تشمل أمريكا.. هل تسهم جولة العاهل الأردني في حشد الدعم الدولي لوقف الحرب على غزة؟

في ظل استمرار الحرب والدخول في مسارات تفاوضية في القاهرة، بين "حماس" وإسرائيل، بدأ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في جولة خارجية لحشد الدعم الدولي لوقف الحرب وحماية المدنيين الفلسطينيين.
Sputnik
الجولة التي تشمل دول الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا، تسعى إلى حشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة وتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل دائم وكافٍ، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين المقبل، العاهل الأردني للبحث في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
أبو الغيط يحذر من تبعات "خطيرة" لاستهداف إسرائيل لرفح في قطاع غزة
وطرح البعض تساؤلات بشأن جولة العاهل الأردني الخارجية، وسر توقيتها، ومدى أهميتها في دعم وقف إطلاق النار، وإحياء المسار التفاوضي.
أفق سياسي
توقع المحلل السياسي الأردني حمادة أبو نجمة، أن تستهدف الجولة بشكل أساسي الدفع نحو ضمان توجه دولي قوي وفاعل لوقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، فمنذ بدء الحرب، والأردن لم يتوقف عن مساعيه ودعوته لوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وضمان عدم إعاقة عمل المنظمات الإنسانية الدولية، إضافة إلى تكرار رفضه الشديد لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإنه من المؤكد أن الجولة ستشتمل على محادثات حول إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومساع من طرف الأردن إلى إقناع كافة القوى الفاعلة على المستوى الدولي بالموقف الأردني في هذا الشأن المبني على أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو العمل نحو أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وعاصمتها القدس.
وقال إن من الطبيعي أن يستفيد الأردن من التطور الحاصل في الرأي العام والرسمي في الغرب بشأن الحرب على غزة، والذي بدأ يأخذ موقفا أكثر وضوحا في رفضه لممارسات الاحتلال وجرائمه، في وقت ساهمت فيه الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا في تسليط الضوء على أهمية وقف إطلاق النار، وفي التحذير من أن ممارسات الاحتلال ومن يدعمه معرضة للمساءلة من المحكمة الدولية لتجريم أصحاب القرار، ممن ساهموا بالجرائم بشكل مباشر أو غير مباشر.
ليبرمان: على إسرائيل منح غزة لمصر وتقاسم الضفة مع الأردن
ومضى قائلًا: "إلى جانب موضوع حماية المدنيين، سيحظى موضوع تكثيف الجهود الدولية لإيصال الغذاء والمياه والدواء والوقود إلى غزة دون انقطاع، والدور الذي من الممكن أن تمارسه هذه الدول في هذا الشأن، ودعم المنظمات الإغاثية العاملة في القطاع، بنصيب أكبر مما كان يحظى به في محادثات سابقة، خاصة بعد تسليط الضوء مؤخرًا في الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية والحقوقية وتحذيراتها من الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها أهل غزة واحتمالات تفاقمها".
وبحسب أبو نجمة، لن تغيب قضية دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تقدم المساعدات لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وأهمية وقف التحريض عليها وتوجهات قطع تمويلها، وضرورة مواصلة تقديم الدعم لها، لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها وفق تكليفها الأممي.
رسائل مهمة
من جانبه، قال الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني والبرلماني السابق، إن جولة العاهل الأردني الخارجية تأتي في فترة صعبة، وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومع وجود مسارات تفاوضية بين حماس وإسرائيل.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن الزيارة تحمل رسائل عدة مهمة، عن الوضع القائم في قطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية والقدس، مع التأكيد على أهمية وضع خطة للسلام تشمل جميع المدن الفلسطينية بما يحقق احتياجات وحقوق الشعب الفلسطيني، عبر إجراء سلام شامل وعادل.
ويرى أن الجولة يسعى من خلالها العاهل الأردني لتذكير المجتمع الدولي بضرورة تحمل المسؤولية، ووضع حل جذري للصراع الفلسطيني، وإقامة الدولة المستقلة، ورفض أي حلول أو طروحات تتحدث عن فصل غزة عن الضفة أو أن يكون هناك قوات دولية، أو تهجير للفلسطينيين.
ملك الأردن يصل إلى القاهرة لبحث التطورات في غزة وسبل وقف إطلاق النار... فيديو
وأوضح أن الملك الأردني ينقل في جولته تداعيات تفجير الأوضاع في غزة والضفة، وأن استمرارها يجر المنطقة لكوارث كبيرة، وأنه لا يمكن القضاء على حركة حماس، وضرورة إشراكها في الحلول السياسية كجزء من مكونات المجتمع الفلسطيني.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم السبت، على "ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته لمنع التدهور الخطير، وفرض وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة".
وحذرت الخارجية الأردنية، في بيان لها، مما وصفته "بخطورة تنفيذ الاحتلال عملية عسكرية في رفح التي تؤوي عددًا كبيرًا من النازحين الفلسطينيين، الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".
وجدد البيان رفض الأردن القاطع لترحيل الفلسطينيين قسريا، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤوليته والتحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار في حربها المستعرة.
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى"... "حزب الله" يقصف 8 أهداف للجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود اللبنانية
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى".
حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 28 ألف قتيل وأكثر من 67 ألف مصاب بين سكان القطاع.
مناقشة