مجتمع

الأرض تدخل مرحلة "كسر حد الاحترار الحرج"

قال مراقبو المناخ في الاتحاد الأوروبي، إن عام 2023 كان الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث تجاوزت الزيادة في درجة حرارة سطح الأرض تقريبا العتبة الحرجة البالغة 1.5 درجة مئوية.
Sputnik
أفادت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ "سي 3 أس"، أن تغير المناخ أدى إلى تكثيف موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات في جميع أنحاء الكوكب، ودفع مقياس الحرارة العالمي بمقدار 1.48 درجة مئوية .
وقالت سامانثا بيرجيس، نائبة رئيس خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ "سي 3 أس": "إنه أيضًا العام الأول الذي تكون فيه جميع الأيام أكثر دفئًا بمقدار درجة واحدة مقارنة بفترة ما قبل الصناعة".

وحسب تقرير تم نشره في مجلة "ساينس أليرت"، أنه حتى إذا تجاوز متوسط درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية في عام 2024، كما يتوقع بعض العلماء، فإن هذا لا يعني أن العالم قد فشل في تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري تحت هذه العتبة.

مجتمع
لماذا تصنع الحيتان "دوامة فيبوناتشي" الغامضة في المحيط؟... فيديو
ولن يحدث ذلك إلا بعد عدة سنوات متتالية فوق مستوى 1.5 درجة مئوية، وحتى ذلك الحين تسمح معاهدة 2015 بإمكانية خفض درجة حرارة الأرض بعد فترة من "التجاوز".
وشهد عام 2023 حرائق هائلة في كندا، وموجات جفاف شديدة في القرن الأفريقي أو الشرق الأوسط، وموجات حر صيفية غير مسبوقة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين، إلى جانب دفء شتوي قياسي في أستراليا وأمريكا الجنوبية.

وقال إد هوكينز، أستاذ تغير المناخ في جامعة ريدينغ، الذي لم يسهم في التقرير: "ستستمر مثل هذه الأحداث في التفاقم حتى نتحول عن الوقود الأحفوري ونصل إلى صافي انبعاثات صفرية".

وتأتي نتائج كوبرنيكوس بعد شهر واحد من التوصل إلى اتفاق بشأن المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "سي أو بي 28" في دبي، والذي يدعو إلى التحول التدريجي بعيدا عن الوقود الأحفوري، وهو السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري.
وذكر جون مارشام، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ليدز: "نحن بحاجة ماسة إلى خفض استخدام الوقود الأحفوري بسرعة والوصول إلى صافي الصفر للحفاظ على المناخ الصالح للعيش الذي نعتمد عليه جميعا".
وسائط متعددة
2024 هو عام "التنين الخشبي" الذي يرمز إلى القوة والحظ والنجاح
وقال كارلو بونتيمبو، مدير "سي 3 أس": "إن الظواهر المتطرفة التي لاحظناها خلال الأشهر القليلة الماضية تقدم شهادة مثيرة عن مدى بعدنا الآن عن المناخ الذي تطورت فيه حضارتنا".
وفي عام 2023، وصلت تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان إلى مستويات قياسية بلغت 419 جزءًا في المليون و1902 جزءًا في المليار على التوالي.
والميثان هو ثاني أكبر مسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، وهو مسؤول عن نحو 30 في المئة من الارتفاع في درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
مناقشة