عقب زيارة أوغلو… دبلوماسيون يوضحون مستوى التفاهم بين القاهرة وأنقرة حول القضايا المشتركة

مثلت زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو للقاهرة، نقلة هامة على رفع مستوى العلاقات بين بلاده مع مصر.
Sputnik
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره التركي أوغلو، أوضح أن المباحثات شملت القضايا الثنائية والإقليمية، وأن ثمة تفاهما كبيرا حول العديد من القضايا.
مرحلة جديدة بين البلدين
فيما أكد أوغلو على أهمية استعادة العلاقات مع القاهرة. منوها بمرحلة جديدة ومستويات أعلى سياسيا واقتصاديا، بما في ذلك المجالات الأخرى والتعليم. تحدث الوزيران عن استمرار اللقاءات والترتيبات من أجل لقاء بين الرئيسين المصري والتركي، دون تحديد الموعد.
أردوغان يقول إنه اجتمع مع السيسي 45 دقيقة في الدوحة ويؤكد إمكانية عودة العلاقات مع سوريا قريبا
بعض التساؤلات التي لم يكشفها المؤتمر الصحفي تتعلق بالمستوى الذي وصل إليه البلدان في الوقت الراهن، وما إن كانت بعض القضايا محل نقاش، أم أن العلاقات بين الجانبين انتقلت إلى مرحلة التنسيق.
في المؤتمر الصحفي كشفت اللغة التي استخدمت من الوزيرين الرغبة في استعادة وتيرة ورقعة العلاقات إلى أعلى درجة، لكنها تضمنت أيضا الإشارة إلى اجتماعات لاحقة دون الكشف عن أهداف هذه الاجتماعات، خاصة أن العديد من الملفات كانت محل خلاف سواء فيما يتعلق بقيادات جماعة الإخوان (المصنفة إرهابيا في مصر)، وكذلك فيما يتعلق بالملف الليبي الذي يظل محل خلاف بين البلدين.
لقاء مرتقب على مستوى الرؤساء
يبدو أن الوزيرين تركا الإعلان عن التفاصيل الأدق والمراحل الأهم للرئيسين، خلال اللقاء الذي يعد له، ومن المقرر أن يكون خلال الفترة المقبلة، حسب تأكيدهما.
في الإطار قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إن زيارة وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو تمثل نقلة في مستوى الحوار القائم بين البلدين منذ فترة. وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين المصري والتركي يحدد في وقت لاحق بعد لقاء مرتقب بين وزيري خارجية البلدين.
مصر وتركيا تعلقان على أول مصافحة بين السيسي وأردوغان
استمرار الحوار
على مدار الأشهر الماضي عقدت لقاءات بين البلدين على مستوى نائبي الوزراء في البلدين، وناقشت الاجتماعات العديد من القضايا التي كانت محل خلاف بين الجانبين، الأمر الذي يطرح تساؤلا بشأن الزيارة وما إن كانت تعني التوصل إلى نقاط تفاهم بشأن كافة الخلافات، أم أنها ما زالت محل بحث ونقاش.
حول هذا التساؤل يجيب هريدي على "سبوتنيك" بقوله" الحوار مستمر بين البلدين، وخلال المباحثات بين وزيري الخارجية في القاهرة اليوم جرى مناقشة جميع الملفات المرتبطة بالعلاقات الثنائية وكذلك المرتبطة بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وشملت سوريا وليبيا والعراق والقضية الفلسطينية".
رغبة مشتركة لاستعادة العلاقات
جانب أخر في العلاقات لم يتضح بشكل جلي خلال المؤتمر الصحفي، خاصة فيما يتعلق بوصول العلاقات إلى مستوى التفاهم أم التنسيق، وهو يوضحه هريدي بقوله:" أعتقد أن تبادل وجهات النظر قائم بين البلدين بشأن وجهات النظر، لكن التنسيق بينهما لتسوية الملفات، اعتقد أننا لم نصل إلى هذه المرحلة".
شكري: نعمل من أجل تطبيع العلاقات مع تركيا وبدء مرحلة جديدة من التعاون
يرى السفير المصري أن إتمام الزيارة يعكس الرغبة المشتركة بين البلدين لتطوير العلاقة بينهما، معتقدا أن البدء بزيارات على مستوى وزراء الخارجية إشارة إيجابية من الجانب التركي بالرغبة في تطوير العلاقات مع مصر.
حاجة مشتركة
فيما قال وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش لـ"سبوتنيك"، إن اللقاء الذي جمع شكري ونظيره التركي في القاهرة يعد بداية جيدة، خاصة أن البلدين في حاجة لبعضهما البعض.
ربما يتفق الوزير التركي السابق، حول أن النقاط الخلافية لم تحل بشكل كامل حتى الآن، لكنه يشير بقوله "أرى أن النقاط الخلافية والمشكلات بين البلدين يمكن أن تحل بسهولة، وأن مصر وتركيا بلدان مهمان في منطقة الشرق الأوسط".
انعكاس التقارب على القضايا الإقليمية
بشأن القضايا الخلافية يقول الوزير التركي الأسبق، إنه من غير الممكن حل القضايا الخلافية خلال اليوم أو ليلة، لكن البلدان يحتاجان بعضهما لبعض، والمفاوضات تسير بشكل جيد في إطار العلاقات التاريخية والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وحول انعكاس اللقاء على جل القضايا الإقليمية، يوضح ياكيش" سيكون من السهل حل مختلف القضايا، لكن بعد حل القضايا الخلافية بين البلدين، والانطلاق منها إلى باقي القضايا كليا".
السيسي وأردوغان يلتقيان في قطر ويتصافحان للمرة الأولى... صورة
عدم تأثر المستوى الاقتصادي
وقال سامح شكري وزير الخارجية، إن هناك رغبة في تطوير العلاقات بين مصر وتركيا، واستعادة زخمها على كل الأصعدة سواء كانت الاقتصادية أو السياسية.
وأكد حرص مصر متابعا" ألا يتم التأثير على نطاق العلاقات الاقتصادية لمصر وتركيا، ولكنها نمت خلال السنوات الماضية حتى وصل التبادل التجاري فيما بيننا إلى نحو 9 مليارات دولار، وهذا مقدار مهم للبلدين".
وأوضح الوزير المصري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، أن "الاستثمارات التركية في مصر بلغت 2.5 مليار دولار خلال السنوات الماضية، وأن التواجد لرجال الأعمال والصناعات التركية في مصر كان محل رعاية واهتمام لأنها تعود بالنفع على البلدين من الناحية الاقتصادية والعمالة في مصر".
مناقشة