هل تتسبب أحداث العراق في تعليق المحادثات بين إيران والسعودية؟

طرحت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، تساؤلات عدة بشأن مسار الحوار مع السعودية.
Sputnik
وقال كنعاني، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، إن بلاده ليس لديها شروط مسبقة في محادثاتها مع السعودية، داعيا الرياض إلى تبني "نهج بناء" لتحسين العلاقات.
وأضاف كنعاني أن "إيران سترد بشكل متناسب على أي خطوة بناءة من جانب السعودية".
ومنذ ختام الجولة الخامسة توقفت المحادثات بين الجانبين، وكان من المفترض أن تنتقل المحادثات من المستوى الأمني إلى المستوى الدبلوماسي، لكن الأحداث في العراق أدت إلى تجميد المحادثات، إضافة إلى عدم التفاهم حول العديد من النقاط، بحسب خبراء.
إيران: المضي في المفاوضات مع السعودية يتوقف على تنفيذ التفاهمات السابقة
وقالت طهران، الشهر الماضي، إن الجولة السادسة من المحادثات المؤجلة بين السعودية وإيران في بغداد ستعقد عندما تكون الظروف مواتية في العراق، الذي يشهد توترات سياسية وأمنية يصعب معها عقد أي لقاءات في الوقت الراهن.
ويرى مراقبون أن الملفات المتعددة في المنطقة مرتبطة بتعليق المحادثات، ومنها ما يحدث في العراق وكذلك ملف الاتفاق النووي، وأن تعليق المحادثات جاء إثر عدم توفر الظروف الملائمة وعدم التفاهم حول العديد من البنود المرتبطة بالدول العربية.
عبد اللهيان: طلبت من وزير خارجية العراق التحدث مع السعودية لإطلاق الحاج الإيراني المحتجز
من ناحيته قال الخبير الأمني والاستراتيجي السعودي حسن الشهري، إن المحادثات بين البلدين تم تعليقها، وأن اللقاءات على المستوى الأمني بين الجانبين لم تصل إلى أي جديد.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن تصريحات الجانب الإيراني لا جديد فيها، وأنها اعتادت التصريحات الإعلامية دون خطوات عملية على الأرض.

ويرى أن "البيان الأوروبي الأخير أضعف موقف إيران، التي كانت تراهن على موقف أوروبا، وأن طهران أصبحت الحلقة الأضعف في الوقت الراهن، في حين أن التصريحات تظل أهدافها إعلامية".
وقبل يومين، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك عن "شكوك جدية" حيال مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران يقوض احتمالات إحياء اتفاق 2015.
رئيسي: إعادة بناء العلاقات بين السعودية وإيران يخدم أمن المنطقة
ويقول وسيم بزي، الخبير الاستراتيجي اللبناني، إن التطورات التي جرت مؤخرا في العراق فرضت بعض التغيرات في مسار المفاوضات بين السعودية وإيران، وأن تصريحات الأخيرة تؤكد توقف المفاوضات.
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك" أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان يقود الوساطة بين البلدين، لكنه ربما لا يستطيع القيام بهذا الدور في ظل انشغال العراق بالأوضاع الداخلية.
ويرى وسيم أن اللقاء الذي كان يعد له العراق بين وزيري الخارجية بالبلدين، ربما تم تأجيله دون تحديد موعد جديد، وهو ما دفع الجانب الإيراني إلى الحديث عن عدم وجود شروط مسبقة رغبة في استكمال الحوار.
ولفت إلى أن مجموعة من العناصر السلبية دفعت إلى تجميد الحوار أو تراجعه مع حذر متبادل من قبل الطرفين.
وفي مايو/ أيار الماضي، ذكر وزير الخارجية السعودية أن هناك بعض التقدم في المحادثات مع إيران التي يتوسط فيها العراق لكنه ليس كافيا.
وأجرت السعودية وإيران 5 جولات من المحادثات في بغداد حول تطبيع العلاقات المقطوعة وسبل حل الخلافات.
وانقطعت العلاقات بين البلدين في 2016، بعدما اقتحم محتجون السفارة والقنصلية السعودية في إيران، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهمة الإرهاب.
إيران: هناك نهج جديد في السعودية للتفاوض من أجل استئناف العلاقات معنا وهذا أمر مهم
وتسود خلافات عميقة بين طهران والرياض في العديد من الملفات بما في ذلك الملف اليمني، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم القوات الحكومية في مواجهة "أنصار الله" المدعومة من إيران، والتي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
مناقشة