النظام الغذائي لمرضى السكري والأطعمة التي ينصح بتناولها
13:54 GMT 08.12.2023 (تم التحديث: 14:02 GMT 08.12.2023)
© Photo / منظمة أطباء بلا حدود
تابعنا عبر
يهتم النظام الغذائي لمرضى السكري، بتناول الأطعمة الصحية بكميات معتدلة متضمنا كميات غنية من العناصر الغذائية الطبيعية وكميات قليلة من الدهون والسعرات الحرارية، وفق مواعيد ثابتة للوجبات والابتعاد عن المشروبات ومراقبة كمية الكربوهيدرات التي يتم تناولها بشكل يومي، ومن العناصر الرئيسية في هذا النظام الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة.
سنتحدث في هذا المقال عن النظام الغذائي لمرضى السكري والمواد الغذائية، التي ينصح بتناولها وكمياتها، بالإضافة للمواد التي يحظر على المصابين بهذا المرض تناولها، ونصائح وإرشادات طبية.
ما هو مرض السكري
يصنف مرض السكري على أنه من الأمراض المزمنة ويحدث عندما لاينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين، الذي ينتجه بشكل فعال.
والأنسولين هو الهرمون الذي ينظم نسبة الغلوكوز في الدم، وارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم هو أحد الآثار الشائعة لمرضى السكري، والذي من الممكن أن تكون مضاعفاته سلبية لدرجة كبيرة لتؤثر في الأوعية الدموية والأعصاب، بالإضافة لعدد من أعضاء الجسم.
تسبب مرض السكري وأمراض الكلى الناجمة عن السكري، في عام 2019، بوفاة نحو 2 مليون شخص حول العالم.
ما الذي يعنيه النظام الغذائي للمصابين بمرض السكري؟
يعتمد النظام الغذائي المخصص للمصابين بمرض السكري على تناول وجبات صحية في أوقات منتظمة، ويساعد ذلك في استهلاك الأنسولين الذي يفرزه الجسم أو يتناوله المريض على شكل دواء بشكل فعال.
ويساعد اختصاصي النظم الغذائية في وضع نظام غذائي يعتمد على الأهداف الصحية للبرنامج وما يرغب به المريض مراعيا في ذلك نمط حياته، بالإضافة لتحسين العادات الغذائية لديه.
ومن خلال البرنامج الغذائي يتم وضع كمية وحجم الحصص الغذائية، التي تتناسب وتراعي حجم جسم المريض ومستوى نشاطه.
يوصي الأطباء عادة الأشخاص، الذين يصابون بمرض السكري أو الذين تظهر عليهم بوادر الإصابة، بزيارة اختصاصي تغذية للمساعدة بوضع خطة وبرنامج صحي مناسب.
حيث ستساعدك هذه الخطة في التحكم بسكر الدم، الذي يُعرَف أيضًا باسم غلوكوز الدم، فضلًا عن التحكم في الوزن وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
وتتمثل هذه العوامل بارتفاع ضغط الدم و نسبة الدهون، فعند تناول سعرات حرارية وكربوهيدرات زائدة عن حاجة الجسم، سترتفع مستويات السكر في الدم.
وإذا لم يتم التحكم في سكر الدم، فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلات خطيرة، وتتضمن هذه المشكلات ارتفاع مستوى السكر في الدم، الذي يُطلَق عليه فرط سكر الدم.
وفي حال استمرار ارتفاع مستويات سكر الدم، لفترة طويلة، فإن ذلك سيهدد أعضاء الجسم كالكليتين والقلب والأعصاب.
ويمكن الحفاظ على مستويات سكر الدم في نطاق آمن، من خلال برنامج غذائي صحي.
وبالنسبة لمعظم المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يساعد إنقاص الوزن أيضًا في التحكم في سكر الدم، ويمكن أن يعود إنقاص الوزن بمجموعة من الفوائد الصحية الأخرى.
تسهم الخطة والبرنامج الغذائي الصحي بإنقاص الوزن والوصول للهدف الموضوع بأمان وبطريقة منظمة.
فتاة تعاني من السكري
© Photo / Pixabay//BioBarica
المواد الغذائية والأطعمة التي ينصح بتناولها
ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والكربوهيدرات الصحية والأطعمة الغنية بالألياف، بالإضافة للأسماك والدهون "المفيدة".
