خبراء: "داعش" أصبح فصيلا متقدما لـ"بلاك ووتر" في سوريا

أكد محللون سوريون أن ميليشيا "قسد" تسعى بالتنسيق مع واشنطن إلى إشغال الجيش العربي السوري في منطقة البادية بالتزامن من أنباء عن انسحاب القوات التركية من الشمال السوري.
Sputnik
وحذر المحللون من أن "قسد" بدأت تحضر بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية لتنفيذ سيناريو مشابه لما حصل في سجن غويران من إطلاق لسجناء من تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدة دول أخرى) بهدف تنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية تستهدف المدنيين والعسكريين السوريين.
وأوضح المحللون أن الاستهداف المتكرر للمنشآت النفطية السورية والعاملين فيها يهدف إلى إنهاك الدولة السورية وتحريض الشعب السوري عليها بسبب تفاقم أزمة الطاقة التي تمر بها البلاد.
"داعش" فصيل متقدم لـ "بلاك ووتر"
في هذا السياق أوضح الخبير العسكري السوري اللواء محمد عباس أن "تنظيم داعش يعتبر فصيلا متقدما لشركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية وقد حاول في مرحلة ما من الحرب أن يحقق انتشارا أفقيا لكن سوريا وبمساعدة الأصدقاء والحلفاء استطاعت أن تمنع هذا التنظيم الإرهابي من تحقيق أهداف الولايات المتحدة".
وتابع عباس: "تمارس ميليشيا قسد دورها كحاضنة للإرهاب الأمريكي في المنطقة وهي تقوم بسرقة النفط في منطقة الجزيرة (شرق نهر الفرات) بهدف إنهاك الدولة السورية ولتحقيق أحلامها الانفصالية التي تتطابق مع التطلعات الأمريكية بأن تكون هذه المنطقة مقدمة لكردستان جديد يتكامل مع كردستان العراق بهدف إنشاء كيان كردي جديد".
برلماني سوري: واشنطن أطلقت "داعش" مجددا لعرقلة التقارب السوري التركي
وتعليقا على العمل الإرهابي الذي استهدف حافلات العاملين في حقل التيم النفطي قال عباس:
"هذا الاستهداف يمثل إحدى أدوات حرمان سوريا من إمكاناتها النفطية المحدودة أصلا لتعقيد الحياة على المواطن وتحريضه المواطن ضد دولته، ويتزامن ذلك مع الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو بين وزراء دفاع سوريا وتركيا برعاية روسية والذي يهدف إلى تنسيق التعاون التركي السوري المشترك لمواجهة حقيقية للإرهاب ولإنهاء الوجود التركي في الجغرافيا السورية، فالولايات المتحدة تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة بخلاف ما تسعى إليه روسيا لضمان الأمن والاستقرار في سوريا وإخلائها من الوجود الأمريكي".
المقاومة الوطنية تتصاعد
وأضاف اللواء عباس: "تسعى واشنطن إلى بقاء سوريا في حالة من الإنهاك الاقتصادي حيث يواجه الشعب السوري اليوم حالة من العوز المطلق للغذاء والدواء والوقود اللازم للتدفئة والاستخدام المنزلي وللصناعة ولحركة وسائل النقل ولمحطات توليد الكهرباء، فالولايات المتحدة تعول على أن هذه الظروف ستنتج تمردا على الدولة يعيد سوريا إلى المربع الأول عام 2011 ويضيع جهود روسيا في مواجهة الإرهاب في سوريا".
وأكمل عباس حديثه قائلا: "يتزامن هذا الاعتداء مع صدور ما يسمى "قانون الكبتاغون" الذي يتيح لواشنطن استهداف مصانع ومستودعات الأدوية والسماد الأزوتي في سوريا، فالولايات المتحدة اليوم تسعى لخنق المواطن السوري والدولة السورية، ورغم كل ذلك بدأت تتصاعد المقاومة الوطنية السورية في المنطقة الشرقية والتي أثبتت كفاءتها واستطاعت أن تكبد العدو الأمريكي ومرتزقته خسائر كبيرة، وسيكون هذا السيناريو مقدمة لطرد الاحتلال الأمريكي ولإخراج الإرهابيين من جيوش أمريكا البديلة سواء كان اسمها "داعش" أو "قسد" أو "جبهة النصرة" أو غيرها".
