البرلماني المغربي محمد غياث: لا مناص من تغيير وتنويع الحلفاء الاستراتيجيين للمغرب

رئيس "التجمع الوطني للأحرار"، البرلماني المغربي محمد غياث
قال رئيس "التجمع الوطني للأحرار"، البرلماني المغربي محمد غياث، اليوم الجمعة، إن "العلاقات المغربية الإسبانية بدأت تتحرك ‏مباشرة، بتجاوز فترة عصيبة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".‏
Sputnik
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسباني على رأس وفد وزاري هام للمملكة لها أهمية خاصة، إذ أنها أول زيارة رسمية بعد الانعطافة الدبلوماسية الإسبانية، التي عكست اعتراف الدولة الإسبانية بالمقترح المغربي حول الصحراء، وطي صفحة الخلافات الطويلة والمفتعلة".
وشهدت أعمال القمة الإسبانية - المغربية، المنعقدة في الرباط، أمس الخميس، توقيع الجانبين على 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون الثنائي، والتنظيم، والبنى التحتية والتعليم ومجالات أخرى.
وأكد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، في كلمة له خلال فعاليات القمة، أن عقد القمة المغربية - الإسبانية، يأتي في ظروف خاصة بعد زخم في مستوى العلاقات، لافتا إلى أن التعاون بين البلدين يهدف إلى مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتعزيز العلاقات.
رئيس "التجمع الوطني للأحرار"، البرلماني المغربي محمد غياث
ولفت البرلماني المغربي، إلى أن "المواقف الإيجابية التي أعلنت عنها إسبانيا بخصوص وحدتنا الترابية، لا يمكن اعتبارها سوى خطوات في المسار الصحيح، خصوصا وأنها تقترن بأفعال وقرارات دبلوماسية، كما وقع مع رفض نواب الحزب الاشتراكي الإسباني التصويت على القرار المتهور والرخيص للبرلمان الأوربي بشأن أوضاع حقوق الانسان ببلادنا، وهو ما تعيد لبلادنا الثقة في الشريك الأوربي".
ويرى أن "العلاقة الجديدة تحتاج إلى تثبيت وتحصين من المساومات والمؤامرات، وإلى أن تنعكس بالإيجاب على العلاقات الاقتصادية والأمنية والجيواستراتيجية بين البلدين".
وأشار إلى انعكاس هام لاستئناف الخطوة على ملف الصحراء، متابعا: "أن يصدر موقف الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي عن الدولة الإسبانية بثقلها الدبلوماسي وحمولتها التاريخية، ودورها كآخر دولة كانت مستعمرة لأقاليمنا الصحراوية، ورمزيتها السياسية، بالنظر إلى أن قضية الصحراء المغربية، ظلت دائما موضوعا للاستثمار السياسي والانتخابي، لدى جميع الأحزاب السياسية من اليمين إلى أقصى اليسار، وما حدث أكبر من إنجاز".
وفيما يتعلق بتأثير زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى الرباط والاتفاق على خريطة طريق بين البلدين، أوضح البرلماني المغربي، محمد غياث، أن "الزيارة الرفيعة التي توّجت بمكالمة هاتفية ملكية ودية، سيكون لها تأثيرات إيجابية على المستويات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية في سياق إقليمي متوتر".
ولفت إلى أن "الزيارة التي أكدت من جديد الموقف الإسباني المؤيد لمقترح الحكم الذاتي، برهنت على مقولة الملك محمد السادس بـ"أن المنظار الذي ينظر به المغرب في علاقته الدبلوماسية هو الموقف من قضية الصحراء المغربية".
وبدأت الأزمة بين البلدين إثر دخول أمين عام جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إسبانيا في نيسان/ أبريل 2021، من أجل العلاج، ما أدى إلى تصعيد الموقف بين البدين لمستوى غير مسبوق على المستوى السياسي.
وأشار غياث إلى أن "المواقف الإسبانية الأخيرة تجعلها بديلا استراتيجيا موثوقا داخل الاتحاد الأوربي في ظل تذبذب مواقف حليف تقليدي وهي فرنسا، وأنهلا مناص من تغيير وتنويع الحلفاء الاستراتيجيين لبلدنا".
بعد ثماني سنوات... اجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا
وتابع: "بالتبعية ليس من الحكمة تأمين المستقبل الدبلوماسي لبلدنا، على المدى المتوسط والبعيد فقط بتحالف مع فرنسا، التي تضع قدما هنا وأخرى هناك مع خصوم وحدتنا الترابية، وبلدنا من حقها أن تدافع عن نفسها تجاه مغامرات وغموض فرنسا، وتبحث عن شراكات قوية بديلة تتحقق من خلالها مصالح منشودة".
وشدد على أن "إسبانيا يمكن أن تكون بديلا حقيقيا وقويا وموثوقا ومستقرا في قرارها، وأن المقارنة بين الموقف الفرنسي الغامض والموقف الإسباني الواضح غير ممكنة".
وحققت التبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا رقما قياسيا خلال سنة 2021، إذ ذكر المكتب الاقتصادي والتجاري بسفارة إسبانيا في الرباط، أن التبادلات التجارية بين البلدين بلغت حوالي 16.8 مليار يورو خلال العام الماضي؛ وهو ما يعادل 180 مليار درهم.
مناقشة