العالم يتوصل إلى اتفاق بيئي تاريخي دون أمريكا... ودول إفريقية تصفه بـ"الانقلاب"

توصلت حكومات العالم إلى اتفاقية جوهرية وحاسمة لوقف تدمير النظم البيئية للأرض، والتي يبدو أنها فرضت من قبل الصين، متجاهلة اعتراضات بعض الدول الإفريقية.
Sputnik
جاء الاتفاق، بعد أكثر من أربع سنوات من المفاوضات، والتأخيرات المتكررة بسبب جائحة "كوفيد 19"، والمحادثات التي استمرت حتى ليلة الأحد في مونتريال، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ووقعت ما يقرب من 200 دولة – ليس من ضمنها الولايات المتحدة أو الفاتيكان - اتفاقية مؤتمر التنوع البيولوجي "كوب 15"، الذي استضافته كندا والصين بشكل مشترك، لوضع البشرية على طريق العيش في وئام مع الطبيعة بحلول منتصف القرن.
في جلسة عامة استثنائية، بدأت مساء الأحد واستمرت أكثر من سبع ساعات، تجادلت البلدان حول الاتفاقية النهائية، وبحلول الساعة 3:30 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، صدرت الأخبار عن إبرام اتفاق.
بدا أن مفاوض جمهورية الكونغو الديمقراطية عرقل الصفقة النهائية التي قدمتها الصين، وأخبر الجلسة العامة أنه لا يمكنه دعم الاتفاقية في شكلها الحالي لأنها لم تنشئ صندوقا جديدا للتنوع البيولوجي، منفصل عن صندوق الأمم المتحدة الحالي، مرفق البيئة العالمي.
خبير بيئي يؤكد لـ"سبوتنيك" أن التحالف الدولي لمواجهة الجفاف خطوة جيدة في وجه التغيرات المناخية
الصين والبرازيل وإندونيسيا والهند والمكسيك هي أكبر المتلقين لتمويل مرفق البيئة العالمي، وبعض الدول الأفريقية أرادت المزيد من الأموال للبقاء كجزء من الصفقة النهائية.
ومع ذلك، بعد لحظات، أشار وزير البيئة الصيني ورئيس "كوب 15"، هوانغ رانشيه، إلى الانتهاء من الاتفاقية والموافقة عليها، فانفجرت الجلسة العامة بالتصفيق، لكن أعرب المفاوضون من الكاميرون وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية عن شكوكهم في إبرام الاتفاق.
وقالت جمهورية الكونغو الديمقراطية إنها اعترضت رسميا على الاتفاقية، لكن محامي الأمم المتحدة قال إنها لم تعترض. وصف مفاوض الكاميرون الاتفاقية بأنها "احتيال"، فيما قالت أوغندا إنه كان هناك "انقلابا" ضد "كوب 15".
وسط انخفاض أعداد الحشرات، وتحمض المحيطات المليئة بالنفايات البلاستيكية، والاستهلاك المفرط لموارد الكوكب حيث يزداد سكان البشرية ثراء ويتجاوزون 8 مليارات، يمكن أن تعني الاتفاقية، في حالة تنفيذها، تغييرات كبيرة في الزراعة وسلاسل التوريد التجارية ودور المجتمعات الأصلية في الحفاظ على البيئة.
تتضمن أهداف الاتفاقية حماية 30% من كوكب الأرض من أجل الطبيعة بحلول نهاية العقد، وإصلاح 500 مليار دولار من الإعانات الضارة بيئيا، واستعادة 30% من المياه الأرضية والداخلية المتدهورة على كوكب الأرض، والنظم البيئية الساحلية والبحرية.
كما اتفقت الحكومات على اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انقراض الأنواع التي يُعرف أنها مهددة بفعل الإنسان ولتعزيز تعافيها، حيث تأتي الاتفاقية بعد تحذيرات علمية من أن البشر يتسببون في بدء الانقراض الجماعي السادس على الأرض، وهو أكبر خسارة في الأرواح منذ زمن الديناصورات.
مناقشة