الكربوهيدرات الصحية
أثناء عملية الهضم تتحلل السكريات والنشويات لتتحول إلى غلوكوز في الدم، وتُعرَف السكريات أيضًا بأنها كربوهيدرات بسيطة، بينما تُعرَف النشويات بأنها كربوهيدرات معقدة، وينصح بالتركيز على تناول الكربوهيدرات الصحية، الموجودة في:
الفاكهة.
الخضراوات.
الحبوب الكاملة.
البقوليات مثل الفول والبازلاء.
مشتقات الحليب قليلة الدسم، مثل الحليب والجبن.
الأطعمة الغنية بالألياف
تعدل الألياف الغذائية الموجودة في مكونات الأغذية النباتية من طريقة هضم الجسم للطعام مساعدة في التحكم بمستويات السكر في الدم. وتوجد الأطعمة الغنية بالألياف في:
الخضراوات.
الفاكهة.
المكسرات.
البقوليات مثل الفول والبازلاء.
الحبوب الكاملة.
يعتبر تناوَل الأسماك أمرا مفيدا لصحة القلب، وينصح بتناولها مرتين على الأقل في الأسبوع.
ومن هذه الأسماك، السلمون والماكريل والتونة والسردين، الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي تقي من الإصابة بأمراض القلب.
وينصح بتجنب تناول الأسماك المقلية والأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، مثل سمك القد.
الدهون "المفيدة"
تساعد المواد الغذائية التي تحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة في خفض مستويات الكوليستيرول في الدم، وتوجد في:
ثمار الأفوكادو.
المكسرات.
زيوت الكانولا وزيت الزيتون وزيت الفول السوداني.
ولكن يجب الحذر في تناولها وعدم المبالغة، حيث أن هذه الدهون غنية بالسعرات الحرارية.
الأطعمة التي يجب تجنبها
يسهم مرض السكري بإمكانية الإصابة بانسداد الشرايين وتصلبها، ما يجعل الشخص المصاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
تعيق عملية الالتزام بنظام غذائي صحي، الأطعمة التي تحتوي على:
الدهون المُشبَّعة: فيجب تجنب تناول مشتقات الحليب والبروتينات الحيوانية الدسمة، مثل الزبد واللحم البقري والنقانق والسجق ولحم الخنزير المقدد، بالإضافة لضرورة التقليل من تناول زيوت جوز الهند وبذور النخيل.
الدهون المتحولة: الموجودة في الوجبات السريعة والجاهزة وفي المعجنات والدهون القابلة للخفق والسمن النباتي (المارغرين) الصلب.
الكوليستيرول: تتوزع مصادر الكوليستيرول في مشتقات الحليب الدسمة والبروتينات الحيوانية الدسمة وصفار البيض والكبد ولحوم الأحشاء الأخرى، ولا ينصح بتناول أكثر من 200 ملغم من الكوليستيرول في اليوم.
الصوديوم: لا ينصح بتناول أكثر من 2300 ملغم من الصوديوم في اليوم، وقد يقترح الطبيب تناول كمية أقل إذا كان الشخص مصابًا بارتفاع ضغط الدم.
نظام الأكل والتحكم بالوجبات
يوجد عدد من البرامج الغذائية التي ينصح باتباعها لمرضى السكري، للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، على أن تتم بإشراف ومساعدة اختصاصي التغذية، ومن هذه الطرق:
طريقة الطبق
قدمت الجمعية الأمريكية لمرضى السكري طريقة بسيطة لتنظيم الوجبات، مركزة في هذه الطريقة على تناول المزيد من الخضراوات.
وتتطلب هذه الطريقة مراعاة عدد من الأمور عند تحضير الوجبة الغذائية أو الطبق، وهي كالتالي:
أن يكون نصف الطبق مكونا من الخضراوات غير النشوية، مثل السبانخ والجزر والطماطم.
أن تكون نسبة البروتينات خفيفة الدهن تعادل ربع الطبق، ويمكن تناول مواد غذائية مثل التونة أو لحم البقر خفيف الدهن أو لحم الدجاج.
أن يكون الربع الأخير من الطبق مكونا من الكربوهيدرات، مثل الأرز البني أو إحدى الخضراوات النشوية، مثل البازلاء الخضراء.
تناول الدهون "المفيدة"، مثل المكسرات أو الأفوكادو، بكميات قليلة.
