مجلة: مشكلات "تشالنجر 2" البريطانية الموردة إلى أوكرانيا تعاكس "الضجة التي أحيطت بها"

نشرت مجلة متخصصة بالسلاح والعتاد العسكري مقالا تحدثت فيه عن بعض مواصفات دبابة "تشالنجر 2"، التي تعمل بريطانيا على توريدها إلى نظام كييف.
Sputnik
وبحسب المقال المنشور في مجلة "ميلتاري واتش" المختصة بالشأن العسكري، فقد قرر الناتو توريد دبابات "تشالنجر 2" إلى أوكرانيا ضمن ما وصفها بـ"حزمة مساعدات"، حيث يتوقع أن تصل أولى الدفعات في منتصف أبريل/ نيسان المقبل في الوقت الذي يتم فيه تدريب الجنود الأوكرانيين على تشغيلها وصيانتها في بريطانيا.

ونوه المقال إلى أن الدبابة البريطانية لا تتوفر بكميات كبيرة نظرا للمنافسة الشرسة التي تعرضت لها من قبل الدبابات الغربية الأخرى، حيث تم بناء أقل من 450 واحدة، مشيرا إلى أنه مع وجود خطط لدى بريطانيا "لخفض أعدادها في الجيش البريطاني إلى 148 واحدة فقط، يعني أنه قد يكون هناك في النهاية مجال لتزويد أوكرانيا بما يصل إلى 200 دبابة".

وشكك المقال من ملائمة الدبابة للظروف الأوكرانية على الرغم من أن برجها أثقل بكثير من فئات الدبابات الأخرى.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
القوات المسلحة الأوكرانية تعلن عن خسارة قدراتها الهجومية بالقرب من سفاتوفو وكريمينايا
ونوه المقال إلى أن بعض ميزات هذه الدبابة تحد من فائدتها على الجبهة الأوكرانية، على سبيل المثال هي الفئة الوحيدة من الدبابات التي تم إنتاجها منذ عقود والتي لا تزال تستخدم مسدس البنادق، حيث كان الاتحاد السوفيتي هو الرائد بالانتقال من مسدسات البنادق إلى البنادق الملساء في أوائل الستينات، تبعته ألمانيا وأمريكا بعد 20 عامًا. ونتيجة لذلك ستكون دبابة "تشالنجر 2" هي الدبابة الوحيدة في المعارك الدائرة في أوكرانيا من دون مسدس أملس.

بالإضافة إلى ذلك، "يقلل نوع المدفع الأقدم بشكل كبير من قوة ودقة ذخائر الدبابة البريطانية ويحد من تفوقها"، أمام تظيراتها.

ونوه المقال إلى أن نوعية الذخائر التي تستخدمها الدبابة البريطانية لا تتوافق مع الدبابات الغربية الأخرى، الأمر الذي اعتبرته "أمرا خطيرا بشكل خاص لأن بريطانيا لم تعد تنتج ذخيرة لهذا النوع من المدافع ولم تعد تصنعه أي دولة في العالم، ما يعني أن الاستخدام المكثف لفئة الدبابات على الخطوط الأمامية يمكن أن يجعل نفاذ ذخيرتها (أسهمها جافة)"، في كناية مجازية عن مدافعها.

وكشف المقال عن "عيب رئيسي آخر فيما يتعلق بالذخيرة هو عدم وجود أي نوع من مقذوفات التجزئة (القذف المنحني البعيد) وهو نوع من الذخيرة تستخدمه الدبابات الروسية على نطاق واسع. ويعتبر هذا النوع مهما بشكل خاص لأن اشتباك الدبابات مع دبابات أخرى أمر نادر الحدوث، حيث تستخدم الدبابات بشكل أساسي في مواجهة المشاة وتوفر مقذوفات التجزئة للدبابات مزايا مهمة في هذه الأدوار".

وبعيدًا عن الأسلحة، فقد زودت "تشالنجر 2" بالجيل الأول من أجهزة التصوير الحرارية، وهي قديمة جدا، "إلا أنها الأكثر افتقارا بالمقارنة مع ما هو متوفر لدى الدبابات الروسية التي تمت ترقيتها من الحقبة السوفيتية إلى اليوم".
وتفتقر الدبابة البريطانية لمنظار حراري خاص بقائد الدبابة، وبالنظر إلى الحماية، على الرغم من وجود برج درع جيد جدًا، فإن هيكل "تشالنجر 2" يستخدم بشكل ملحوظ درعًا فولاذيا بسيطا دون مواد مركبة أو دروع تفاعلية متفجرة، وهذا يعني أن "الضربة الواحدة يمكن أن تسبب تفجيرات كارثية".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
تطورات خريطة العملية العسكرية الخاصة
ويثير تعقيد "تشالنجر "2 واحتياجات الصيانة العالية أيضًا أسئلة بخصوص مدى قدرة أوكرانيا على الاستمرار في تشغيلها.

"من الصعب جدًا رؤية الطريقة التي سيستفيد بها الأوكرانيون من هذه الأشياء اليوم، لكن قد ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا جزءا من الانقسام الكامل هنا (في الغرب). كجزء من قضية أوسع تتعلق بالدبابات الغربية، فإن أوزانها التي تتراوح بين 65 و70 طنا تجعلها أثقل بكثير من التصاميم السوفيتية، وهو ما لا يعني فقط استهلاك وقود أعلى بكثير ولكن أيضًا ضعف ملاءمتها للبنية التحتية المحلية خاصة الجسور. وتابع موضحا أن "حقيقة احتياج الدبابة البريطانية لطاقم أكثر بنسبة 33% من الدبابات السوفيتية المصممة هو سبب محتمل آخر لمشكلات خطيرة".

شون بيل
نائب مارشال في سلاح الجو الملكي البريطاني
واختتم المقال موضحا أنه على الرغم من تمتع الدبابة البريطانية بنقطة قوة متمثلة بدرع برجها الثقيل، ومع ذلك، يمكن أن تؤدي عيوبها إلى تأثير مخيب في ساحة المعركة عند الأخذ بالاعتبار الضجة التي أحاطت بالتسليم المعلن ومدى سخونة انتقالها إلى المقدمة.
مناقشة