بيانات قيادات "قسد" تثير الاستغراب
بدوره أوضح الباحث السياسي، مهند الحاج علي، عضو مجلس الشعب السوري السابق أن ميليشيا "قسد" تحضر بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية لسيناريو على غرار ما حصل في سجن غويران بالحسكة لإطلاق سجناء من تنظيم "داعش" الإرهابي وتنفيذ أعمال إرهابية جديدة في سوريا وقال: "منذ إطلاق الإعلان عن بدء العملية العسكرية التركية، التي كان يخطط لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أنه سيقوم باحتلال شريط حدودي بعمق 30 كيلومتر ضمن الأراضي السورية امتدادا من شمال حلب وصولاً إلى الحدود السورية- العراقية، لفتني شخصيا تصريحات وبيانات لقيادات ميليشيا "قسد" بين فينة وأخرى، حيث حذرت هذه القيادات من أن هذه العملية ستؤدي إلى إطلاق عشرات آلاف من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي المحتجزين لدى سجون "قسد".
الجيش الأمريكي يعلن استئناف عملياته ضد "داعش" في سوريا
وأضاف الحاج علي: "في إحدى المرات أصابت إحدى القذائف سجناً في محيط الرقة وفوراً ادعت ميليشيا "قسد" أن القذيفة التي أدت إلى مقتل عدد من عناصرها وأصابت حارس هذا السجن ستؤدي إلى فرار عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وأعتقد أن الموضوع ليس بهذا الشكل الذي تطرحه ميليشيا "قسد" إنما هي تحضر لفيلم هوليودي آخر تقوم به هذه الميليشيا بالتعاون مع المخابرات الأمريكية على غرار ما حصل في سجن غويران في الحسكة منذ عدة أشهر عندما فر عدد من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي".
وقال الباحث السياسي السوري: "نحن نتوقع بكل بساطة أن تقوم ميليشيا "قسد" بإطلاق عناصر من داعش لشن بعض العمليات العسكرية ضد وحدات الجيش العربي السوري أو ضد العمال السوريين في حقل "التيم" النفطي كما حدث منذ يومين، بهدف إشغال الجيش العربي السوري عن أمور أخرى، حيث يتحضر للدخول إلى المناطق في شمال حلب وحتى في محافظة إدلب، ولذلك هم يريدون إشغاله في معارك في البادية السورية وهذا لن ينجح بكل تأكيد، والمقاومة الشعبية بإذن الله سوف تتكفل بهذا المشروع، قد تحدث بعض الخروقات لكنها لا تشكل خطراً على العملية العسكرية التي سيقوم بها الجيش العربي السوري بعد خروج الجيش التركي مباشرة لملء هذا الفراغ وإعادة السيطرة والأمن والأمان إلى المناطق السورية المحتلة".
"قسد" تنتقل من الترغيب إلى الترهيب
وحول سعي ميليشيا "قسد" إلى جذب أبناء العشائر العربية إلى صفوفها في منطقة الجزيرة السورية قال الحاج علي: "بكل تأكيد هناك استراتيجية لاستهداف المكون العربي في قسد من ناحية الاستقطاب، وهذا الاستقطاب أتى في البدايات للتسويق لميليشيا قسد بأنها تحارب تنظيم "داعش" الإرهابي وحصلت على بعض الالتفاف حيث الجيش العربي السوري في تلك الفترة كان مشغولاً آنذاك بتحرير ريف حماة وحمص وريف دمشق وريف حلب واستغلت "قسد" هذه الفرصة وسوقت لها الدعاية الأمريكية على أنها المخلص من تنظيم "داعش" الذي كان يحتل منطقة الرقة تحديداً وصوروا أفلاما هوليودية عن معارك وهمية واعتقلوا الآلاف من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، أمر يطرح تساؤلاً عن كيفية اعتقال الآلاف وزجهم في السجون بهذه البساطة لو لم يكن هناك تواطؤ من تنظيم "داعش" الإرهابي مع المشغل الأساسي الأمريكي بأن يسلم عناصره لميليشيا قسد".
