راديو

ماذا وراء اتهامات السلطة الفلسطينية لإيران بإثارة الفوضى في الضفة؟

اتهمت حركة "فتح" الفلسطينية إيران بمحاولة إشاعة الفوضى في الضفة الغربية، مؤكدة أنها ستعارض أي عمليات من الخارج لا صلة لها بالقضية الفلسطينية.
Sputnik
وجاء في البيان أن الحركة تؤكد "رفضها للتدخلات الخارجية، وتحديدا الإيرانية، في الشأن الداخلي الفلسطيني، معتبرة هذه التدخلات لا هدف لها سوى إحداث الفوضى والفلتان، والعبث بالساحة الداخلية الفلسطينية، الأمر الذي لن يستفيد منه إلا الاحتلال الإسرائيلي وأعداء شعبنا الفلسطيني".
وذكرت الحركة، وهي الفصيل الرئيسي في الضفة وتهيمن على السلطة الفلسطينية، أنها “لن تسمح باستغلال قضيتنا المقدسة ودماء أبناء شعبنا أو استخدامها كورقة لصالح مشاريع مشبوهة لا علاقة لها بشعبنا الفلسطيني ولا قضيتنا الوطنية”.
وقالت "فتح" إنها ستحبط أي تدخل خارجي يهدف لإلحاق الضرر بقوات الأمن والمؤسسات الوطنية، وأشارت إلى أن الحركة “ستكون بالمرصاد لهؤلاء العابثين، وستقطع اليد التي تمتد للعبث بساحتنا أو المساس بأجهزتنا الأمنية أو أي من مؤسساتنا الوطنية”.
وتتهم إسرائيل إيران منذ فترة طويلة بمساعدة فصائل فلسطينية مسلحة، من بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي قادت هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل، وفي السنوات القليلة الماضية ترسخ تواجد تلك الفصائل المسلحة في الضفة الغربية.
في هذا الصدد، شكّك الدبلوماسي الإيراني السابق، د.هادي أفقهي، في صحة البيان المنسوب لحركة "فتح" بهذا الشأن، قائلا إنه "لا أساس له من الصحة، أو على أقل تقدير ربما يكون صادرا عن أعضاء في حركة "فتح"، وليس بشكل رسمي".
وأضاف أفقهي أن "هذا الذي جاء في البيان المنسوب لفتح خطاب إسرائيلي صرف، وربما يكون بإيعاز من إسرائيل لمهاجمة إيران"، لافتا إلى أن "السلطة الفلسطينية الآن وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس يعمل لصالح إسرائيل وليس لصالح القضية"، على حد قوله.
وعن الاتهامات لإيران بإيصال أسلحة للضفة الغربية، قال أفقهي إن "هذا ليس اتهام، وإيران لا تنفي ذلك، فجبهة الضفة لابد أن تفتح في وجه إسرائيل ردا على الإبادة الجماعية في غزة"، مضيفا: "ألا يستحق ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة أن نسلح الضفة ونسلح أي مكان آخر نرد به على الإسرائيليين".
من جهته، قال الكاتب بصحيفة "الأيام" والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، إن "هذا البيان يأتي على خلفية خلاف قديم بين "فتح" و"حماس"، إذ ترى "فتح" أن إيران دعمت خصمها في الساحة الفلسطينية وبفضل هذا الدعم استطاعت "حماس" أن تطردها من قطاع غزة، وتسبب هذا الدعم في أكثر من مشكلة للفلسطينيين وفي الخراب الذي حلّ بقطاع غزة".

وأضاف عطا الله أن "هذا البيان يأتي أيضا بعد زيارة إسماعيل هنية لطهران، وإطلاقه شعارات في صالح إيران، كما أن حركة "حماس" اعتقلت في الأسبوع الحالي 6 من أعضاء السلطة ممن يقدمون المساعدات"، معتبرا أن "حركة "فتح" في حالة انفعال شديد"، بحسب قوله.

وأشار عطا الله إلى أن "هذا الخطاب الفلسطيني برغم أنه يتوحد مع الخطاب الإسرائيلي ضد إيران، لكنه لا يعني أن البيان صدر بإيعاز من إسرائيل"، لافتا إلى أن "إيران ترغب طبعا في فتح جبهة الضفة ضد إسرائيل لأنها تخوض حربا مفتوحة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "حركة "فتح" ترى أن هذا السلاح يستخدم ضدها وليس ضد الاحتلال".
مناقشة