راديو

استقطاب أفريقيا والمنطقة العربية للدول الكبرى وتوازن علاقاتها مع الصراع المتزايد بين واشنطن وبكين

حالة من الاستقطاب تعيشها المنطقة العربية والقارة الأفريقية، في ظل المتغيرات الدولية على المستوى السياسي والاقتصادي، تحققت مع زيارات زعماء الدول الكبرى وعقد لقاءات وقمم مشتركة، لتعزيز التعاون الاقتصادي والشراكة التجارية.
Sputnik
محاور عدة ونقاط مختلفة كانت محل نقاش العرب مع الصين تارة، والولايات المتحدة تارة أخرى، إذ يسعى الجانبان لإثبات قدرتهما على جذب الدول العربية لها والتمترس خلف مصالحها التي بنت علاقتها معها على أساسها، سواء الاقتصادية أو الاستراتيجية أو حتى العسكرية.
الأفارقة كذلك عقدوا لقاءات مع الولايات، بعد ثمان سنوات من أول قمة مع الجانب الأمريكي، في عهد باراك أوباما، حاولت فيه واشنطن أن تعطي بعض الآمال لزعماء القارة في مستقبل مخلوط بتطلعات جدية للأمريكيين في القارة السمراء.
وأشار عضو مجلس الشورى السعودي، فايز الشهري، إلى التوازن في العلاقات الدولية بين العالم العربي، وبين الأقطاب العالمية والدول العظمى، موضحا أن القمم العربية الصينية لا تعطي أي انطباع بالانحياز تجاه طرف دون آخر.
وأوضح أن هذه القمم تراعي المصالح والظروف السياسية الراهنة، والبحث عن توسيع لهذه المصالح وتنوعها، مؤكدا أن القمم تعزز المصالح في المستقبل وتقرأ خارطة القوى والتحولات في العالم وهو ما يتماشى أيضا مع رؤية المملكة 2030.
فيما قالت خبيرة الشؤون الأفريقية ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أماني الطويل، إن الصراع على أفريقيا مرتبط بمستقبل النظام الدولي؛ فالآن، القوة الروسية الصينية في عالم اليوم تهدد الهيمنة الأمريكية بالطبع، وهي شراكات بالفعل لها عمق تاريخي ومستقبل واعد وقوي.
وأضافت أن الموارد الأفريقية تحدث الفرق بالطبع، لأن الموارد في النهاية هي آلية صعود الاقتصادات ومؤشرات قوة الدولة، وبالتالي كل توسع في أفريقيا يشكل مهددات للوجود الأمريكي سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومن ثم فاحتدام المنافسة يتسبب أيضا في تأجيج مزيد من الصراعات والاستقطابات.
من جهته، يرى خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات، أحمد سيد أحمد، أن النظام الدولي الحالي يشهد حالة من الاستقطاب بين الدول الكبرى.
وأوضح أن هناك صراعا استراتيجيا على بنية النظام الدولي، حيث تسعى الولايات المتحدة للتمسك بالأحادية القطبية، في المقابل تسعى روسيا والصين إلى إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب باعتبار أنه يؤدي إلى الاستقرار وتحقيق التوازن.
ولفت إلى أن المنطقة العربية تبرز على أنها أحد ساحات التنافس بين القوى الكبرى مع الانفتاح عليها وعقب قمم متعددة من الزعماء العرب، ما يعكس الأهمية الكبرى لها على عدة مستويات.
للمزيد تابعوا لقاء سبوتنيك.
إعداد وتقديم عبدالله حميد وأحمد أحمد
مناقشة