد على هذه الجريمة في الزمان والمكان الملائمين".

إسرائيل مستعدة

وفي المقابل، ألمح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، أمس الثلاثاء، إلى مسؤولية بلاده في اغتيال مستشار الحرس الثوري في سوريا، سيد رضي موسوي.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجنرال هاليفي، قد أوضح أن إسرائيل عازمة على الدفاع عن نفسها وعن بلادها ومستعدة للذهاب بعيدًا والقيام بأشياء كثيرة.
وأضاف هاليفي أن الحرب الإسرائيلية الدائرة على قطاع غزة مستمرة لعدة أشهر أخرى وسيعمل الجيش بأساليب مختلفة، مشيرًا إلى أنه لا توجد حلول سحرية.
الرئيس الإيراني يتوعد إسرائيل بدفع الثمن غاليا بعد اغتيال مستشار الحرس الثوري في سوريا

اغتيال سليماني والرد عليه

وكان الجيش الأمريكي قد نفّذ عملية اغتيال قاسم سليماني، بضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي، في الثالث من يناير/ كانون الثاني عام 2020.
وأدت العملية، التي اغتيل فيها أيضا أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، التي تعهدت بالانتقام القوي.
ورد الجيش الإيراني بعد أيام قليلة من العملية، بإطلاق صواريخ على قاعدة عين الأسد، كبرى القواعد الأمريكية في العراق.
كما تعرضت القوات الأمريكية في العراق، لسلسلة من الهجمات من قبل مجموعات عراقية موالية لإيران، كان آخرها في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما أطلقت صواريخ على المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، حيث توجد أكثر المواقع العسكرية تحصنًا في العراق، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية أخرى.
مناقشة