وأضاف: "لاشك أن هذا العدوان يمثل تصعيداً غير مسبوق في المواجهة بين محور المقاومة (إيران وسوريا وحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية والعراقية وأنصار الله في اليمن) وإسرائيل، وتجاوزا لكل ما يمكن تسميته قواعد الاشتباك، ومحاولة لإعطاء انطباع بأن حكومة نتنياهو ما زالت تملك ذراعاً قوية، وأن حربها في غزة لم تثنها عن ذلك، والسعي لتوريط قوى أخرى في الصراع بعد أن ضاقت خياراتها بعد الفشل الذي منيت به في غزة، وشعور إسرائيل بالعزلة، وأن محور المقاومة بقي متماسكاً بالرغم من أشكال الاستهداف، فقد تمكن من إحباط الاستفراد بأهالي غزة، كما استمر التكامل في ساحات المواجهة قائما، بل تعزز وتماسك أكثر".
وعبر الدكتور المفتاح عن قناعته بأن الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية سيكون بالمزيد من الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية والعراقية و"حزب الله" في لبنان، وتوسيع دائرة الاشتباك، مؤكداً أن الرد الإيراني سيكون حاضرا، وفي أكثر من ساحة مواجهة مفتوحة، وإن كان من خلال طرف ثالث.
مسار دبلوماسي... أولا
وقال أبو عبد الله إن القنصلية ليست مبنى جديدا، بل هي مبنى قديم يعود إلى أكثر من عشرين عاما، ويقدم خدمات قنصلية، ومن الواضح أن القصف الإسرائيلي كان مقصودا ورسالة مباشرة، وبالطبع كان استهدافا جنونيا تجاوز كل الحدود والأعراف الدبلوماسية.
وفيما إذا كان يعتقد أن إيران سترد على هذا الاستهداف، عبّر الدكتور أبو عبد الله عن قناعته، بأن الرد سيكون عبر مسار أول دبلوماسي، ذلك أن الاعتداء على القنصلية مرفوض ويجب أن يخضع للإدانة الدولية الواسعة. ولكن رغم أن هذه الإدانة لن تلقى اهتماما من إسرائيل التي وصلت بها عمليات الإبادة، في قطاع غزة، للمثول أمام محكمة العدل الدولية، وتواجه يومياً تظاهرات عالمية ورأيا عاما عالميا يندد بارتكاباتها، إلا أنها مستمرة في جنونها.