مراقبون يفسرون تداعيات قرار "أوبك+" بخفض إنتاج الخام

اعتبر مراقبون وخبراء اقتصاد أن قرار "أوبك+" اليوم بخفض إنتاج الخام بمقدار مليوني برميل يوميا استجابة لتراجع الأسعار، دليل جديد على فشل الإدارة الأمريكية في ملف الطاقة وتنهي سعيها لزيادة الإمدادات وخفض الأسعار.
Sputnik
ويرى الدكتور محمد الصبان، خبير النفط الدولي السعودي، أن دور تحالف أوبك+ منذ إنشائه هو تحقيق استقرار أسواق النفط، و"إذا ما رأى التحالف أن هناك عدم استقرار وفائض في المعروض وتأثر في الطلب العالمي على النفط نتيجة للتوقعات بحدوث ركود اقتصادي وبالفعل قد دخلت بعض الدول ركودا اقتصاديا نتيجة لارتفاع معدلات التضخم نتيجة للسياسة النقدية المتشددة التي اتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأمريكي برفع متتابع لأسعار الفائدة".
وحسب الصبان، فقد أثر كل هذا تدريجيا في الطلب العالمي على النفط، وأن كان ليس في الأمد القصير، لكن حتما لا بد للتحالف أن يأخذ هذا في الاعتبار.
وتابع:
"لذلك فإن التخفيض للإنتاج تجديد لرسالة تحالف أوبك بأننا جاهزون لاتخاذ الخطوات المناسبة لضبط أسواق النفط وإعادتها إلى الاستقرار".
ومن جانبه، قال الدكتور حسن مقلد خبير اقتصادي ومالي لبناني، إنه منذ بداية الأزمة في المجال الاقتصادي وفي المجال النفطي بالتحديد يسجل خسارات متتالية للإدارة الأمريكية.
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "ذلك تجلى بالبداية بعدم استطاعتهم رفع إنتاج كميات النفط، وبالتالي الضغط لتخفيض أسعاره، وكان هذا التأثير واضحا حتى بزيارة جون بايدن لدول الخليج وعدم الاستجابة لمطالبه".
البيت الأبيض قلق من خفض إنتاج "أوبك"... "كارثة كاملة" للولايات المتحدة
وتابع: "اليوم تفاصيل جديدة تؤكد نهج الخسائر المتتالية لواشنطن، لأن السلاح الاقتصادي أثناء الأزمة التي حدثت في 2014، كان السلاح الاقتصادي هو السلاح الأكثر فعالية ضد روسيا وهو الذي أحدث هبوط في الأسواق المالية الروسية وجعل الحصار عليها، وجعلانه الروبل يسجل مستويات غير مسبوقة".
وأضاف: "أما في الأزمة الحالية 2022 بدا الوضع مختلف تماما، الروبل صار أقوى مما كان، ومن الواضح أن سلاح الطاقة الذي استخدمته روسيا والسلاح الاقتصادي، هو لمصلحة المحور المعادي للولايات المتحدة الأمريكية، اليوم أمريكا تعيش حالة من الفشل الذريع بعد أن بذلت كل ما في وسعها لرفع الإنتاج واستخدمت أيضا كل الطاقات الممكنة لاستخدام الاحتياطيات الاستراتيجية الموجودة لديها".
وأضاف: "رغم ذلك تسجل أسعار النفط ارتفاعات قياسية غير مسبوقة منذ عام 1973 إلى اليوم، وبالتالي اليوم نحن أمام مفصل جديد هو تخفيض الكميات وبالتالي تنعكس على الأسعار، علما أن سعر البرميل كان في حدود 76- 82 دولار، بينما تخطى اليوم الـ 100 دولار أو أقل بعض الشيء".
اللجنة الوزارية لـ"أوبك +" توافق على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا
وأكد مقلد أن "هذا يسجل نجاحات لروسيا وأصدقائها، لكن نظرا لاختلاف موازين القوى اليوم في العالم والذي أحدثته موسكو والذي انتهت به عالم القطب الواحد، وينتظر العالم مرحلة جديدة من التعدد، فميزان القوى المستجد هو الذي أدى إلى عدم استجابة العديد من الدول وخضوعها للابتزازات الأمريكية وبشكل خاص فيما يتعلق بالملف النفطي وهو الأمر الذي يضيف عدم نجاحات للولايات المتحدة الأمريكية بهذا المجال".

وقال الخبير الاقتصادي العراقي، طارق الشيخ، إن من مهام منظمة "أوبك+" هو العمل على استقرار سوق النفط وعدم إرباك الأسواق بإجراءات تكون نتائجها سلبية، تؤدي إلى فقدان التوازن ما بين العرض والطلب في أسعار النفط، وأضرار كبيرة على المستهلك.

وأضاف أن "قرار المنظمة هو مكسب إلى روسيا وخسارة لأمريكا، لكون النتائج سوف تكون مربكة على السوق النفطية، والبيانات والتحليلات لحركة الإنتاج والتسويق النفطي في السوق العالمي لا يتحمل مثل هذا الإجراء، وضرورة إعادة النظر في هذا القرار ضرورة ملحة وعدم اللجوء إلى هكذا خيارات".
مناقشة