مجتمع

وباء الكوليرا ينتشر في بلدات لبنانية وسط انهيار القطاع الصحي

يشهد لبنان ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بوباء الكوليرا، وسط تحذيرات ودعوات للحد من انتشاره، في ظل الانهيار الاقتصادي الذي انعكس سلبا على القطاع الصحي.
Sputnik
وقد أدى الانتشار إلى تسجيل 287 حالة مثبتة و 11 حالة وفاة بحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية، والقلق الأكبر يبقى من تفشي الكوليرا في مختلف المناطق وسط تراجع كبير للخدمات الأساسية في البلاد.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تفشي أزمة صحية جديدة في لبنان، مع تسجيل إصابات بالكوليرا.
وسجلت بلدة ببنين في عكار شمالي لبنان انتشارًا واسع النطاق بين المواطنين واللاجئين السوريين المقيمين في البلدة.
بهذا السياق قال المدير الطبي في مستشفى "حلبا" الحكومي الطبيب أحمد حسين لـ"سبوتنيك" إن "مستشفى حلبا هي المستشفى الوحيدة في عكار على مستوى المحافظة المجهزة لاستقبال مرضى الكوليرا، لدينا في المستشفى بحدود ال 60 مريض حاليًا، 12 منهم في العناية الفائقة".
وأوضح أنه "بما يخص المستلزمات الطبية فنحن نجود بالموجود، والأكيد أن هذا الوباء جديد ومهما كان يبقى النقص موجودًا، لا يوجد أحد مجهز لهذه الأمور، والآن نجهز قسم جديد ونشارك في افتتاح مستشفى ميداني في بلدة ببنين لإسعاف الحالات التي لا تحتاج دخول إلى المستشفى".
وأشار حسين إلى أن "المرضى يصلون إلى المستشفى بوقت متأخر، أجسامهم تكون جافة من السوائل والزلال لديهم مرتفع والأكيد أن البعض منهم يكون لديهم أمراض مزمنة وهناك إهمال بشكل عام"، لافتًا إلى أن "أول حالتي وفاة في المستشفى كانت لشاب سوري وصل إلى المستشفى جسمه جاف من السوائل، وأيضًا رضيع سوري عمره 6 أشهر عائلته أهملته ولم نستطع القيام بأي شيء نتيجة جفاف جسمه".
مخاوف من انتشار أوسع للكوليرا في لبنان بعد اكتشاف عدة حالات
كما أكد أن "هناك مرضى لبنانيين وسوريين وفلسطينيين مصابين بالكوليرا في منطقة ببنين وضواحيها"، معتبرًا أن "الانتشار حاليًا محصور في ببنين وضواحيها، 90% من الحالات من هذه المنطقة".
أما عن العوارض وطرق الوقاية فأكد حسين أن "الإسهال الحاد من أبرز العوارض للكوليرا التي تصلنا والذي لا يتوقف، ويجب التركيز على المياه النظيفة وعدم شرب المياه غير معروفة المصدر، وللأسف 90% من الخضار تروى بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى غسل اليدين والوقاية في المدارس والجامعات".
ولفت إلى أنه "لم يعد بالإمكان استقبال عدد أكثر من الحالات في المستفى، لدينا 60 مريض الآن ولا يمكننا استيعاب حالات أكثر من ذلك ولكن إذا جهزنا القسم الجديدة فسيستوعب حوالي ال 50 مريض، والحالات الإضافية التي تأتينا الآن نقدم لها الإسعافات الأولية في الطوارئ وأكثر من ذلك لا يمكننا استقبال المرضى".
من جهته، قال نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون ل"سبوتنيك" إن "القطاع الصحي مجهز إذا حدث تفشي للكوليرا ولكن ليس على المستوى الكبير، نستطيع أن نستوعب مئات الحالات وليس الآلاف، والأدوية مؤمنة للأطفال وغرف العزل موجودة، وحتى الآن الوضع ممسوك".
لبنان يعلن تسجيل أول حالة وفاة بالكوليرا
وأكد أن "وضع القطاع الصحي سيء جدًا، الكثير من المرضى غير قادرين على الدخول إلى المستشفيات، الوضع سيء والمرضى ليس باستطاعتهم المعالجة في المستشفيات ويأتون إلى المستشفيات بحالات سيئة".
وأشار هارون إلى أن "كلفة علاج الكوليرا نسبيًا ليست مرتفعة، ووزارة الصحة أخذت على عاتقها هذا الأمر، ولن نترك المشكل المادي يمنع دخول المرضى إلى المستشفيات وهو وضع خاص والجميل أن نقوم بواجباتنا تجاه المرضى".
مناقشة