وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن ألمانيا أكبر الخاسرين في الأزمة الأوكرانية حتى الآن، فمشروعات الطاقة مع روسيا "نورد ستريم 1 و2" أنفقت عليها مبالغ واستثمارات كبيرة، حيث كانت تعتمد على 55% من احتياجاتها للغاز من روسيا، والتي تعاقبها اليوم على وقوفها بجانب الولايات المتحدة الأمريكية في العقوبات المفروضة.
وأوضح أن ألمانيا ستدرس بحظر خطوة وضع الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدة تسير من خلالها المعارك في أوكرانيا، لا سيما وأنها ترغب بشدة في أن تذهب بعيدًا عن واشنطن والغرب في هذه المسألة، شأنها شأن فرنسا وإيطاليا، مؤكدًا أن هناك هوة كبيرة بدأت في الاتساع كل يوم بين الولايات المتحدة والأقطاب الرئيسية في أوروبا والذين تضرروا اقتصاديًا وتكبدوا خسائر فادحة بسبب تدخلهم في أوكرانيا.
وأشار إلى أن ألمانيا ومن خلفها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يعلمون جيدًا التمسك الروسي بهذه المسألة، وأن موضوع أوكرانيا محسوم ليس من الآن ولكن منذ سنوات طويلة، والاستفتاءات الأخيرة في المقاطعات التي انضمت لروسيا ومن قبله جزيرة القرم تؤكد هذا التمسك.
وعن محاولة أمريكا توريط ألمانيا بشكل أكبر في المستنقع الأوكراني بهذه الخطوة، قال: "هذا الأمر قد يكون واردًا أيضًا، إلا أن هناك حسابات كبيرة ستدرسها ألمانيا قبل قبولها بذلك، لا سيما في ظل الخسائر التي تتعرض لها كل يوم، وعلمها بأن هذه الخطوة قد تزيد توريطها أكبر من قبل أمريكا".
وكشفت وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن مصادر خاصة أن وزارة الدفاع الأمريكية تستعد لنشر مركز قيادة في ألمانيا لمراقبة وإدارة المعركة في أوكرانيا بالتنسيق مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مصادرها، أن البنتاغون يستعد لنشر مركز مراقبة عن كثب في ألمانيا للتنسيق مع الحلفاء بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأشارت هذه الصحيفة إلى أن هذه الخطة قدمها رئيس القيادة الأوروبية للولايات المتحدة والقائد العام للقوات المسلحة المشتركة لحلف شمال الأطلسي في أوروبا كريستوفر كافولي، ووفقا للخطة سيكون المركز الجديد "تحت القيادة الموحدة" للجنرال الأمريكي الذي سيكون مسؤولا مباشرة أمام كافولي.
وبحسب الصحيفة، من المقرر أن تشمل المهمة نحو 300 شخص سيتمركزون في المقر الأوروبي للجيش الأمريكي في مدينة فيسبادن الألمانية.
واعتبرت الصحيفة أن اتخاذ القرار النهائي بشأن إنشاء وحدة جديدة سيكون في الأسابيع المقبلة، مؤكدة أن القيادة الجديدة تشير إلى أن "الولايات المتحدة تتوقع استمرار تهديد روسيا لأوكرانيا والدول المجاورة لسنوات عديدة".