وأدت الهجمات الإسرائيلة على حلب إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين، إثر القصف الجوي الذي تزامن مع هجمات لمجموعات إرهابية بالطائرات المسيرة، من إدلب وريف حلب الغربي".
ويسيطر على ريف حلب الشمالي تنظيم مسلح يدعى "الجيش الوطني" إلى جانب مجموعات تتبع "هيئة تحرير الشام" (تنظيم جبهة النصرة سابقاً الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) الذي يسيطر على إدلب وريفها.
ورغم استعادة سوريا سيطرتها، بدعم أساسي من روسيا، على أجزاء واسعة من البلاد من قبضة المجموعات الإرهابية، إلا أنه ما تزال هناك حتى اليوم، بؤر إرهابية، تحاول بدعم أمريكي ومن الخارج زعزعة استقرار الأوضاع.
يقول الخبير الاستراتيجي محمد الرز، إن العدوان الإسرائيلي على مدينة حلب السورية حمل دلالات عدة، من بينها أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 15 غارة متتالية استهدفت مخازن أسلحة وصواريخ للجيش السوري قرب مطار حلب، والمصانع العسكرية لوزارة الدفاع السورية غربي المدينة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الغارات على الأراضي السورية هي الأعنف منذ حرب أكتوبر 1973، حيث سقط نحو 90 قتيلا وأكثر من 100 جريح.
وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية هبطت في قاعدة التنف السورية المحتلة من الجيش الأمريكي، قبل أن تستأنف عملياتها ضد حلب، بالتزامن مع قيام جبهة النصرة المصنفة إرهابية، عمليات هجومية ضد مواقع الجيش السوري غربي حلب، لكنها فشلت في السيطرة عليها، وتكبدت خسائر هائلة.
وتابع: "إذا جمعنا هذه التطورات العدائية النوعية وربطناها بالحديث عن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في شرق سوريا، حيث توجد ثروات نفطية ومائية كبرى، نصل إلى استنتاجات تفيد بأن الوضع في سوريا أصبح متصدرا على طاولة العمليات الدولية في المنطقة العربية".
ولفت إلى أن "الكيان الإسرائيلي" يبرر اعتداءاته المتكررة على سوريا بمهاجمة مواقع وقيادات لـ"حزب الله"، لكن التطورات الأخيرة تجاوزت هذه الأهداف المحدودة، لتصبح متعلقة بالوجود العسكري التركي، وبالدور الروسي المتجه من قاعدة حميميم إلى تعزيز فعاليته شرق البحر الأبيض المتوسط، وبالوجود الإيراني تحت غطاء الخدمات الاستشارية، والوضع الأردني على الحدود مع سوريا في ضوء استيلاء الحكومة الإسرائيلية العنصرية على آلاف الدونمات غربي الأردن، لتحويلها إلى مستوطنات.
واستطرد: "بالطبع مع توسع المواجهة على جبهة الجنوب اللبناني مع جيش الكيان الذي هدد بدخول لبنان برا، بعد الانتهاء من اجتياح رفح، فإن سوريا التي تتوسط كل هذه المواقع باتت تحت المجهر الأطلسي، كمحطة رسائل وموضع ضغط وابتزاز أقله باتجاه التحييد والابتعاد عن مواجهة خطط ومشاريع الغرب لمنطقة شرق البحر المتوسط".
فيما، قال العميد محمد عيسى الخبير العسكري السوري، إن الهجمات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي أهدافها معلومة، وتستهدف إضعاف سوريا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الجيش الأمريكي هو من يسلح "داعش" ويمنحه الرواتب من عائدات النفط الذي يستولي عليه من سوريا في المناطق التي يحتلها.
وشدد على أن الجيش الأمريكي هو من يوفر الغطاء للمجموعات الإرهابية، وفي حالة اشتباك الجيش السوري معهم يقوم بقصف مراكز وقوات الجيش السوري، لتخفيف الضغط ومنع القضاء على المجموعات الإرهابية التابعة له.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع السورية، إحباط هجومين إرهابيين على نقاطها العسكرية في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الشمالي، كما تمكنت القوات من القضاء على عشرات الإرهابيين المهاجمين.
وذكرت الدفاع السورية، في بيان نقلته الوكالة الرسمية "سانا"، أنه "تصدت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على اتجاه كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي بالقوى والوسائط النارية المناسبة لهجوم عنيف شنته المجموعات الإرهابية مساء أمس وقت الإفطار وبأعداد كبيرة بالتزامن مع رمايات كثيفة بالقذائف الصاروخية على نقاطنا العسكرية".
وأضافت: "حيث تمكنت قواتنا من إفشال الهجوم وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين المهاجمين ودمرت أسلحتهم وعتادهم و قامت بسحب عدد من جثثهم".