ولفت جريفين إلى أن هذا الهجوم، الذي وصفه بالانتحاري، تم دون الحاجة لتدخل الناتو لكنه يأتي في وقت يشهد انخفاض ذخائر الناتو والدروع السوفيتية السابقة.
ورجح المحلل أنه ربما لا توجد صلة مباشرة بين هجوم الجسر وتخريب خط نوردستريم، لأكثر من سبب، أولا: أن ضرب الجسر عملا من أعمال الحرب ضد روسيا، لكن ألمانيا كانت هي المستهدفة من تخريب خط الأنابيب في المقام الأول.
ثانيا: جاء التفجير الانتحاري للجسر على طريقة عمليات "داعش"، وهو ما يعتبر نوعا مختلفا تماما عن العملية البحرية المتطورة للغاية التي قد تجريها القوات البحرية ضد خط الأنابيب.
وأضاف جريفين أن تفجير جسر القرم هو قنبلة تستهدف الشعب الروسي لإغضابه ودفع موسكو للرد الذي يمكن استخدامه كدعاية جديدة لزيادة تدخل الناتو، فيما كان الهدف من انفجارات نوردستريم أن يسلب الألمان فرصة المطالبة بصفقة من شأنها أن تجعل الغاز يتدفق مرة أخرى في الوقت المناسب لإنقاذ مصانعهم من الدمار الكارثي.
وفيما يتعلق بالرد الروسي على استهداف الجسر، يقول جريفين: إنه "نظرا للاقتراب السريع لفصل الشتاء، فإن تدمير قدرة توليد الكهرباء في أوكرانيا لن يضر بنظام كييف فحسب، بل سيضر أيضا بدول الاتحاد الأوروبي التي كانت تعتمد على الكهرباء الرخيصة التي وعدها بها زيلينسكي".
وتابع: "ومع ذلك قد يكون من الحكمة عدم مساس روسيا بالكابلات التي تصل إلى أوكرانيا عن طريق الغرب حتى يبدأ زيلينسكي في المطالبة بنقل كميات هائلة من الكهرباء من الغرب بالإضافة إلى الأموال والأسلحة، ما سيزيد من التوترات داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.
وأكد جريفين أن أفضل رد من روسيا على هجوم الجسر وتفاخر زيلينسكي بـ"إنها مجرد بداية"، هو ببساطة زيادة الضغط الروسي حتى الانتصار في العملية العسكرية، وإلحاق إصابات وأضرار جسيمة بالقوات الأوكرانية وقوات الناتو المرتزقة حيث أنه إذا استمر ذلك لفترة أطول قد يبدأ في تقويض الدعم الأوروبي لقوات الناتو.
واختتم المحلل حديثه بالتأكيد على أن "الهجوم الإرهابي في القرم هو جزء من الصدام بين الغرب وروسيا، لذلك يمكن اعتبار هذا الهجوم جزءا من خطة معقدة لتطور المواجهة بين أوكرانيا وروسيا، كما ينبئ بأن البنى التحتية المدنية أصبحت في مرمى النيران، وفي حال تبني وجهة النظر هذه، فإنه يمكن لمتبنيها اعتبار أن الهجوم على الجسر مرتبط بتخريب خط "نوردستريم".
يذكر أن لجنة التحقيق الروسية أعلنت، اليوم السبت، مقتل 3 أشخاص في حادث تفجير جسر القرم، حيث كان هؤلاء الثلاثة في سيارة تسير بجوار الشاحنة المفخخة التي انفجرت على الجسر وتسببت في تعطل حركة المرور عليه.