على وقع أزمة الزلزال... خبراء يتوقعون مساعدات عربية لسوريا دون تأثير على طبيعة العلاقات

توقع عدد من الخبراء الاستراتيجيين أن تؤدي كارثة الزلزال إلى مزيد من التقارب التركي السوري في حين استبعدوا حدوث حلحلة في العلاقات الخليجية مع سوريا وسيقتصر الدعم على الحالة الإنسانية المؤقتة.
Sputnik
ففي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري اللواء رضا شريقي، إن "هذه الأحداث إنسانيا ووجدانيا تجعل التقارب بين الشعبين واقعا، وتجعل التقارب بين السياسيين تجاوبا مع الواقع الاجتماعي واقعا أيضا، وقد لاحظنا خلال هذه الكارثة أن المساعدات بدأت تأتي من كل أنحاء العالم خاصة أن بعض الدول والشركات باتت لا تعبأ بقانون قيصر وبالحصار الاقتصادي المفروض على سوريا".
وسائط متعددة
مشاهد جوية لما بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "ابن خلدون" في تركيا، برهان كور أوغلو، أن "تركيا وسوريا تقعان في نفس القارة، ومن المؤكد أن التعاون بينهما في هذه الكارثة سيكون على نطاق واسع وستكون هناك تفاهمات، وسيطلب الطرفان دعم من الدول الصديقة مثل روسيا، وقد بدأت المساعدات تتدفق بالفعل من أذربيجان وغيرها من الدول العربية في مؤشر جيد على مرحلة قادمة يكون فيها تضامن وتنسيق لحل المشاكل بما فيها المشاكل السياسية والأمنية".
وحول مسار العلاقات الخليجية مع سوريا استبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، علي الهيل، أن "تكون الكوارث والابتلاءات مدخلا لتحسين العلاقات العربية لأنها ستكون انتهازية واضحة لأن التعاون العربي مع سوريا أو التعاون الشرق أوسطي في هذه الحالة الإنسانية موضوع مختلف عن الموضوعات السياسية".
وتوقع أن "تظل القضايا السياسية قائمة بعد أن تضع الزلازل أوزارها وأيضا هناك قضايا ستظل قائمة بين تركيا والسويد وفنلندا والناتو وغيرها، فهذا الأمر إنساني بحت، ولو وقعت هذه الكارثة في إسرائيل أو أمريكا أو أي بلد آخر كان هذا التكاتف العالمي سيحدث بنفس الطريقة".
وأشار إلى أن "العلاقات التركية السورية تمت حلحلتها قبل هذه الكارثة بأشهر، وستتواصل هذه الجهود بعد الأزمة" معربا عن أمله في أن "تغلق هذه الصفحة وتعود سوريا للجامعة العربية لتحتل مقعدها الشاغر".
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد عمر معربوني، إن "هناك تسييسا للتعاون الدولي يبرز الوجة المتوحش للغرب الجماعي، ومن الواضح أن هناك تمييزا كبيرا في الموقف والفعل فيما يتعلق بتقديم المساعدات لكل من سوريا وتركيا".
ولفت إلى أن "الغرب الجماعي يمارس التوحش على سوريا كما يمارسه على روسيا، وهناك مواقف شفهية مقبولة من بعض الدول لكنها لا تترجمها إلى أفعال، وبإحصائية بسيطة نجد أن عشرات الطائرات تدفقت على تركيا في حين توجه عدد محدود من المساعدات لسوريا التي تواجه نفس الكارثة".
الأقوى منذ عقود... حقائق عن زلزال تركيا وسوريا المدمر
مناقشة