في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني... ماذا قدم المجتمع الدولي لفلسطين ولقضيته؟
علم فلسطين
© AP Photo / Nasser Nasser
تابعنا عبر
في وقت يحتفي فيه العالم باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ووسط مئات القرارات الأممية لدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة - والتي لم تنفذها إسرائيل - يطرح الكثيرون تساؤلا مهما مفاده: ماذا قدم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني وقضيته.
وتحل اليوم الثلاثاء ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مناسبة تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وفي هذه المناسبة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، في تغريدة نشرها عبر "تويتر"، إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء "دوامة العنف" في الضفة الغربية المحتلة.
وقال غوتيريش: "أحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات فورية للحد من التوترات وإنهاء دوامة العنف التي تجتاح الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف: "في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعونا نعيد التأكيد على دعمنا للشعب الفلسطيني في سعيه لبناء مستقبل يسوده السلام والعدالة والأمن والكرامة للجميع".
I urge all parties to take immediate steps to reduce tensions & end the spiral of violence engulfing the occupied West Bank.
— António Guterres (@antonioguterres) November 29, 2022
This #PalestineDay, let's reaffirm our support to the Palestinian people in their quest to build a future of peace, justice, security, & dignity for all.
قوات حماية دولية
بدوره، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، زيد الأيوبي، أن "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة، يوم تاريخي ومهم، وله تأثيره الإيجابي الدولي على إحقاق الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "المجتمع الدولي الذي يعترف بالحقوق الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني مطالب اليوم بترجمة قراراته الدولية بشأن القضية الفلسطينية إلى أفعال ملموسة على الأرض، لا سيما وأن الأمم المتحدة أصدرت مئات القرارات التي تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعدم مشروعية الاحتلال".
وتابع: "لكن المجتمع الدولي والأمم المتحدة لم يتخذا إجراءات تنفيذية حقيقية على أرض الواقع نحو هذه القرارات، وهو ما شجع الاحتلال على إدارة ظهره للمجتمع الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، باعتباره كيانا مارقا على الشرعية الدولية، ويستحق اتخاذ الإجراءات العقابية ضده".
ودعا الأيوبي المجتمع الدولي في هذه المناسبة إلى "إرسال قوات حماية دولية إلى فلسطين، من أجل حماية المدنيين والأعيان التاريخية والدينية المقدسة من جرائم إسرائيل ومشاريعها الاستيطانية التي تهدف إلى تدمير حل الدولتين وتكريس واقع احتلالي على الأرض يهدد السلم والاستقرار الدوليين".
29 نوفمبر 2022, 14:09 GMT
سبب النكبة
في السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، الدكتور أسامة شعث، أن "الأمم المتحدة كانت سببا رئيسيا لنكبة فلسطين، إذ أصدرت الجمعية العامة في مثل هذا اليوم الموافق 29 نوفمبر عام 1947 القرار رقم 181، الذي قسّم فلسطين إلى دولتين، وبناء على هذا القرار أقيمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فقد "حل بالشعب الفلسطيني أسوا نكبات التاريخ بتشريد أكثر من نصفه وقتها، والأمم المتحدة لم تكتف بذلك القرار وإنما اعترفت بدولة الاحتلال ولكنها ما زالت لا تعترف بدولة فلسطين، محملا إياها المسؤولية الكاملة عما حدث للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وتابع: "مهما قدمت الأمم المتحدة من مساعدات إنسانية أو قرارات تضامنية فلن يفيد ذلك في شيء لطالما الشعب الفلسطيني يرزح تحت وطأة الاحتلال، وإذا ارادت أن تنتصر لفلسطين فعليها أولا أن تعترف بدولته وتنفذ قراراتها بشأن حقوق فلسطين".
وأوضح أن "الشعب الفلسطيني يستحق التضامن بعد كل التضحيات الجسمية التي قدمها، وصموده ونضاله المستمر حتى نيل الاستقلال وتقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
28 نوفمبر 2022, 21:20 GMT
مرحلة جديدة
بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني، فادي أبو بكر، إنه "على صعيد الشعوب يمكن الجزم بأن الرأي العام العالمي هو أقرب إلى الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم ونيل حريتهم وإقامة دولتهم المستقلة، بيد أن القضية الفلسطينية قد دخلت مرحلة جديدة ما بعد التطبيع العربي العلني مع الكيان الإسرائيلي، وما تبع ذلك من أحداث في أوكرانيا، حيث بدأت تفقد فيها القضية مكانتها على الأجندة الدولية الرسمية، يضاف على ذلك الانقسام الفلسطيني الداخلي كعامل إضافي".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "من جهة أخرى فإن إشاحة المجتمع الدولي نظره بعيدا عن القضية الفلسطينية وعن الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في كل يوم وكل ساعة، يؤكد من جديد على أن لغة القوة والمصالح هي وحدها التي تتحكم بالعلاقات الدولية، وتدلّل من جهة أخرى على ترهّل مجتمع الثورة الفلسطينية الذي سببته التباينات والتناقضات الثانوية الضيّقة التي حالت دون وجود حياة اجتماعية وميدانية واحدة".
وأوضح أن "فلسطينيا هناك حاجة إلى التركيز على إنهاء الانقسام، وإذا ما استمرت جهود إنجاز وتعزيز الوحدة الوطنية وتجسيدها على الأرض، سيكون هناك أوراق قوة ستقصم ظهر العدو، وتعيد للقضية الفلسطينية مكانتها على الأجندة العالمية. حيث أن وحدة الحالة الفلسطينية وقوتها على الأرض سيتبعها وجوبا ارتدادات كبيرة على المستوى الدولي والخارجي، لأن المجتمع الدولي لا يعترف إلا بالقوة".
وتشهد الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة توترا متصاعدا بين قوات الأمن الإسرائيلية التي تنفذ عملية عسكرية واسعة اعتقلت خلالها نحو 2500 فلسطيني وقتلت عددا آخر، والفلسطينيين الذين يحاولون الرد.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر، وخلال كلمته أمام قادة الدول العربية في الجزائر، أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستعيد النظر في مجمل علاقاتها مع إسرائيل، متهما الأخيرة بمواصلة انتهاك حقوق الفلسطينيين.
ودعا عباس خلال كلمته إلى تشكيل لجنتين وزاريتين عربيتين للتحرك على المستوى الدولي، لدعم دولة فلسطين سياسيا وقانونيا.
وحث الرئيس الفلسطيني قادة الدول العربية على بذل كل جهد مستطاع وضروري لإنجاح مؤتمر القدس، الذي يعقد مطلع العام المقبل 2023، في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة.
ودانت الرئاسة الفلسطينية، في مناسبات سابقة، ما أسمته "سياسة الإعدامات الميدانية" التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين، محذرة من أن استمرار هذه السياسة، سوف يفجر الأوضاع في المنطقة.
