غروسي يكشف "فجوة معلومات" بشأن برنامج إيران النووي ويطالب طهران بالتعاون مع وكالة الطاقة الدولية

طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم الاثنين، "إيران بالتعاون مع الوكالة بشأن التحقيقات حول أنشطتها النووية"، مؤكدا "وجود فجوة معلومات بشأن برنامج طهران النووي".
Sputnik
وأضاف غروسي، في مؤتمر صحفي، أن "الوكالة مازالت تتوقع من إيران إتمام عملية التحقق بشأن أنشطتها النووية"، مشيرا إلى "وجود نقص بالمعلومات التي تحتاجها الوكالة بشأن أنشطة إيران النووية".
وقال: "إن فجوة المعلومات لا زالت تتوسع يوماً بعد يوم.. والواقع هو وجود صعوبة كبيرة توجب علينا العمل"، مطالباً طهران بـ"الشفافية الكاملة حتى نتمكن من الوصول إلى المعلومات بشأن عدد من المسائل".
وأعرب عن أمله بأن "تتعاون إيران سريعاً"، مؤكداً على "جاهزية الوكالة لإنجاح هذا التعاون، إذ لا نريد تصعيد الأمور ولا خلق مسارح دراماتيكية بل نريد منهم تبني وجهة نظر مختلفة نحو الأمر".
وكان مسؤول إيراني رفيع المستوى، قال أمس الأحد، إنه "يمكن التوصل إلى اتفاق حقيقي حول الملف النووي في حال تمتع الموقف الأمريكي بالواقعية".
وأوضح المسؤول، في تصريحات مع قناة "الجزيرة"، أن طهران "تطالب بنص اتفاق غير قابل للتأويل بحيث يمنع أي طرف من استغلاله في المستقبل"، لافتا إلى أنه "لا يمكن لأي اتفاق أن يكون واقعيا وعمليا قبل إغلاق ملف الادعاءات داخل ​الوكالة الدولية للطاقة الذرية​".
المستشار الألماني يأسف لعدم تقديم إيران ردا إيجابيا لإحياء الاتفاق النووي
واعتبر بيان فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن المفاوضات النووية، "متحيزا وخاضعا للرغبة الأمريكية"، مؤكدا أنه "يدفع باتجاه تعقيد الأوضاع وتعكير أجواء التفاؤل بالتوصل لاتفاق".
كانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، اعتبرت، أن مطالب إيران في ردها الأخير ضمن المحادثات الدولية المتعلقة بإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، تثير الشكوك حول نواياها للوصول لاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وذكرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك حول المفاوضات مع إيران أنه "مع اقترابنا من التوصل إلى اتفاق، أعادت إيران فتح قضايا منفصلة تتعلق بالتزاماتها الدولية الملزمة قانونًا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الخاصة بها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية المبرمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
من جهتها، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، بيان الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن "هذا البيان يمثل عملا منحرفا وبعيدا عن النهج المثمر في المفاوضات"، وفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأضاف كنعاني أن تقدم المفاوضات في مراحل عديدة جاء بفضل حسن النية التي تتمتع بها إيران، وإرادتها الجادة، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق رفع العقوبات، محذرا من قيام طرف ثالث يعارض عملية التفاوض منذ البداية، بالتأثير على الأطراف الأوروبية لإفشال العملية.
لابيد عقب لقائه برئيس ألمانيا: بحثنا أهمية التصدي للبرنامج النووي الإيراني
وفي عام 2015، وقّعت إيران على خطة العمل الشاملة المشتركة أو الاتفاق النووي الإيراني، مع مجموعة دول "5 + 1" - أمريكا والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا - بالإضافة إلى ألمانيا - والاتحاد الأوروبي.
وطالبت إيران بتقليص برنامجها النووي وتقليص احتياطياتها من اليورانيوم بشدة مقابل تخفيف العقوبات، بما في ذلك رفع حظر الأسلحة بعد خمس سنوات من اعتماد الاتفاق.
في عام 2018، في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تخلت أمريكا عن موقفها التصالحي بشأن إيران، وانسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، وطبقت سياسات متشددة ضد طهران، مما دفع إيران إلى التخلي إلى حد كبير عن التزاماتها بموجب الاتفاق.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، اتفقت أطراف خطة العمل المشتركة الشاملة على مسودتين لصفقة جديدة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، ومنذ ذلك الحين، عقد الطرفان عدة جولات من المحادثات لإحياء الاتفاق.
مناقشة