قصف جوي وقنابل غاز.. هل يدفع التصعيد الإسرائيلي لحرب شاملة في غزة مع اقتراب رمضان؟

لم تنجح التدخلات العربية والدولية، حتى اللحظة، فى وقف التصعيد والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بما في ذلك في قطاع غزة، والذي يتلقى القذائف الإسرائيلية وقنابل الغاز، ما ينذر بالدخول في مواجهة شاملة، مع قرب شهر رمضان المبارك.
Sputnik
وبعد المجزرة التي راح ضحيتها 11 فلسطينيا في نابلس شمالي الضفة الغربية، قصف الجيش الإسرائيلي مواقع في قطاع غزة تابعة لحركة حماس، ردا على إطلاق فلسطينيين في القطاع صواريخ على جنوب إسرائيل، فيما استهدف بقنابل الغاز السام رعاة الأغنام شرق بلدة عبسان الجديدة شرق محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وشرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
وحذر مراقبون من التصعيد الخطير في القطاع، والذي قد يؤدي إلى حرب ومواجهة مفتوحة ما بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، مطالبين بضرورة تدخل المجتمع الدولي لفرض تهدئة قبل شهر رمضان.
بعد "مجزرة نابلس"... هل تدفع تحركات السلطة الفلسطينية إلى قرار أممي ضد إسرائيل؟
مواجهة مفتوحة
اعتبر الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، والانتهاكات المستمرة، تأتي ضمن السلوك الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، الذي يؤدي بطبيعته إلى تصعيد كبير، وحتى إن لم كانت جميع الأطراف ترغب به في هذا التوقيت.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، انفراد إسرائيل بالضفة والقدس، لا يمكن أن يقبله أي فلسطيني، وسيفرض هذا الواقع بطبيعته تدحرجًا للأحداث داخل قطاع غزة، وقد يصل إلى مرحلة الحرب والمواجهة المفتوحة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية هناك.
وشدد الدجني على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والتحرك من أجل كبح جماح الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي تصنع الإرهاب بقراراتها المستفزة، ومخالفة للقانون الدولي عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات المتمثلة بالاستيطان والقتل والاقتحام والتهويد واستمرار الحصار على فلسطين وقطاع غزة تحديدًا.
الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع في قطاع غزة
ناقوس الخطر
في السياق، قال ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن استمرار مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة ما تشهده مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية من ارتكاب جرائم القتل وتصفية المواطنين وزيادة الاعتقالات والاجتياحات والمداهمات، وما ارتكبه الاحتلال في جنين ومؤخرًا في نابلس من مجزرة بشعة ارتقى على إثرها أكثر من 10 فلسطينيين وإصابة العشرات، وكذلك قصف محافظات ومدن ومخيمات قطاع غزة، مؤشرات تنذر بدق ناقوس الخطر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك مخاطر من احتمال اشتعال فتيل المواجهات بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والدخول في ساحة حرب مفتوحة بين ليلة وضحاها، لا سيما مع قرب استقبال شهر رمضان المبارك، وهو ما يجعل للمسجد الأقصى أهمية ومكانة خاصة لزيارة الفلسطينيين، وهو يتزامن مع مواصلة الاقتحامات الإسرائيلية لساحاته والاعتداء على المصليين والزوار، ومنع الكثير من المواطنين من الوصول إليه، إضافة إلى ممارسة المستوطنين المتطرفين للطقوس التلمودية على أبواب المسجد الأقصى وداخل باحاته، الأمر الذي سيزيد الواقع تعقيدًا ويفرض المواجهة.
"حماس": صبرنا آخذ بالنفاد والرد على العدوان الإسرائيلي سيظل حاضرا
ويرى عطيوي أنه في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة يقودها بنيامين نتنياهو وعلى رأسها العديد من وزراء حكومته الفاشية من أمثال بن غفير وسموتريتش، حتمًا ستبقى الأوضاع قاب قوسين وأدنى من الدخول لمواجهة وساحة حرب مفتوحة مع الاحتلال وحكومته بسبب عمليات القتل والقمع والاعتقالات والمداهمات والاجتياحات والتهويد واستمرار الاستيطان.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من وراء هذه الهجمات والقصف المستمر، وارتكاب المجازر والتنكيل بالشعب الفلسطيني إلى التغطية على فشل برامجها في استقطاب الجمهور والرأي العام الإسرائيلي، الذي أصبح على يقين بأن حكومة "بنيامين نتنياهو" نهايتها الفشل والذهاب لانتخابات قادمة جديدة، في ظل تزايد الخلافات والتعبير عنها من خلال التظاهرات الإسرائيلية من مؤسسات وأحزاب رافضة لسياسة نتنياهو وحكومته وخصوصًا ما يتعلق بملف القضاء.
وزير الدفاع الأمريكي يدعو نظيره الإسرائيلي إلى خفض التصعيد في الضفة الغربية
وأوضح أن هذه الانتهاكات تتصادف مع ذكرى مرور 29 عامًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، التي ارتكبها الجندي الإسرائيلي المتطرف "باروخ جولدشتاين"، الذي قام بإطلاق النار على المصليين في صلاة الفجر داخل الحرم الإبراهيمي، ما أدى لمقتل 29 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 150 مصليًا.
وأمس الأول (الخميس)، شل الإضراب العام كافة القطاعات والمرافق في الأراضي الفلسطينية وتحديدا مدن وبلدات الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث أغلقت المحال التجارية والمؤسسات بما فيها المدارس والجامعات أبوابها وذلك حدادا على سقوط قتلى فلسطينيين في نابلس.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى الفلسطينيين خلال العام الحالي برصاص القوات الإسرائيلية وصل إلى 63 شخصًا، مشيرة إلى أنه "بداية هذا العام هي الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عام 2000 على أقل تقدير، حيث لم يتم تسجيل هذا العدد من الشهداء خلال الشهرين الأولين في العقود الماضية".
مناقشة