أضف حصة غذائية من الفاكهة أو الحليب ومشتقاته أو الشاي أو القهوة من دون تحلية.
حساب الكربوهيدرات
الكربوهيدرات تؤثر بشكل كبير في مستويات السكر بالدم، نظرا لإنها تتحلل إلى سكر.
للتحكم في مستوى السكر في الدم، ستضطر إلى تعلم طريقة حساب كمية الكربوهيدرات، التي تتناولها بمساعدة اختصاصي نظام غذائي. من الضروري تتبع وحساب كمية الكربوهيدرات في كل وجبة من الوجبات الرئيسية أو الوجبات الخفيفة.
ومن ثم يمكن للمريض ضبط جرعة الأنسولين، وفقًا لذلك.
يمكن لاختصاصي النظام الغذائي أن يوضح طريقة حساب حصص الطعام وكيفية قراءة ملصقات الطعام بطريقة صحيحة. يمكن أيضا تعلم كيفية الاهتمام بحجم الحصص الغذائية ومحتوى الكربوهيدرات بشكل خاص.
المؤشر الغلايسيمي
بعض المصابين بمرض السكري يستخدمون المؤشر الغلايسيمي لتصنيف الأطعمة، التي تحتوي على الكربوهيدرات، بمقياس يتراوح من 0 إلى 100، وفقا لمدى زيادة مستويات سكر الدم عند تناول الأطعمة.
حيث تؤدي بعض الأطعمة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل سريع، الأمر الذي يحصل عند تناول السكريات المكررة والخبز.
وهنا يجب على المريض العودة لطبيبه الخاص للاستشارة حول ما إذا كانت هذه الطريقة صحية له.
وبحسب هذا المؤشر، فإن الأطعمة منخفضة المؤشر الغلايسيمي، هي التي يكون مؤشرها أقل من 55، وتضم الحليب الخالي من الدسم والفاصولياء والجزر والشوفان والمكسرات.
شخص يفحص نسبة السكر في الدم
© Depositphotos.com / Kruchenkova
أما الأطعمة مرتفعة المؤشر الغلايسيمي، فهي التي يكون مؤشرها أعلى من 70، وتضم هذه الأطعمة الخبز الأبيض والبطاطا الحلوة والعادية والكعك والمشروبات الغازية والعسل.
داء السكري من النوع الأول
في مرض السكري من النوع الأول، لا تنتج خلايا البنكرياس هرمون الأنسولين، الذي يسمح بحركة الغلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا، ويعتمد الحل هنا على تعويض نقص الأنسولين من خلال جرعة خارجية.
يمكن للمصابين بهذا المرض استهلاك البروتين والدهون دون وجود أي قيود، شرط أن يكون وزنهم طبيعيا، وفي حال زيادة الوزن يفضل تجنب الدهون في النظام الغذائي.
كما ويمكن تناول الخضراوات دون وضع أي قيود ومن ضمنها الخضار الورقية الخضراء والكوسا والملفوف والبقوليات، ويجب مراعاة الكربوهيدرات الموجودة في الحبوب والفواكه وبعض الخضراوات كالبطاطس ومنتجات الألبان، ويتم حساب نسبة الكربوهيدرات من خلال ما يعرف بـ"نظام وحدة الخبز".
نظام وحدة الخبز
لحساب نسبة الكربوهيدرات يتم الاعتماد على هذا النظام، والذي يشير إلى "وحدة الخبز الواحدة"، والتي تحتوي على 10 إلى 12 غراما من الكربوهيدرات، وهو بالضبط المقدار الموجود بقطعة خبز واحدة.
يساعد هذا النظام على تحديد جرعة الأنسولين، التي يتم إعطاؤها قبل الوجبات، الأمر الذي يتطلب حساب قياس مستوى الغلوكوز من خلال هذه الوحدة.
داء السكري من النوع الثاني
يعتمد النظام الغذائي لهذا النوع على وزن الجسم، حيث يجب أن يتوافق عدد السعرات الحرارية مع ما يتم استهلاكه وحرقه، أي يعتمد على نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وغني بالألياف التي تمنع امتصاص السكر.
والحد من تناول السكر والمنتجات التي تحتوي عليه والابتعاد عن الكحول، فهي غنية بالسعرات الحرارية، حيث تتسبب بضعف السيطرة على مرض السكري.
