وتعليقًا على زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لموسكو، اليوم الثلاثاء، "إن الزيارة جاءت بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وما تحدثت عنه بعض التقارير حول استضافة القاهرة محادثات بين الجانب الروسي والأمريكي بشأن "معاهدة ستارت" في 29 نوفمبر، لكن الزيارة لم تكن طارئة، وأنها مبرمجة منذ فترة".
وتابع السفير المصري السابق أن العلاقات بين البلدين تاريخية واستراتيجية مهمة تستوجب التشاور الوثيق على هذا المستوى بشكل منتظم، وهو الواقع الحالي.
ولفت إلى أن مصر الأكثر تأثرا بالأزمة الحالية باعتبارها الأكثر استيرادا للحبوب من البلدين، بجانب التداعيات المالية الأخرى، وأنها تنظر لروسيا على أنها شريك اقتصادي واستراتيجي وسياسي مهم باعتبار ارتباطها بالملفات الحيوية التي تهم مصر في ليبيا والسودان وسوريا.
وشدد على دور روسيا الحيوي والأساسي في منطقة الشرق الأوسط والعربية عموما، وأن موسكو أظهرت قدرا كبيرا بشأن تفعيل دورها في المنطقة.
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في المنطقة العربية والشرق الأوسط في إطار السلام والاستقرار، لفت إلى أن مكانة روسيا وعلاقتها بالدول الكبرى في المنطقة ومنها مصر والسعودية والإمارات، يحقق ذلك الدور المتوازن والموضوعي، ويكفل لروسيا دورا نشطا في العديد من ملفات المنطقة.
وبشأن إمكانية التعامل بالعملات الوطنية بين البلدين، قال إن "جميع الدول تسعى ليكون لديها نسبة من مبادلاتها التجارية مع العالم الخارجي تسوى بالعملات المحلية والوطنية، خاصة أن جميع الدول تأثرت من سياسيات البنك الفيدرالي الأمريكي وارتفاع التضخم".
ويرى أن المسعى الروسي لتسوية التبادلات التجارية بالروبل هو محل اهتمام من العديد من الدول بما فيها مصر، كما هو الحال بالنسبة للهند والصين ودول أخرى.
وعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره المصري سامح شكري، مؤتمرا صحفيا في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الثلاثاء، بعد جلسة مباحثات تضمنت بحث العلاقات الثنائية وقضايا عالمية.
وصرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنه تلقى من وزير الخارجية المصري سامح شكري "رسالة محددة" من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن أوكرانيا، الذي التقى بالوزير المصري في القاهرة قبل يومين.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في موسكو، اليوم الثلاثاء: "قال السيد الوزير (خارجية مصر) إنه نقل رسالة معينة من وزير الخارجية بلينكن الذي كان في زيارة للقاهرة مؤخرا. وأنا أؤكد ذلك. لقد قلنا دائما إن روسيا مستعدة للاستماع إلى أي اقتراح جاد، أؤكد هذه الكلمة، الاقتراح الذي يهدف إلى حل الوضع الحالي برمته في سياقه الشامل، وفي هذا الصدد، سمعنا مرة أخرى رسالة نقلت من خلال الوزير مفادها بأن على روسيا أن تتوقف، ويجب أن تغادر، وبعد ذلك سيكون كل شيء على ما يرام".