خبير أمني عراقي: استمرار التدخلات الإقليمية في العراق قد يشعل حربا تحرق المنطقة بأسرها

رجح الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، أحمد الشريفي، تأجج الوضع الأمني والعسكري في البلاد، وتوسع رقعة المواجهات؛ محذرا من تحول المواجهات المسلحة إلى حرب أوسع تحرق المنطقة بأسرها.
Sputnik
موسكو - سبوتنيك. وقال الشريفي، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "الانقسام الحاصل اليوم في العراق، والذي تحول إلى صراع وعنف غير مسبوق، هو نتيجة للتدخلات الإقليمية. فهناك إصرار من دول الجوار العراقي، لتحويل صراعاتها مع المجتمع الدولي إلى أرض العراق؛ مما أحدث انقساما في الأوساط السياسية".
وأضاف الخبير العراقي، "غياب الحلول وعدم جدوى الحوار، أدى إلى المواجهة المسلحة".
وشدد الشريفي على أن إصرار دول الإقليم، وعلى رأسها إيران وتركيا، وعبثها في العراق، "سيرفع منسوب مواجهة أذرعها واتباعها في الداخل العراقي، وينقل المواجهة إلى مستوى آخر، ويشعلها حربا وحرقا للمنطقة وليس فقط للعراق".

وأدان الخبير العراقي الولايات المتحدة الأمريكية، واتهمها بصنع نموذج مشوه في العراق، وإلقائه لأذرع الصراعات الإقليمية؛ لتنهش فيه بفسادها وسوء إدارتها وبقائها في وضع المتفرج على المشهد.

وأوضح، أن الصراع الأمريكي - الإيراني أصبح جليا في ميدان العراق، وكذلك الصراع التركي مع المنطقة، وقضية معابر الطاقة، أصبحت حاضرة في العراق.
وأشار إلى أن لهذه الدول اتباعها ومناصريها داخل العراق، وأنها تسقط مشاريعها على حساب العراق وشعبه وتنميته؛ وهو الأمر الذي استفز الرأي العام العراقي، وأدى إلى تفجر العنف في البلاد.
وتابع الشريفي، أن الأحداث الدامية، التي جرت يوم أمس الاثنين ولا زالت مستمرة اليوم الثلاثاء، هي "نتيجة تحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات".
مقتدى الصدر يعتذر للشعب العراقي ويوجه المتظاهرين بالانسحاب الكامل من الاعتصامات خلال ساعة
وفي هذا الصدد اعتبر الخبير أن ما جرى، "هو ردود فعل على الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي، ورغبتها في التحكم في نوع النموذج السياسي، الذي يحكم البلاد؛ وطبيعة الحكومة التي تتشكل".
كما وصف التدخلات الإقليمية في العراق بـ "الوصاية التي تصل إلى حد فرض الولاية على البلاد"؛ ما استفز الشارع العراقي وأدى إلى هذه الحالة.
ونوه إلى أن هذا الوضع له انعكاسه المباشر على "الحالة الأمنية بشكل سلبي وقد يؤدي إلى عودة داعش والقاعدة [جماعات إرهابية محضورة في روسيا]، التي هي أصلا نتائج الصراعات الإقليمية والدولية".
وحمل الخبير العراقي مسؤولية هشاشة الوضع الأمني والعسكري في البلاد إلى " تشتت الولاء الوطني" داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، التي تفرقها التجاذبات السياسية المتحكم بها من قبل دول الجوار الإقليمي، وأدت إلى انتشار الفساد داخل مؤسسات الدولة.
وشدد على أن التدخلات الإقليمية تعيق تكوين مؤسسات سياسية ذات مصداقية عبر الانتخابات، تعيد إلى العراق سيادته وتنشأ مشروعا وطنيا؛ مؤكدا صعوبة إيجاد حلول في الوقت الراهن للأزمة، في ضل هذه التدخلات.
واستفاقت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، على أصوات اشتباكات متقطعة وانفجارات؛ بعد يوم دام، عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي.
وأفادت مصادر طبية عراقية بأن 30 شخصا قُتلوا وأصيب 700 آخرين؛ جراء الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الخضراء في بغداد، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية.
مناقشة