كما ويجب التقليل من الدهون المشبعة، إذ لا تشكل أكثر من 10 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، والتقليل من الملح، بالإضافة لاستهلاك الدهون غير المشبعة بالكميات الطلوبة.
داء السكري الحملي
داء السكري الحملي (GDM) هو حالة ترتفع فيها مستويات الغلوكوز في الدم لدى المرأة الحامل، ما يعوق نمو الجنين وتحدث تغيرات سلبية في جسم الأم، ما قد يؤدي لاحقًا إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
مستوى السكر الطبيعي في الدم للنساء الحوامل في الصباح على معدة فارغة (قبل الوجبات) لا يزيد عن 5.0 مليمول/ لتر، بعد ساعة واحدة من الوجبات لا يزيد عن 7.0 مليمول/ لتر.
يتمثل البرنامج الغذائي هنا باستبعاد الكربوهيدرات سهلة الهضم تمامًا من النظام الغذائي، كالسكر والمربى والعسل وجميع العصائر والآيس كريم والمعجنات والكعك والمخبوزات المصنوعة من الدقيق الأبيض العالي الجودة والمخبوزات الغنية (الكعك والكعك والفطائر) والمنتجات التي تحتوي على الفركتوز، بالإضافة لمراقبة الوزن.
وتوزيع الوجبات الغذائية بالتساوي من 4 إلى 6 وجبات على مدار اليوم والقيام بنشاط بدني معتدل لمدة 30 دقيقة يوميا.
مثال لقائمة طعام يومية
عند تنظيم الوجبات اليومية، يجب الأخذ بعين الاعتبار حجم الشخص ومستوى نشاطه، وعلى سبيل المثال تم تصميم هذا البرنامج لشخص يحتاج من 1200 إلى 1600 سعرة حرارية يوميًا.
وجبة الإفطار: تتكون من خبز دقيق القمح الكامل، قطعة واحدة متوسطة الحجم مع ملعقتين صغيرتين من المربى، ونصف كوب من حبوب القمح المبشورة مع كوب من الحليب قليل الدسم 1%، وقطعة من الفاكهة والقهوة.
وجبة الغداء: تتكون من "ساندويتش" اللحم البقري المشوي ملفوفة بخبز القمح، بالإضافة للخس والطماطم وتفاحة متوسطة الحجم وماء.
وجبة العشاء: قطعة من سمك سلمون وملعقة صغيرة من الزيت النباتي، مع حبة صغيرة من البطاطا المشوية بالفرن، ونصف كوب من عصير الجزر ونصف كوب فاصوليا خضراء وقطعة خبز متوسطة الحجم، وشاي مثلج غير محلى.
الوجبة الخفيفة: كوبين من الفشار مع ملعقة صغيرة من السمن النباتي.
ما هي النتائج المتوقعة من هذا النوع من النظام الغذائي؟
يمثل الالتزام بخطة النمط الغذائي الصحي طريقة مثلى للتحكم بمستوى السكر وتجنب التعرض لمضاعفات مرض السكري.
وإذا كنت بحاجة لإنقاص الوزن، فيمكنك تعديل هذه الخطة بما يتناسب مع أهدافك الخاصة.
إلى جانب التحكم في مرض السكري، فإن النظام الغذائي الصحي يوفر ميزات أخرى أيضًا.
ويؤدي اتباع هذا النظام الغذائي المعتمد عىلى كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات والألياف، لإلى التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان.
توصيات الأطباء
يجمع الأطباء بشكل عام على أهمية وجبة الإفطار وعدم التخلف عن تناولها بموعدها المحدد، بالإضافة لتناول آخر وجبة طعام قبل النوم بأربع أو خمس ساعات، على أن لا تتجاوز الساعة السابعة والنصف مساء.
وأن لا يتم تناول الكربوهيدرات مساء على العشاء، ويشير الأطباء إلى أهمية المحافظة على جدول النوم بشكل منتظم في مواعيده وساعاته، حيث أن قلة النوم تؤدي لتفاقم مقاومة الأنسولين وتزيد من التوتر، كما وأن قلة النوم تفرز هرمون "الغريلين"، المعروف بـ"هرمون الجوع"، الذي يبدأ بإرسال إشارات للدماغ بأنه قد حان وقت تناول الطعام.
كما ويوصي الأطباء بضرورة التقيد بالبرامج الغذائية بشكل دائم والابتعاد عن المأكولات الممنوعة، والتي تزيد من نسبة السكر في الدم.