محللون يتساءلون عن أسرار الفشل الأمريكي "المقصود" بتحييد "داعش" في سوريا
وأردف الباحث السوري: "بعد فترة بدأت تتضح الممارسات الفعلية لهذا التنظيم تجاه أبناء الجزيرة السورية، حيث لجأوا مؤخرا إلى المنطق الآخر في الاستقطاب بعد أن اعتمدوا أسلوب الترغيب لفترة، وانتقلوا إلى الترهيب من خلال حرق المحاصيل الزراعية وفرض الإتاوات على المكون العربي وتعطيل الأعمال، وبالتالي أصبح المواطن السوري في تلك المنطقة لا يستطيع أن يؤمن قوت يومه إلا إذا حمل بندقية ووقف على الحاجز وقاتل مع ميليشيا "قسد"، أو ساعدها بأي وسيلة أخرى".
تفعيل البعد الطائفي والتهجير الديموغرافي
وتابع الحاج علي: "اليوم نعلم أن "قسد" ومن خلفها المخابرات الأمريكية تريد تفعيل البعد الطائفي في هذا الموضوع واستخدمت أيضاً أسلوب التهجير الديموغرافي من خلال الهجوم على المكونات العربية في بعض القرى وطردها منها ليحل محلها عوائل من ميليشيا "قسد" وجعلهم يحتلون تلك المناطق وبالتالي أصبح أبناء باقي المناطق يخشون سطوة قسد".
واستطرد: "منذ عامين تقريبا حدثت انتفاضة ضد هذا التنظيم في ريف دير الزور الشمالي الغربي وقام الأهالي بطرد عناصر من "قسد" خارج قراهم وحينها استعانت "قسد" بطائرات الأباتشي الأمريكية لإعادة السيطرة على تلك المناطق".
وختم عضو مجلس الشعب السوري السابق حديثه بالقول: "ميليشيا "قسد" تستخدم الترهيب الاقتصادي والأمني من أجل دفع الناس إلى الانخراط في صفوفها، ونحن نعلم أنهم في البداية والنهاية لا يحق لهؤلاء التحدث باسم الأكراد السوريين، فليس جميع الكرد في سوريا مع ميليشيا "قسد" الإرهابية، بل إن البعض منهم هم ضباط في الجيش العربي السوري ويقاتلون تنظيم "جبهة النصرة" في محافظة إدلب، لذلك لا يحق لـ"قسد" أبداً أن تتحدث باسم الكرد السوريين".
وكانت وسائل إعلام سورية قد أفادت صباح يوم الجمعة الماضي بمقتل وإصابة عشرات العمال جراء استهداف حافلة تقلهم في حقل التيم النفطي في دير الزور.
وذكرت وكالة "سانا" نقلا عن مراسلها أن الانفجار الإرهابي أدى إلى مقتل 10 عمال وإصابة 2 آخرين بعد استهدف 3 حافلات تقل العاملين في حقل التيم النفطي في دير الزور.
وفي السياق ذاته، قال وزير النفط والثروة المعدنية السورية، المهندس بسام طعمة، في اتصال هاتفي مع القناة السورية إن "الشعب السوري يعاني من أزمة نفطية والاحتلال الأمريكي عبر أدواته ومجموعاته الإرهابية يريد قطع الجزء النفطي المتوفر الذي يؤمن الحد الأدنى من احتياجات الشعب السوري، ولذلك قاموا بهذا الاعتداء السافر على سيارات تبديل ورديات العاملين في حقل التيم بشركة الفرات".
مناقشة