هيئة بمجلس القيادة اليمني تطالب بإعادة النظر في اتفاق ستوكهولم مع "أنصار الله"

دعت هيئة استشارية في مجلس القيادة اليمني، اليوم السبت، إلى إعادة النظر في اتفاق ستوكهولم الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" لإيقاف القتال في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، أواخر 2018.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. جاء هذا في بيان هيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس القيادة، والذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية.
الحكومة اليمنية تؤكد أن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع "هجوم الحوثي الذي استهدف ميناء الضبة النفطي"
وقال البيان إن "استهداف ميناء تصدير النفط في الضبة في محافظة حضرموت، وميناء النشيمة في محافظة شبوة، يعد تقويضاً حقيقياً لمساعي إحلال السلام، وتأكيداً جديداً على أن الحوثيين لا يرغبون في السلام وإنهاء الأزمة والاستفادة من الجهود الإقليمية والدولية من أجل الهدنة".
وأضاف أن "الحوثيين يتعمدون استهداف البنية التحتية والنفطية لحضرموت وشبوة وعموم اليمن، لدفع الوضع الاقتصادي والإنساني إلى مزيد من التدهور، بدلاً من تخفيف آثار الحرب التي فرضوها".
وتابعت: "ندعو مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى إعادة النظر في اتفاق ستوكهولم الذي لم يبقِ الحوثيون أي فرص أو نوايا حقيقية للالتزام بمضامينه، وكونه (تقصد الاتفاق) قد منحهم فرصة للبقاء على حساب شعبنا ومستقبله".
وأشارت هيئة التشاور والمصالحة اليمنية، إلى "ضرورة إعادة النظر في ملف الهدنة وطريقة التعاطي معها".
واعتبرت أن "الحوثيين يستغلون موقف مجلس القيادة والحكومة الشرعية الداعم لفرص السلام بينما ينفذون اعتداءاتهم وجرائمهم الإرهابية دون توقف"، على حد قولها.

يأتي ذلك غداة تبني جماعة "أنصار الله"، استهداف ميناء الضَّبة في محافظة حضرموت، بعملية وصفتها بـ "التحذيرية"، وذلك بعد أيام من انقضاء هدنة الأمم المتحدة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دون التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المعترف بها دولياً لتمديدها.

وقال متحدث باسم قوات جماعة "أنصار الله" العميد يحيى سريع، في بيان عسكري عبر "تويتر"، إن "القوات المسلحة نفذت ضربة تحذيرية بسيطة لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت".
وأضاف أنه: "تم التعامل مع السفينة بإجراءات تحذيرية حرصنا من خلالها على الحفاظ على سلامة وأمن البنية التحتية لليمن وأمن السفينة وطاقمها".

وجدد المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، "التحذير لكافة الشركات بالامتثالِ الكامل لقرارات السلطة في صنعاء بالابتعاد عن أي مساهمة في نهب الثروة اليمنية".

وكان مصدر في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، أفاد حينها لوكالة "سبوتنيك"، بأن طائرتين مُسيرتين استهدفتا محيط الناقلة ”Nissos kea” أثناء رسوها في ميناء الضبة النفطي "15 كم شرق مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت"، لتحميل نحو مليوني برميل من الخام المنتج من حقول نفط المسيلة غرب حضرموت.
مقتل 4 جنود من قوات "الانتقالي الجنوبي" إثر تفجير آليتهم العسكرية في اليمن
وذكر المصدر أن الناقلة النفطية انسحبت بعد الهجوم إلى عرض البحر دون تحميلها كميات الخام.
ويأتي الهجوم عقب أيام من إعلان جماعة "أنصار الله"، مطلع أكتوبر الجاري، إبلاغ الشركات النفطية في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية بأن عليها إيقاف عمليات التصدير رداً على ما تعتبره الجماعة استحواذ الحكومة على إيرادات النفط والغاز وعدم توجيهها في دفع رواتب الموظفين الحكوميين.
وأعلنت "أنصار الله"، مطلع أكتوبر الجاري، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية، فيما يتمسك مجلس القيادة الرئاسي اليمني بدفع رواتب الموظفين من رسوم دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة غرب اليمن.
وتوصلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، خلال جولة مفاوضات السلام التي استضافتها العاصمة السويدية ستوكهولم، أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2018، إلى اتفاق بشأن الحديدة، تضمن إعادة الانتشار المشترك للقوات من مدينة الحديدة وموانئها، الحديدة والصَليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، إلا أن الاتفاق لم ينفذ بسبب خلافات بين الجانبين حول تفاصيله.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة