رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية اليمني يكشف لـ"سبوتنيك": الهدنة قرار إقليمي ودولي سيفرض على الجميع

أكد رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية في اليمن، عبد الكريم السعدي، أن الهدنة في اليمن باتت مطلبا دوليا وإقليميا كبداية لحل الأزمة وإحلال السلام في البلاد.
Sputnik
وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن الهدنة باتت مطلبا دوليا كحل أو كبداية لحل الأزمة في اليمن، والجميع متفق حولها سواء كانت الأطراف الإقليمية التي تدخلت مباشرة في اليمن أو أدواتها، والجميع يعلم أن المجلس القيادي الذي شكلته الرياض بديلا عن الرئيس عبد ربه منصور هادي، جاء في إطار الاتفاق لإحلال السلام، وبالتالي الكل ماضي إلى السلام.
وزير الخارجية اليمني: عازمون على تجديد الهدنة مع الحوثيين
وتابع السعدي، أن "هناك تباينات واختلافات ومصالح تعارضت بين دول الإقليم، قد تكون السبب فيما يحدث الآن، من الحديث عن فشل الهدنة، لكن أظن أن الهدنة لم تفشل ولن تفشل، فالهدنة باتت الآن هي الحل والمخرج الوحيد أو الخطوة الأولى باتجاه إرساء السلام في اليمن، ويبدو أن الدول الإقليمية تقريبا قد اتفقت على ذلك وكذلك الأدوات الداخلية المحلية التي تمثل هذه الدول والتي تدعمها الدول التي صنعتها هذه الدول".
وأضاف رئيس تجمع القوى المدنية، أنه في المحصلة النهائية القرار قرار إقليمي، قرار دولي سيفرض على الجميع، ولا شك أن فترات التوقف ما بين الهدنة والأخرى، ستكون لها انعكاسات، ستكون تلك الانعكاسات على التحالفات وعلى المواقف سواء في الشمال او الجنوب، وعلى الموقف في الجنوب والقوى الجنوبية المتصارعة داخليا، وهو الصراع الذي أعلن عن نفسه وبوضوح في هذه الفترة الأخيرة، والذي يظهر أنه لا حل سوى الصدام أو فرض واقع بالقوة، وهو ما تحاول فرضه الإمارات والانتقالي، أو أن يكون هناك مؤتمر حوار وطني، وهو ما تدعو له كل قوى الجنوب التي شاركت في الثورة وفي معركة تحرير عدن.
وأشار إلى أنه "في النهاية سيكون هناك تدخل سياسي لجمع كل الأطراف، وهو ما نمضي فيه حاليا وما تمضي فيه جميع الأطراف تقريبا، هناك نشاط تشهده القاهرة وبعض العواصم مثل مسقط و بغداد وغيرها من العواصم سواء كانت الأوروبية أو العربية، كل تلك التحركات تصب في اتجاه إرساء قواعد الهدنة و الحوار بين القوى المختلفة سواء في الجنوب أو في الشمال أو بين الجنوب والشمال".
"أنصار الله" تعلن وصول تفاهمات تمديد هدنة الأمم المتحدة في اليمن إلى طريق مسدود
وشدد السعدي، على "أننا سنكون مجبرين بتقبل الواقع كما تريده الأطراف الإقليمية، وليس كما نريد نحن أو كما تتطلبه قضايانا الحقيقة، والقضايا اليمنية اليوم باتت خارج إطار الاهتمامات، وهناك واقع جديد وما نشهده اليوم من بسط نفوذ على منابع النفط ومنابع الغاز التي تفرضه بعض أطراف دول التحالف، وما نشهده من تسويق لهذه الثروات خارج ميزانية الدولة وخارج خطط الدولة أو بقايا الدولة التي يمثلها رشاد العليمي ومجموعته، الذين أثبتوا أن الأمور باتت خارج أيديهم في الحقيقة، كل هذه الأمور تؤكد أننا حتى وإن وصلنا إلى حل من خلال الهدنة، فإذا لم تبن هذه الحلول على اتفاقات وحوارات توافقية بين كل القوى المتصارعة سواء التي أظهرها الدعم الإقليمي أو تلك التي حاربتها قوى الإقليم وحاولت تغطيتها في هذه المرحلة، نتيجة لأنها اختلفت مع تلك القوى، لأنها رفضت التبعية وتمسكت بالوطن وسيادة الوطن وبحدود الوطن".
ولا يرى السعدي أي مخرج للوضع الراهن سوى في حوار شمالي جنوبي يفضي إلى حل قضية الجنوب، و"القضية الحوثية هي التي أوصلت اليمن إلى ما هي عليه، وعدم وجود حلول أو القفز عليها أو محاولة تجاوزها بقضايا أخرى اصطنعناها، فإن أي سلام سيكون "هش" وسيسقط في خلاف يظهر بين القوى المتصارعة".
اتهم الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا، الاثنين الماضي، جماعة "أنصار الله"، بمهاجمة مواقع لقواته في مناطق متفرقة بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، غداة انتهاء هدنة الأمم المتحدة في اليمن وعدم التوصل إلى اتفاق لتمديدها.
وقال الناطق باسم محور الجيش اليمني في تعز، العقيد عبد الباسط البحر، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، إن "الحوثيين استهدفوا بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون مواقع الجيش في مواقع عدة، وحاولوا عقب ذلك التسلل إلى المواقع وخصوصا أسفل عصيفرة ومواقع شرق مدينة تعز، وموقع الدفاع الجوي ومنطقة ماتع غرب المدينة".
يأتي ذلك غداة إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عدم التوصل إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن. مؤكدا استمرار جهوده مع أطراف الصراع في اليمن من أجل ذلك، داعيا الأطراف إلى "الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف".
اليمن.. حكومة "الإنقاذ" تدين تصريحات بريطانيا بشأن تمديد الهدنة
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة